
ميناء مستغانم في قلب معرض الجزائر للتجارة… رسخ ميناء مستغانم مشاركته في معرض التجارة البينية الإفريقي، كخطوة لتعزيز حضور قطاع الخدمات المينائية الجزائرية على الخارطة التجارية القارية، حسبما كشفت عنه المؤسسة المينائية، التي أوضحت أنه وضمن جناح مُجمَّع الخدمات المينائية، شهد جناح ميناء مستغانم إقبالا نوعيا واهتماما دوليا، حيث تم استقبال وفودا من شركات رائدة من مختلف أنحاء إفريقيا وروسيا والهند والصين.
وتركزت المباحثات، وفق المصدر ذاته، حول استكشاف الطاقات اللوجستية لميناء مستغانم، والاطلاع الدقيق على ما تقدمه من حلول لوجستية مرنة وفعّالة، مصممة خصيصا لربط الأسواق واختصار المسافات، وصولاً إلى بحث آفاق بناء شراكات استراتيجية متينة وطويلة الأمد، و ذلك انطلاقًا من موقع المنشاة الرِّيادي كأحد أهم الركائز اللوجستية على الساحل الجزائري، وتأكيدا على دورها الفاعل في دفع عجلة التكامل الاقتصادي. إيمانا من أن مستقبل إفريقيا يبدأ بتعزيز روابطها التجارية العميقة مع الجزائر، مثلما جرى ايضاحه.
تحيين شامل لنظام الإدارة المتكامل
من جانب آخر، أعلن ميناء مستغانم عن انطلاق مرحلة جديدة من مراحل تحيين نظام إدارته المتكامل، ليتوافق مع الإصدارات الحديثة لمعايير التقييس الدولية المتعلقة بالجودة والبيئة والسلامة المهنية.
وكخطوة تأسيسية تمهيدا لمرحلة التكوين المعمق، تم تنظيم برنامج تحسيسي مكثف من 31 أوت إلى 02 سبتمبر الجاري. واستهدف هذا البرنامج، إرساء فهم مشترك للمبادئ والمفاهيم العامة لمعايير التقييس الثلاثة، مما يضمن، حسب المصدر، بناء قاعدة معرفية صلبة وموحدة لدى جميع المشاركين.
وتشمل المحاور الاستراتيجية لنظام الإدارة المتكامل في الميناء توفير خدمات مينائية عالية الجودة ترقى لإرضاء الزبون، وضمان بيئة عمل آمنة وصحية للعاملين والشركاء، من خلال نهج استباقي لإدارة المخاطر وحماية البيئة عبر ترشيد الاستهلاك والإدارة المسؤولة للنفايات، وتعزيز ثقافة التحسين المستمر لتحقيق الكفاءة التنافسية والاستدامة. وهذه الديناميكية الإيجابية، ترسّخ القناعة بأن التكامل المؤسسي، هو السبيل الأمثل لبلوغ الغايات المنشودة وتعزيز استدامة أثر المشاريع الاستراتيجي، بحسب إدارة الميناء.
مرحلة حاسمة في أشغال تهيئة منصات الحاويات
واستمرارا لتنفيذ برنامجها التطويري الشامل، وفي أعقاب الإعلان منتصف جويلية المنصرم عن انطلاق مشروعها الاستراتيجي لترسيخ مكانة الميناء كقطب لوجيستي وتجاري محوري، تعلن مؤسسة ميناء مستغانم عن تقدم ملموس ونوعي في وتيرة إنجاز أشغال ترميم وتهيئة منصات تخزين الحاويات المجاورة لمحطتي الرسو 06 و 07 .
وتعكس هذه المرحلة المتقدمة، استنادا الى المصدر نفسه، التزام المؤسسة بتوجيهات وزير النقل، وتجسيدها للرؤية الوطنية الشاملة التي أقرها السيد رئيس الجمهورية، والرامية إلى تحديث البنية التحتية للموانئ وتعزيز الديناميكية الاقتصادية للبلاد.
وتمحورت الأعمال الحالية حول إعادة تأهيل البنية التحتية للميناء، بهدف معالجة التأثيرات المترتبة على الاستخدام المكثّف والإجهادات البيئية البحرية. في عملية تستهدف بشكل أساسي تعزيز المتانة الهيكلية للمنشآت وضمان استدامتها التشغيلية بأعلى مستويات الأمان، حيث تشمل أساسات خرسانية عالية الأداء من خلال صب طبقة أساس بسماكة 35 سم من الخرسانة المسلحة المُقاومة للعوامل البحرية القاسية، وهو اختيار تقني مدروس لضمان قدرة استثنائية على تحمل الحمولات الثقيلة للحاويات ومعدات المناولة؛ وتدعيم الطبقة الخرسانية بشبكة متكاملة من حديد التسليح عالي التماسك الذي يشكل الهيكل الداعم لمنح الأرضيات الصلابة اللازمة للمقاومة المستمرة للحمولات الضخمة وضمان استدامة المنشآت على المدى الطويل.
وتُعد هذه المرحلة التقنية حجر الزاوية في المشروع بأكمله، حيث ستنعكس جودة ومتانة هذه الأرضيات بشكل مباشر على كفاءة العمليات اللوجستية، وستسهم بفاعلية في تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في رفع الطاقة الاستيعابية للميناء والارتقاء بمعايير الخدمات المقدمة، لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني، كما أشير إليه.
مختار.م