الثـقــافــة

بمبادرة عدد من المثقفين في  الذكرى الثالثة

نحو إنشاء مؤسسة للبحث  في شخصية وفكر "صافي بوديسة"

يعتزم عدد من الأساتذة الجامعيين والصحفيون والمثقفون من ولاية تيارت وعدد من الولايات الأخرى، إنشاء مؤسسة باسم المجاهد الراحل “صافي بوديسة” تأخذ على عاتقها البحث في فكر وتاريخ الرجل وذلك على هامش مشاركتهم في الندوة التاريخية بمناسبة الذكرى الثالثة لوفاته التي نظمت الخميس بمتحف المجاهد  بتيارت.

وأشار المشاركون أنه خلال السنوات الثلاثة الأخيرة ومنذ إحياء الذكرى الأولى لوفاة المجاهد والمثقف والمناضل، والمفكر ورجل الدولة “صافي بوديسة”، تم التطرق إلى مسيرته قبل وأثناء الثورة وبعد الاستقلال، من خلال محطات مليئة بالنشاط والحركة والعمل، حيث انه كان متميزا رغم انه تكون تكوينا عصاميا صقل من خلاله شخصيته الثورية الناقمة على فرنسا الاستعمارية، التي احتفظ لها بحرمانه من التعليم بفعل  توجهاتها العنصرية تجاه أبناء الجزائر الرافضين للاستعمار.

“صافي بوديسة” شخصية ذات فكر متكامل

وتتكون اللبنة الأولى التي طرحت فكرة إنشاء مؤسسة تاريخية باسم المجاهد الفذ “صافي بوديسة” تتكون من صحفيين وأساتذة جامعيين، ومثقفين ومهندسين معماريين وجمعيات من ولاية تيارت والجلفة، والولاية المنتدبة قصر الشلالة على أن تضم أصدقاؤه من ولايات أخرى من عين الدفلى وورقلة، وغيرها من ولايات الوطن، الذين استخلصوا من المحطات التاريخية وصفات المجاهد البطل انه شخصية ذات فكر متكامل يجب إعطاؤها الاهتمام الأكبر، من خلال تخصيص دراسات وأبحاث وملتقيات تخصص لقراءات في هذه الشخصية والمحطات التاريخية لاستخلاص العبر ونقلها للأجيال باعتبار”صافي بوديسة”  مجاهد ومناضل ونقابي، سياسي، وخبير في الإقتصاد ومفكر، وقائد ورجل دولة، بالإضافة إلى تحيزه الواضح للقيم والثقافة، والتقاليد الجزائرية والإسلامية الأصيلة رافضا بذلك الانسلاخ من جلده الجزائري والإسلامي العربي.

“صافي بوديسة” شخصية تستحق الدراسة والتعمق

وأفاد الأستاذ الجامعي “احمد بن سالم” أن  شخصية المجاهد “صافي بوديسة”، تستحق الدراسة والتعمق من خلال ملتقيات علمية ودراسات وأبحاث تاريخية وعلمية في مجالات متعددة، وهذا بدوره يحتاج إلى وقوف شخصيات ذات كفاءة علمية، وثقافة واسعة، ووزن إجتماعي تتكامل في ما بينها للقيام بهذا النوع من الأنشطة العلمية والمؤطرة وهذا يمكن أن يتم في إطار إنشاء مؤسسة تحمل اسم المجاهد مهمتها ان تسلط الضوء على جوانب فكرية ونضالية وتاريخية في حياة الرجل، الذي كانت عين فرنسا الاستعمارية لا تغفل عنه لأنها كانت تعلم  درجة الخطر التي تأتيها من طرفه.

صافي بوديسة” جوانب تشع بالعلم والمعرفة والثقافة والقيم النبيلة

وأكدت الإعلامية ورئيسة المكتب الولائي للصحفيين والإعلاميين الجزائريين بتيارت “طاطة جخدان”، والتي تعد من ثلة الصحفيين والمثقفين الذين انخرطوا  في هذا المشروع، نتيجة اقتناعها بالمكانة العلمية والتاريخية لشخصية المجاهد “صافي بوديسة” إنه من حسن حظها أنها التقيت المجاهد والعلامة والمناضل في إحدى التظاهرات التي أقيمت بقصر الشلالة منذ حوالي 10 سنوات بحضور العديد من رجالات الدولة، من بينهم “عبد المجيد بوشيخي” ووزير المجاهدين آنذاك، وتحدثت معه والتمست فيه جوانب تشع بالعلم والمعرفة والثقافة والقيم النبيلة، والأكثر من ذلك جمال ووضاءة الوجه.

“صافي بوديسة” نظرة ثاقبة ومتبصرة وإتباع سياسة اقتصادية جديدة

وأضافت أن ذلك اللقاء دفعني للبحث والتحري في هذه الشخصية النادرة، والمتكاملة التي لم تهدأ طيلة حياتها حتى بعد انقطاعه عن الكلام بسبب المرض،  كان يعبر بطريقة أخرى كان يفهمها صديقه “مسعود قمار”، مشيرة أنها عزمت تقديم شيء حول الشخصية ضمن مشروعها الثقافي “موسوعة أعلام ومعالم وتراث ولاية تيارت”، الذي بادرت بالعمل عليه، وتبنته بعض الهيئات الوطنية المختصة، حيث وجدت  أن “صافي بوديسة” كان أول من إستعمل مفهوم الجزائر الجديدة في سنوات الستينيات والسبعينات من القرن الماضي، حسب صديقه المذكور في إطار نظرته الثاقبة والمتبصرة وإتباع سياسة اقتصادية جديدة تنطلق من الصحراء الجزائرية لتحقيق الأمن الغذائي، فبادر باستصلاح الأراضي القاحلة بناحية قصر الشلالة بولاية تيارت، وحولها إلى جنات خضراء، تبعث الأمل نحو التوجه بناء مستقبل أفضل.

<strong>عائلة “صافي بوديسة” تحظى بالتكريم

وتجدر الإشارة إلى أن الندوة التاريخية حول مسيرة “صافي بوديسة” نظمها المكتب الولائي لمنتدى الحقوقيين الجزائريين بحضور مدير المجاهدين وذوي الحقوق و شخصيات سياسة وثقافية وثورية وأكاديمية وجمعيات وعائلة المجاهد التي حظيت بالتكريم، كما تم  تكريم عدد من المجاهدين الذين لا يزالون على قيد الحياة.

جمال غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى