انعقدت قمة “سينك 2024” في 22ـ23 ماي في مدينة الظهران تحت عنوان “مواجهة التناقضات الرقمية”، مسلطة الضوء على التحديات والفرص التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة، ووضحت رئيسة برنامج إثراء للاتزان الرقمي “سينك”، وضحى النفجان، في حديثها لـ”أريبيان بزنس”، رؤى وحلول قمة “سينك” 2024، التي تهدف إلى تحسين استخدام التقنية لخدمة المجتمع وتحقيق توازن رقمي صحي.
أظهر استطلاع شمل 35 ألف شخص من أكثر من 30 دولة أن مواقع التواصل الاجتماعي صممت لتكون مسببة للإدمان. وأفاد أكثر من نصف المشاركين (53%) بأنهم تعرضوا لمحتوى مؤذٍ عبر الإنترنت، فيما تعرض 23% للتنمر الإلكتروني. وأشار 51% منهم إلى أن مستويات القلق لديهم ارتفعت بسبب ذلك. من ناحية أخرى، يعتقد 35% من الناس أن استخدامهم للتكنولوجيا الرقمية تحسّن في السنة الماضية، في حين يظن 5% فقط أن استخدامهم ازداد سوءًا.
دور الأفراد والمؤسسات في تحقيق الاتزان الرقمي: رؤى من قمة “سينك 2024”
أكدت وضحى النفجان على قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن استخدامهم للتقنية، وأشارت إلى أن الوعي بأثر التكنولوجيا على حياتنا ازداد بشكل واضح وفقًا لتقرير 2023، مما أدى إلى تغييرات إيجابية في طريقة استخدامها. كما شددت على دور أولياء الأمور في مراقبة وضبط استخدام أطفالهم للتقنية لتجنب الآثار السلبية المحتملة، وأوضحت أن المؤسسات تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الاتزان الرقمي وتقليل الآثار السلبية للتكنولوجيا، وأشارت إلى أن تقرير “سينك” لعام 2023 يظهر أن 51% من المشاركين قلقون بشأن سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي على انتباههم، وهي زيادة بنسبة 5% مقارنة بعام 2021، بالإضافة إلى أن 76% يعتقدون أن هذه المواقع مصممة لتكون مثيرة للإدمان. لذا، يجب على المؤسسات تحمل المسؤولية في دعم الاتزان الرقمي ومساعدة الأفراد في تحقيقه.
وحول مفهوم “الاتزان الرقمي” ، قالت النفجان، هناك تعريفات متنوعة، ولكن التعريف المتفق عليه من غالبية الناس هو أنه عبارة عن رؤيتنا عن كثب لعلاقتنا مع التقنية، واتخاذ قرارات لازمة لموازنة هذه العلاقة لكي تصبح مفيدة وذات تأثير إيجابي علينا وليس العكس.
مبادرات دولية لتعزيز الثقة بين البشر والذكاء الاصطناعي
استمرت الجلسات الحوارية تحت عنوان “نهضة رقمية – تكوين علاقة جيدة مع العالم الرقمي لتحقيق مستقبل أفضل”. وتناول المختصون الاستخدام الإيجابي للتقنية، وافتتح الجلسات كيفن كيلي، كبير محرري “وايرد”، متحدثًا عن التفاؤل في علاقتنا بالعالم الرقمي وقدرة البشرية على التقدم. وأكد كيلي على أن التفاؤل هو الدافع وراء الابتكارات التي حسنت حياتنا.
كما ناقش الدكتور محمد الحاجي والدكتورة رومان شودهاري وسينان آرال التحولات الحاسمة لمستقبل الإنسانية، مشيرين إلى التحديات اليومية في العلاقة مع الذكاء الاصطناعي، مثل المعلومات الزائفة، وأكدوا على أهمية بناء الثقة بين البشر والذكاء الاصطناعي وتعزيز الوعي الذاتي عند استخدام التقنية،كما استعرضوا المبادرات التي تقوم بها الدول، مثل “سدايا” في السعودية، للحد من نقاط ضعف الذكاء الاصطناعي.
إلهام.ط