الثـقــافــة

موضوع ملتقى من تنظيم جمعية “الشيخ محمد بن علي سنوسي”

قراءة في الإطار القانوني الجزائري لحماية التراث الثقافي

نظمت جمعية الشيخ “محمد بن علي السنوسي” لترقية التراث الصوفي، ورشة تكوينية بعنوان”قراءة في الإطار القانوني الجزائري لحماية التراث الثقافي”، أطرتها حاضنة الأعمال بجامعة مستغانم، وذلك يوم 4 أكتوبر بالمكتبة المركزية بالجامعة، تحت إشراف مدير الثقافة والفنون الدكتور “مرواني محمد”، بحضور رؤساء وأعضاء عدد من الجمعيات الفاعلة في الحقل الثقافي بالولاية، إلى جانب باحثين في التراث.

 

وتعتبر الورشة التكوينية تجسيدا ميدانيا لانفتاح جامعة مستغانم على المجتمع المدني، وتهيئة الأرضية لإنجاح مشاريع التثمين الاقتصادي للتراث، من خلال توسيع حاضنة الأعمال بجامعة مستغانم لنشاطها بتكوين الجمعيات الثقافية، وهو ما اعتبره رئيس الجمعية “تكوك خطاب” مكسبا يستوجب التثمين والإشادة.

وأكد “تكوك خطاب” بأن الهدف من الورشة التكوينية، هو تعزيز دور الجمعيات من خلال مواكبة مستجدات التشريع الخاص بحماية التراث الثقافي، وتمكينها من تبوُّء مكانتها كمرافق في مشاريع تثمين التراث الثقافي، في إطار المقاربة الاقتصادية لحماية التراث الثقافي، المشروع التي يسير بخطى ثابتة نحو التجسيد الميداني، كما أضاف بأنّ هذا التكوين سيهيئ الأرضية لإنجاح مشاريع التثمين الاقتصادي للتراث، وهي إحدى وسائل حماية التراث الناجعة التي تتبناها وزارة الثقافة والفنون.

كما أكد مدير حاضنة الأعمال بأن هذه الورشة تدخل  فيصلب مهام الحاضنة الرامية إلى ربط الجامعة بكل ما يخدم التنمية المحلية، وتسعى حاضنة الأعمال بجامعة مستغانم إلى دعم وتكوين الجمعيات الثقافية المحلية، خاصة تلك المهتمة بتثمين التراث الثقافي الغني والمتنوع الذي تزخر به ولايتنا.

فحاضنة الأعمال الجامعية ليست فضاءً مخصصا للمشاريع الاقتصادية فحسب، بل هي أيضا رافعة حقيقية للمبادرات الإبداعية والثقافية، حيث تعمل على مرافقة الفاعلين في الميدان الثقافي من خلال برامج تكوينية تتماشى مع مبادراتالابتكار الثقافي والتسويق الرقمي في هذا المجال.

وتسعى إلى تمكين الجمعيات الثقافية المحلية من تحويل أفكارها إلى مشاريع ثقافية ملموسة تُعزّز الهوية الوطنية، وتساهم في صون التراث المادي واللامادي لمستغانم، من خلال عمل تشاركي يشجع الشباب على الاندماج في النسيج الجمعوي بروح ريادة وإبداع.

وتندرجهذه الجهود ضمن رؤية وطنية تسعى إلى جعل الجامعة رافدا أساسياللتنمية الشاملة، بحيث يصبح التراث الثقافي لمستغانم ليس فقط ذاكرة جماعية، بل أيضامحركا للتنمية الاقتصادية من خلال تثمين الموروث والفعل الثقافيين.

وعليه،نؤكد التزامنا بمواصلة مرافقة هذه المبادرات، لنصنع معاً جسوراً متينة بين الجامعة والمجتمع، ولنجعل من مستغانم نموذجاً وطنياً في تثمين التراث الثقافي عبر الابتكار والعمل التشاركي.

فيما أكّدت الأستاذة لطروش أمينة المكلفة بهندسة أعمال الحاضنة بأنّ هدف الحاضنة اليوم ليس تقديم حلول جاهزة، بل فتح مسار جديد للتفكير المشترك، عنوانه كيف نمرّ من حماية التراث، إلى تثمينه ، ومن الوعي بقيمته إلى استثماره بعقلانية، وتأتي هذه الورشة التكوينية حسب الأستاذة “أمينة ثمرةَ” تعاون بين جمعية الشيخ “محمد بن علي السنوسي” لترقية التراث الصوفي وحاضنة الأعمال بجامعة مستغانم، في إطار سعيٍ مشترك إلى فتح نقاش جاد حول مستقبل الاستثمار في التراث الثقافي، وكيف يمكن أن يتحول من واجب المحافظة إلى فرصة تنموية حقيقية.

فالتراث لا يجب أن يُنظر إليه فقط كعبء للحماية، بل كمجال مفتوح للمبادرة والإبداع، يمكن للجامعة والجمعيات أن تتقاطع فيه دون أن يحل أحدهما محل الآخر، وحتى يكون هذا النقاش واضحًا ومبنيًا على أسس عملية، أضافت الأستاذة أمينة، جاءت المداخلات وفق 4 محاور مترابطة، المحور الأول يناقش كيف يمكن تعزيز قدرات الجمعيات في التعامل مع التراث المادي بمنطق أكثر فاعلية ومسؤولية؛ والمحور الثاني يفتح المجال لفهم التراث غير المادي، وخاصة الصوفي، في ضوء القوانين الوطنية والمعايير الدولية، والمحور الثالث يقدّم السياحة الصوفية كنموذج قابل للتطوير مستقبلا، ولو بوسائل بسيطة، إذا توفرت الشراكة بين الفاعل الثقافي والجامعي والمحلي؛ أما المحور الرابع فيسلّط الضوء على التراث العمراني في مستغانم كرصيد يجب أن يُدمج في التفكير التنموي بدل أن يبقى مجرد خلفية جمالية.

 

م. مختار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى