المجتمع

نحن والعلم

التلميذ الجزائري... قوته وضعفه

يغلب على تفكيرنا كلما تناقشنا موضوع التلميذ الجزائري تلك اللوحة السوداوية السلبية والإحباط من حال ذلك التلميذ وضعف مستواه…غير أننا إذا خرجنا للخارج وأعدنا تغيير زاوية النظر للمسألة، تبين أن الأمر ليس بهذه القتامة التي تبرمجنا عليها…

أجل صدقوني عندي فكرة واقعية عن التلميذ في الجزائر لأنني عشت فيها الجزء الأكبر من حياتي، وبما أنني أحتك من 4 سنوات بالمدرسة الخليجية، حيث إن لي أبناء يدرسون فيها ولأنني أتناقش كثيرا مع

المغتربين الجزائريين الذين يفدون إلى المدينة المنورة وفي الشبكة الاجتماعية فإنني أستطيع أن أجزم أن التلميذ الجزائري له نقاط ضعف كما له نقاط قوة… وأن النقد الذاتي الذي ينبغي أن نجريه على المسألة لا تعني أن نبالغ في جلد ذواتنا بل الحكمة أن نعرف بدقة وشجاعة مكامن الضعف ومكامن القوة بدون عقدة نقص ولا عقدة كبر.

وعليه، وبناء على خبرتي بالأمر أقول إن التلميذ الجزائري لا يزال أحسن مهارة في القراءة والكتابة من غيره …ومهما أقررنا ضعف المنظومة التربوية إلا أنه ينبغي أن ننتبه إلى أن المتخرج من المدرسة الجزائرية لا يزال أفضل من غيره في مواد عديدة لعل أبرزها الكتابة والخط والحساب والهندسة والجبر.

وبالمقابل، فإن التلميذ الجزائري لا يزال ربما الأضعف عالميا في المواد المتعلقة بمهارات الحياة ومن أبرزها: التواصل مع الآخرين والتعبير الشفوي الواضح عن ذاته واحتياجاته، الكلام أمام الجماهير، الإنصات والإصغاء الجيد للآخرين، الكلام بلغات أجنبية كثيرة، حل المشكلات واتخاذ القرار، العمل مع فريق والانجاز الجماعي، العمل التطوعي، رسم الأمنيات والأهداف.

المشكلة أن هذه المواد والمهارات مهمة جدا جدا للنجاح في الحياة… ربما أكثر من التفوق في الرياضيات…. آه لو يرجع المعلم الجزائري الذي كان في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وآه لو يرجع التلميذ الذي كان في الستينيات والسبعينات من القرن الماضي.. صدقوني سنتمكن من حجز مقعد محترم بين الأمم.

أتمنى من الغيورين على مستقبل أبناء الجزائر أن يتعاونوا مع جمعيات أولياء التلاميذ ومع رجال الأعمال الرساليين من أجل استدراك هذا النقص، وذلك من أجل إيجاد آليات لجعل هذه المواد حاضرة في مناهج التعليم أو على الأقل من أجل استجلاب أقوى الكفاءات الجزائرية في هذه المجالات سواء الذين هم داخل الجزائر آم خارجها.

بقلم: د.يحي بكلي (أكاديمي جزائري المدينة المنورة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى