تكنولوجيا

ميزات “أوفيس” الذكية.. “مايكروسوفت” تعلن نهاية الدعم بداية 2026

مهلة زمنية محدودة أمام المؤسسات والأفراد لتحديث البرامج

أصدرت شركة “مايكروسوفت” تنبيهًا تقنيًا مهمًا موجهًا إلى المستخدمين. لاسيما مسؤولي تكنولوجيا المعلومات والمؤسسات التي تعتمد بشكل كبير على أدواتها المكتبية. حيث أشارت الشركة إلى أن حزمة ميزات “أوفيس” الذكية المدمجة ضمن تطبيقات “أوفيس” قد تتوقف عن العمل نهائيًا مطلع عام 2026. ما لم يتم تثبيت التحديثات الضرورية التي تضمن استمرارية الاستفادة من هذه الخدمات.


 

التحذير صدر ضمن توجيهات موجهة للمسؤولين التقنيين. مشيرة إلى أن هذه الميزات تندرج ضمن ما يعرف بخدمات “أوفيس الذكية”. وهي عبارة عن مجموعة من الأدوات التي تعمل في الخلفية لتعزيز تجربة المستخدم وتحسين الأداء عبر تطبيقات “وورد”، “أوتلوك”،”ون نوت” و”باور بوينت”.

وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية “مايكروسوفت”، لتحديث البنية التحتية الخلفية وتحسين مستوى التكامل بين الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المكتبية.

 

ميزات “أوفيس” الذكية .. ما الذي سيتغير بعد عام 2026؟

تشمل هذه الميزات أدوات مثل “القراءة بالصوت”، “النسخ الفوري” و”الكتابة الإملائية”. والتي تمثل جميعها عناصر مساعدة تستند إلى الذكاء الاصطناعي. وتستخدم على نطاق واسع بين المهنيين والطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة.

وقد صرحت الشركة بأن هذه الخدمات ستتوقف نهائيًا بحلول شهر يناير 2026. إذا لم يتم تحديث التطبيقات إلى الإصدار الجديد، الذي يحمل الرقم “16.0.18827.20202” أو أي إصدار لاحق له.

ولم تفصح الشركة عن جميع التفاصيل المتعلقة بتغييرات البنية التحتية، إلا أنها أكدت أن عملية التحديث ضرورية من أجل ضمان استقرار الخدمات الذكية واستمرارها.

وهو ما يفهم منه أن ثمة تطويرا جذريا يجري خلف الكواليس لتحسين الأداء. بما يتوافق مع التوجه العام نحو دمج الذكاء الصناعي في الخدمات اليومية دون المساس بخصوصية المستخدم أو أمان البيانات.

ومن المتوقع أن يؤثر هذا القرار بشكل خاص على المستخدمين الذين لم يفعّلوا التحديثات التلقائية. أو ما يزالون يعتمدون على نسخ قديمة من التطبيقات. مما يتطلب تحركًا عاجلًا لضمان عدم تعطل الأدوات المساعدة التي باتت جزء أساسيا من تجربة العمل والدراسة اليومية.

 

تحديات للمؤسسات.. وفرصة لتحسين الأداء

رغم أن مهلة التحديث تمتد إلى ستة أشهر. إلا أن هذا التحذير يعد جرس إنذار للمؤسسات التي تعتمد بشكل واسع على هذه الميزات في مهامها الإدارية والتعليمية.

حيث إن تجاهل التحديث قد يتسبب في توقف وظائف حيوية يعتمد عليها المستخدمون يوميا. ما قد يؤدي إلى ارتباك داخل بيئة العمل أو ضعف الإنتاجية. خصوصا في المؤسسات التي تقدم خدمات رقمية تعتمد على الكتابة الصوتية أو نسخ الملاحظات.

وتفتح هذه الخطوة باب التساؤل حول جاهزية الشركات لتبني التحديثات الدورية بشكل فعال. ومدى وعي المستخدم العادي بأهمية تثبيت التحديثات لضمان استقرار الخدمات.

كما تشير إلى أن مستقبل البرمجيات المكتبية لم يعد يقتصر على كتابة النصوص أو إعداد العروض التقديمية. بل بات مرتبطًا بشكل وثيق بالذكاء الاصطناعي وقدرته على تحسين الكفاءة وتوفير الوقت.

من ناحية أخرى، قد يرى البعض أن هذا التحول يمثل فرصة لتطوير المهارات الرقمية داخل المؤسسات، وتحفيز المستخدمين على مواكبة التغيرات التقنية، لا سيما أن الأدوات الذكية أصبحت توفر مزايا لم تكن متاحة من قبل، مثل التفاعل الصوتي الطبيعي، ودعم المحتوى متعدد اللغات، وتلخيص النصوص تلقائيًا.

 

نحو مستقبل أكثر تكاملا بين الذكاء الصناعي والأدوات المكتبية

من الواضح أن “مايكروسوفت” تمضي في طريقها نحو دمج أوسع للذكاء الصناعي داخل حزمة برامجها الشهيرة، وتسعى إلى خلق بيئة مكتبية أكثر ذكاءً وسلاسة.

لكن هذا التوجه يتطلب من المستخدمين والمؤسسات تكييف أنفسهم مع الواقع التقني الجديد، وفهم أن العمل مع الحواسيب لم يعد مجرد عملية تقليدية، بل بات يعتمد على أدوات قادرة على التعلم والتفاعل.

في هذا السياق، فإن أهمية التحديث لا تقتصر على الحفاظ على الميزات، بل تمتد إلى حماية الأنظمة من الثغرات الأمنية وتحسين الأداء العام، وهو ما يجعل من قرار “مايكروسوفت” تحركًا استباقيًا نحو بيئة مكتبية مؤتمتة ومتطورة.

ورغم المخاوف التي قد تثار حول إلزام المستخدمين بالتحديث لضمان استمرار الخدمة، إلا أن هذا التحديث يقدم أيضًا للمستخدمين إمكانيات أكبر وأكثر مرونة، خصوصا أن الأدوات الذكية باتت لا تقتصر على الوظائف السطحية، بل تمثل حجر الأساس في تجربة الاستخدام الحديثة.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى