
تستعد إحدى أبرز الشركات المطورة للذكاء الاصطناعي، لإطلاق مجموعة من الميزات الجديدة لبرنامجها الشهير “شات جي بي تي”، إلا أن هذه الخطط أثارت منذ الإعلان الأول عنها الكثير من النقاش، إذ أوضح المدير التنفيذي للشركة أن العروض المقبلة ستكون كثيفة الاستهلاك لموارد الحوسبة، وهو ما يعني أن تكلفتها ستكون مرتفعة سواء من خلال الاشتراكات أو عبر رسوم إضافية منفصلة، الأمر الذي فتح باب الجدل حول مدى قدرة المستخدمين على مواكبة هذه التغييرات المالية.
“شات جي بي تي” .. وجاء الإعلان عن هذه الخطط عبر منشور رسمي أكد فيه المدير التنفيذي أن العروض الجديدة ستُطرح خلال الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى أن جزءمنها سيُخصص في البداية لمشتركي الفئة العليا فقط، في حين ستتطلب بعض المنتجات الأخرى رسوما إضافية، ما يعني أن قاعدة واسعة من المستخدمين قد تجد نفسها خارج هذه الدائرة بسبب الأسعار المعلنة، خصوصا أن خدمة “شات جي بي تي” ارتبطت لدى كثيرين بفكرة الإتاحة العامة والمفتوحة أمام الجميع.
مستويات اشتراك مختلفة وإمكانات متباينة
تقوم الخدمة حاليا على 3 مستويات رئيسية، أولها مجاني لكنه محدود القدرات، والثاني مدفوع بقيمة شهرية أقل ويتيح مزايا إضافية مثل الوصول إلى أحدث النماذج الذكية وتحميل الملفات وإنشاء الصور وتخصيص الروبوتات، أما المستوى الأعلى فسعره الشهري مرتفع جدا ويمنح استخداما شبه غير محدود للنماذج الأكثر تقدما، مع إمكانات أكبر في إدخال بيانات متعددة الوسائط، إضافة إلى إنشاء مقاطع فيديو عبر أدوات مدمجة، واستعمال وكيل افتراضي يتولى تنفيذ المهام بشكل موسع.
هذه المستويات جعلت الخدمة في موقع متقدم، مقارنة بغيرها من التطبيقات، غير أن الإعلان الأخير عن موجة جديدة من الميزات، جاء بمثابة تحذير للمستخدمين من أن التكلفة ستواصل الارتفاع، إذ وصف المدير التنفيذي تلك العروض بأنها تستهلك موارد حوسبة هائلة، وهو ما يبرر بحسب الشركة فرض رسوم مرتفعة لتغطية النفقات، لكن ذلك قد يضع ملايين من المستعملين أمام خيارات صعبة بين البقاء على النسخة المجانية المحدودة أو الانتقال إلى اشتراكات باهظة.
“شات جي بي تي” .. غموض حول طبيعة الميزات المرتقبة
اللافت في الأمر، أن الشركة لم تكشف بعد عن طبيعة تلك الميزات المنتظرة، فكل ما تم الإعلان عنه أن هذه العروض ستُحدث تغييرات كبيرة في كيفية استخدام “شات جي بي تي”، وأنها قد تتيح إمكانات لم يسبق أن توافرت في الخدمة من قبل، غير أن تسريبات سابقة أشارت إلى احتمال أن تعمل الشركة على تطوير متصفح يعمل بالذكاء الاصطناعي، بحيث يتيح للمستخدم إجراء تفاعلاته داخل واجهة محادثة تشبه تماما تجربة “شات جي بي تي”، بدلا من الانتقال بين المواقع المختلفة.
هذا الغموض زاد من فضول المستخدمين وأثار في الوقت نفسه قلقهم، فبينما يترقب البعض إمكانات ثورية قد تغير طريقة استخدامهم للإنترنت، يتخوف آخرون من أن تكون هذه المزايا حكرا على من يستطيع دفع مئات الدولارات شهريا، وهو ما قد يعزز الفجوة الرقمية بين فئات المستعملين، ويجعل التكنولوجيا حكرا على القادرين ماليا فقط، لاسيما أن الحديث يدور عن رسوم إضافية محتملة فوق قيمة الاشتراك المرتفعة أصلا.
ومع أن الشركة لم تفصح بشكل رسمي عن جميع التفاصيل، إلا أن المؤكد أن الموجةالمقبلة من العروض ستكون مشروطة بكلفة عالية، وهو ما قد يجعلها موضع انتقاد من قبل شرائح واسعة ترى في ذلك إقصاء للمستخدمين العاديين، في حين يصفها آخرون بأنها خطوة طبيعية لتغطية النفقات الضخمة المرتبطة بتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، لتبقى الأيام المقبلة كفيلة بالكشف عن مدى تقبل الجمهور لهذه السياسة الجديدة.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله