بعد مضي سنوات، تاه فيها الصحفي المحترف بين باقي أشباه الصحفيين، الذين كانوا يوظفون لكل الأسباب غير الأسباب المهنية، توجه رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” إلى الصحفيين في أحد لقاءاته مع ممثلي الإعلام الوطني، داعيا أياهم إلى إنشاء “نقابة” تدافع عن مصالحهم وتجلب لهم مزايا مهنية واجتماعية، حتى تكون مرافقا للإصلاحات التي انطلق فيها القطاع، تطهيرا من الشوائب وتماشيا مع التطورات الحاصلة في العالم لأن الإعلام يعتبر سلاحا فتاكا وسفيرا حقيقيا لبلده، وموجها هاما للرأي العام، وهو ما تجلى خلال الزيارة التي قادت وزير الاتصال “محمد لعقاب” إلى وهران يوم الخميس، حيث أسهب في شرح وتوضيح أهم الإصلاحات والقرارات التي تعكف السلطات على تحضيرها مواكبة لما هو حاصل في عالم الاتصال والإعلام، وتجسيدا لمبادئ “الجزائر الجديدة” التي يعتبر الإعلام أحد التزامات رئيس الجمهورية التي وعد بها سابقا.
حيث عرفت زيارة “محمد لعقاب” وزير الاتصال إلى وهران، إماطة اللثام عن الكثير من نقاط الظل التي عمرت لسنوات، وكانت كافية لتوجه الإعلام الجزائري نحو الهاوية، بعد فقدانه للبوصلة وانفلات الأمور لفترة طويلة، مكنت من تحويله عن مساره الصحيح من العمل على تنوير الرأي العام والتسويق للجزائر، إلى مصدر للتمعش والبحث عن مداخيل توجه لمسارات أخرى لا علاقة لها بتكوين الصحفيين ولا عصرنة القطاع، وهو ما أكده جنوح بعض وسائل الإعلام وحيادها عن مهنتها النبيلة، وتحولها إلى مصدر لخلق الفتنة وإثارة الفوضى عبر بث الحماس وتشجيع الأفكار السلبية، التي كادت أن تخلق أزمات ديبلوماسية دولية للجزائر، لولا التدخل السريع والذكي للوصاية، لوضع حد لمثل هذه التصرفات.
إعداد مسودة ميثاق أخلاقيات المهنة وعرضه على الشركاء
أكد وزير الإتصال “محمد لعقاب”، أن “صندوق دعم الصحافة، أنه جاء استجابة للتوجيهات المقدمة من طرف رئيس الجمهورية القاضية بإعادة بعث دعم صندوق الصحافة. حيث تم إعداد وإرسال نسخ لوسائل الإعلام، منوها أنه ينتظر حاليا إثراءه بالأفكار وصياغته نهائيا وعرضه لوزارة المالية، ثم نحتكم لريئس الجمهورية الذي يعد صاحب القرار. مضيفا أن الصندوق جمد، حيث تجتهد الوزارة لاسترجاع أموال الصندوق والتي ستكون قيمة مضافة للصندوق الجديد، مشيرا أنه تم إيجاد منابع تمويل جديدة، غير تلك المعتمد عليها من طرف الخزينة العمومية، وأضاف لعقاب أن الإستراتيجية الجديدة من شأنها وضع وسائل الإعلام على السكة الصحيحة.
…والشروع في تنصيب مجلس أخلاقيات المهنة قريبا
أكد وزير الإتصال “محمد لعقاب”، أنه ريثما تصدر المراسيم التطبيقية تباعا في الجريدة الرسمية، يتوقع أن يشرع في شهر ماي في تنصيب سواء مجلس أخلاقيات بطاقة الصحفي أو غيرها من البطاقات مع القانون الجديد المهنة، مجلس أخلاقيات المهنة، وكل ما ينسجم وفق مقومات كل صحفي قانون يتم تطبيقه، دون إقصاء، منوها أن المسؤولية مشترطة بالخبرة والشهادة وإخضاع فئات للتكوين لمدة 90 يوما، لاسيما بالجوانب بفنيات التحرير عصر المعلومات والذكاء الاصطناعي تماشيا مع تطوير القطاع. حيث سيتحصل الصحفي خريج “كليات الإعلام” على بطاقة الصحفي المحترف بعد خبرة 3 سنوات في المجال، بينما يتحصل عليها الصحفي خريج باقي الكليات بعد خبرة 5 سنوات، كما تلزم المؤسسات الإعلامية بتكوين صحفييها وعمالها بمراقبة من سلطة الضبط والوزارة الوصية مباشرة.
وقال “لعقاب” أن القانون ينص على مجلس آداب وأخلاقيات المهنة يتكون من 12 عضوا، من بينهم 6 أعضاء يتم تعيينهم من طرف رئيس الجمهورية، مشيرا أنه تم إنهاء المرسوم الذي يتطرق للموضوع ريثما يصدر في الجريدة حيث سيفتح المجال لانشاء المجلس، كاشفا عن صعوبات يعمل على تجاوزها كون النصف الاخر من اعضاء المجلس يتم انتخابهم من طرف الصحفيين والنقابات المهنية، مستقبلا معتبرا أن هذه الإشكالية ليست معقدة. وأضاف الوزير، أنه ربحا للوقت، الوزارة أعدت الميثاق لكن ليس بشكل نهائي، حيث تم تسليم مسودة لمجلس أخلاقيات المهنة عند إعداده، ليتم إثراءه وتحسينه وعرضه أمام الصحفيين ومدراء المؤسسات لإعطاء الأفكار ليكون ميثاق محترم ويلتزم بتطبيقه.
وأشار في خضم ذلك، أنه تم توزيع صندوق دعم الصحافة لبحث الإطار والتشاور، تدريب القانون يلزم المؤسسات بالتدريب، وسلطة الضبط والهيئة الوزارية تقوم بمراقبة المؤسسات وفق ما يمليه ويلزمه القانون، حيث أكد أن المؤسسات الخاصة التي ظروفها المالية هشة، الوزارة هي من تتكفل في البداية بجوانب التدريب.
“الشروع في تكييف القوانين الجديدة للصحف الورقية”
كشف الوزير أنه تم الشروع في تطبيق القوانين الجديدة للإعلام تكييف الصحف الورقية والإلكترونية منتصف ماي المقبل، سوف يتم الشروع في تكييف القنوات التلفزيونية، ومنح الرخص القائمة وسوف تصدر تباعا بعض المراسيم التطبيقية الخاصة بالقانون الأساسي للصحفي الممتاز يعطي المكانة للصحافي الجزائري.
مضيفا أن قطاع الإعلام يحتاج إلى وضع اليد باليد، من أجل تطوير المؤسسات الإعلامية بالآليات التي تؤهلها وتزيدها بالأدوات للقيام بمهامها، وتزويدها بالإمكانيات والتي جاءت من بين أهم التوصيات التي يقدمها رئيس الجمهورية، والتي تندرج ضمن تدابيىر اتخذها الرئيس لإحياء اليوم الوطني للصحافة في 3 ديسمبر الماضي، منوها أنه تم اتخاذ تدابير شرع في تنفيذها، استفادت منها العديد وسائل الإعلام، منها إيواء المواقع الإكترونية بأسعار منخفضة، وكذا خط وكالة الجزائرية بمبلغ رمزي، وتخفيض الإيواء للصحف بدار الصحافة وغيرها.
كما أكد أن بعضها يمكن التطرق إليه في 3 ماي المقبل. مشيرا أن أمور القطاع تسير بشكل أحس، منوها أن الوزارة تبذل جهدها وتتعاون لتطوير أدوات الإعلامية بما يخدم البلاد، التي تعيش بيئة إعلامية نشيطة، وبيئة جيوسياسية متوترة وهو ما يجب على وسائل الإعلام أن تكون قادرة على التعامل معه من المتتغيرات إقليميا ودوليا. وأضاف الوزير، أنه شرع في العملية الوزارة وتكفلت بـ300 صحفي من القطاع العام والخاص بالشراكة مع معهد المحروقات ببومرداس، وصادفنا العديد من الخبراء الدوليين على نفقات الوزارة، وتم تنظيم محاضرات بمختلف الهيئات، ودورات تدريبية الجهد لم يذهب هباءا، حيث سيتم تدوين المحاضرات في كتب تعكس الجهد المبذول لتكون مرجعا توزع للمؤسسات الجامعات، كمراكز بحث لتثمين الجهد لكي لا يضيع في أرشيف الصحف.
بالموازاة تم الاهتمام بشكل عاجل بالإعلام الرياضي من خلال تنظيم دورات تكوينية بالاستعانة بخبراء قنوات عالمية، و يوم دراسي والصحفيين وشركائهم، تم الخروج بتوصيات و ميثاق العمل الإعلامي الرياضي وتوزيعها بالمؤسسات الإعلامية والجامعية، حيث لا تزال العملية مستمرة ومتكفل بطبعها في كتاب.
مؤسسات خاصة فرضت مهنيتها الجوارية وطبع 10 آلاف نسخة لـ35 عنوان يوميا
أوضح وزير الاتصال “محمد لعقاب”، خلال زيارته لمختلف المؤسسات الإعلامية، التي تأتي تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير، المصادف لـ3 ماي القادم، حيث مكنته من الإطلاع على الإمكانيات الكبيرة في مجال الإعلام التي تعرفها وهران، مضيفا أنه إلى جانب المؤسسات العمومية العمومية، هناك مؤسسات إعلامية خاصة وقوية ونشيطة، منها الإعلام الجواري والمحلي والجهوي. وأضاف “لعقاب” أن 35 جريدة تطبعها المطبعة يوميا، منها 10 آلاف نسخة يوميا، وهو إنتاج كبير بالنظر للتطورات التكنولوجية والتوجه نحو الصحافة الالكترونية، وزيادة الإقبال عليها، زيادة الإنتاج وتنويعه الغاية النهائية من أي عمل إعلامي.
وأوضح أن الكثير من المؤسسات لديها بعض النقائص الموضوعية كمشاكل المطابع، تراجع للصحف الورقية، بعض الصحف لا تدفع بانتظام اتجاه المطابع، علاوة على مشاكل يجب تجنبها بخصوص الإمكانيات، وأكد الوزير أن التكفل بانشغالات الصحفيين عبر مختلف الإذاعات الجهوية، ستطرح أمام الولاة للتكفل بهذا الجانب.
” والي وهران يتكفل بتوفير أجهزة الإعلام لصحفيي الإذاعة الجهوية”
حيث قام وزير الاتصال بمعية والي ولاية وهران، بزيارة إلى مقر إذاعة وهران الباهية، أين اطلع على سير العمل، والظروف التي يشتغل بها الصحفيون، واستمع إلى انشغالاتهم، حيث تعهد والي وهران “سعيد سعيود” بتوفير أجهزة الإعلام الآلي للإذاعة الجهوية، كما تم تفقد الوزير بمعية الوالي كل من فرع المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار بوهران، ومقر المحطة الجهوية للتلفزيون، ومقر المكتب الجهوي لوكالة الأنباء الجزائرية، كما جمعه لقاء مع الصحافة المحلية بمقر الإذاعة.
لضمان تغطية شاملة
الوزير يأمر بتوسيع شبكة البث الإذاعي والتلفزي
وبمحطة الإرسال لمؤسسة البث الاذاعي والتلفزي لولاية وهران، تفقد الوزير الموقع الكائن بجبل الأسود، أكد على ضرورة توسيع شبكة البث الاذاعي والتلفزي عبر مختلف محطات البث المجاورة والرفع من تغطية مناطق الظل لضمان التغطية الشاملة عبر كل المناطق.
كما شدّد على ضرورة اقتناء تجهيزات حديثة لتحسين شبكة التغطية وتوسيعها إلى المناطق الحدودية، كما استمع بالمناسبة الى انشغالات العمال، وأمر بتوفير كل المستلزمات الضرورية لتقديم خدمة نوعية. وفي سياق ذلك، زار وزير الاتصال، ووالي وهران، “معرض الذاكرة”، الواقع بشارع “الأمير عبد القادر” بوسط مدينة وهران، وهو فضاء للتاريخ والذاكرة، أنشأه سنة 2013، المجاهد “محمد فريحة”، أحد رموز الكفاح المسلح بوهران خلال الثورة التحريرية، ويعرض هذا المكان مختلف مراحل ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 بعاصمة غرب البلاد، بتواريخها وأمكنتها البارزة ومعاركها وأبطالها، أين يتم عرض أسلحة وألبسة، ومتعلقات خاصة كان يستخدمها مجاهدي جيش التحرير الوطني، كما يحتوي أيضًا على قاعة عرض تضمّ حوالي 2000 صورة لشهداء ومسؤولين،وعدد من الكتب القيمة.
يذكر أن الاجراءات التي تعكف على تجسيدها وزارة الاتصال بمعية الجهات التي لها علاقة، سيكون لها انعكاس إيجابي على القطاع ومنتسبيه.
منصور.ج/ عبير. ص
