
في خطوة مفاجئة للمستخدمين . أعلنت شركة “مايكروسوفت” عن إيقاف تطبيقها المعروف للمسح الضوئي للوثائق والصور Microsoft Lens . الذي كان يعد لسنوات أداة أساسية لدى الملايين في إنجاز مهامهم اليومية.
حيث تمكن هذا التطبيق من تبسيط عملية تحويل الملفات الورقية إلى نسخ رقمية محفوظة بسهولة على الهواتف الذكية أو في الخدمات السحابية. وكان يتميز بواجهة بسيطة وسرعة في الأداء جعلته خيارًا مفضلاً في بيئة العمل والدراسة على حد سواء.
المسح الضوئي .. أداة ساعدت على رقمنة الحياة اليومية
Microsoft Lens .. ظهر هذا التطبيق لأول مرة قبل عقد تقريبًا تحت مسمى “عدسة المكتب”.وكان الغرض منه منح المستخدمين وسيلة عملية لالتقاط المستندات وبطاقات العمل والإيصالات وحتى ملاحظات السبورة وتحويلها إلى صيغ رقمية متعددة .مثل ملفات القراءة أو العروض التقديمية.
مع إمكانية تحسين جودة الصورة وتوضيح النصوص. وإزالة الظلال والحواف غير المرغوبة.وارتبط استخدامه بالعديد من المهنيين والطلاب وحتى الأفراد الذين يرغبون في حفظ وثائقهم بطريقة آمنة وسهلة الوصول.
ورغم المنافسة الشديدة في سوق تطبيقات المسح الضوئي. إلا أن “عدسة مايكروسوفت” نجح في ترسيخ مكانته لما يقدمه من تكامل مع منظومة الشركة حيث سمح بحفظ الملفات مباشرة في مساحات التخزين أو مشاركتها بسهولة. عبر البريد الإلكتروني. كما استفاد من البنية السحابية للشركة مما أتاح للمستخدمين الوصول إلى ملفاتهم من أي جهاز وفي أي وقت دون تعقيدات.
الإيقاف يفتح الباب أمام بديل جديد
بحسب بيان دعم رسمي، فإن التطبيق سيتوقف عن العمل على الهواتف العاملة بأنظمة التشغيل الشهيرة اعتبارًا من منتصف شهر سبتمبر المقبل، على أن تتم إزالته نهائيًا من متاجر التطبيقات في شهر نوفمبر.
ولن يتمكن المستخدمون بعد الخامس عشر من ديسمبر من إجراء أي عمليات مسح جديدة. بل سيقتصر الأمر على عرض المسوحات السابقة فقط مما يعني أن التطبيق سيفقد جوهر وظيفته الأساسية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة الشركة لتعزيز الاعتماد على تطبيق آخر مدعوم بالذكاء الاصطناعي يحمل اسم “مساعد الأعمال”. وهو تطبيق متعدد المهام يدمج قدرات معالجة المستندات مع أدوات تحليل وإنتاجية متطورة .
ورغم ذلك فإن المستخدمين الذين جربوا البديل الجديد لاحظوا غياب بعض المزايا المهمة التي كانت موجودة في “عدسة مايكروسوفت”. مثل الحفظ الفوري في دفاتر الملاحظات أو ميزة قراءة النصوص بصوت مسموع، وهو ما أثار بعض الانتقادات في الأوساط التقنية.
التحول نحو تطبيق موحد، يعكس توجه الشركة إلى دمج أدواتها الإنتاجية تحت مظلة واحدة مستفيدة من التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا التوجه قد لا يلبي توقعات جميع المستخدمين، خاصة أولئك الذين اعتادوا على بساطة التطبيق القديم الذي كان يؤدي مهمة واحدة بكفاءة عالية ودون الحاجة إلى خصائص إضافية معقدة.
Microsoft Lens .. رقمي يصعب تعويضه
منذ عام 2017، سجل التطبيق أكثر من ٩٢ مليون عملية تنزيل. وهو رقم يعكس مدى انتشاره واعتماده على نطاق واسع في العالم. وقد ظل حتى الأيام الأخيرة يحظى بتقييمات إيجابية في متاجر التطبيقات ما يعكس رضا المستخدمين عن أدائه واستقراره.
كما أنه ساهم في تغيير طريقة تعامل الأفراد مع المستندات الورقية. حيث أصبح من المعتاد التقاط صورة لورقة أو بطاقة عمل وتحويلها فورًا إلى ملف رقمي منظم وقابل للمشاركة.
ويرى محللون أن إيقاف هذا التطبيق يمثل خسارة لفئة من المستخدمين الذين يبحثون عن أداة مخصصة للمسح الضوئي فقط، بعيدًا عن الحلول الشاملة التي قد تحمل خصائص لا يحتاجون إليها.
ومع ذلك فإن التوجه نحو الذكاء الاصطناعي أصبح مسارًا لا مفر منه بالنسبة لكبرى شركات التكنولوجيا التي تسعى إلى دمج قدرات التحليل والتصنيف والفهم الآلي للنصوص داخل جميع خدماتها.
ويبقى السؤال المطروح هو، ما إذا كان البديل الجديد سيتمكن من سد الفجوة التي سيتركها هذا التطبيق العريق، أم أن المستخدمين سيلجؤون إلى تطبيقات أخرى تقدم تجربة مشابهة لما اعتادوا عليه طوال سنوات في عالم المسح الضوئي البسيط والفعال.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله