اقتصاد

من مستورد إلى مصدر

شعبة صناعة مواد التجميل بالجزائر

ـ نشاط رهيب لِـ 84 مصدّرا نحو 37 بلدا وبقيمة صادرات تجاوزت 2 مليون دولار
ـ إطلاق أول مشروع شراكة مع الإيطاليين لإنتاج صباغة الشعر بـ 15 مليون عبوة سنويا

تراهن العديد من الشركات الوطنية المصغرة في صناعة مستحضرات التجميل للعناية بالبشرة والشعر والترطيب، على اقتحام السوق العالمية من خلال عرض تجارب استخدام المواد الطبيعية كمادة أولية لصناعة هذه المنتوجات وبجودة عالية، والتي حققت تواجدا على الصعيد العالمي، ما جعل صناعة مواد التجميل المتعددة بالجزائر تعرف نموا رهيبا بحسب المختصين والمصنعين.

 

شهدت شعبة صناعة مواد التجميل بالجزائر قفزة نوعية  في السنوات الأخيرة، حيث بات يغطي حاجيات المستهلكين وتوفير منتجات متعددة ومتنوعة مع ارتفاع عدد الشركات والمؤسسات الناشئة إلى أكثر من 3500 شركة مصنعة، وكذا نحو العديد من بلدان العالم والتي تشمل منتجات (الشامبو، البلسم، منتجات علاج تساقط الشعر، ملونات الشعر، منتجات تصفيف الشعر، التجعيد، المرطبات، والعطور، الصابون وأنواع المنتجات الأخرى).

وقدرت الوزارة الوصية عدد المصدرين في القطاع بـ 84 شركة، تقوم بتصدير مختلف المنتجات إلى 37 دولة على غرار الدول الإفريقية والخليج العربي وكندا وأوروبا، وغيرها من الوجهات بقيمة إجمالية تقدر بـ 2 مليون دولار، ما يجعل سوق التجميل بالجزائر سوقا واعدا.

وأكد محافظ صالون” كوسمي وهران “أشرف زيري”، أن صناعة الجمال في الجزائر تنمو بشكل تصاعدي مهم مع ارتفاع عدد الشركات الناشطة في السنوات الأخيرة، مبرزا أن  صناعة مواد التنظيف والتنظيف البدني والعطور وكل المواد ذات الصلة عرفت قفزة نوعية في عدد المنخرطين والشركات الناشطة، حيث بلغ عدد المسجلين وفق آخر الإحصائيات أكثر 3500 شركة للتجميل، وأن العدد ارتفع  بسبب التحفيزات، لاسيما وأن الصالون عرف ميلاد وانطلاق عشرات الشركات من وهران.

مضيفا أن الاستهلاك الدائم للمواد التجميلية بات يشكل قيمة وقوة من خلال تصدير العطور والمواد نحو وجهات متعددة، منوها أن الصالون المنظم بوهران عرف حضور خبراء التجميل خلال أيام المعرض، وورشات عمل من محترفي المجال موجه للمهنيين، لأول مرة صالونات الحلاقة، محترفي الجمال، تقنيات محترفين لتقديم الجديد، وذلك لأول مرة بغرب البلاد وبحضور 60 عارضا، علاوة على مشاركة شركات ناشئة تقوم بإطلاق منتجاتها الجديدة لأول مرة، إلى جانب شركات جزائرية تعرض لأول مرة وشركات غابت عن وهران وتغتنم الفرصة للعودة بمنتجات في المجال التجميلي.

كما أكد محافظ الصالون أن الهدف هو التعريف بالشركات الجزائرية وتثمين وترقية المنتوج المحلي، والتقرب من صناع التجميل والتعرف على الابتكارات المتعلقة بالصناعة الجزائرية، وكذا الاستثمار في الجزائر الذي يشهد وتيرة مستمرة في السنوات الأخيرة، منوها أن صناعة الجمال هو استثمار ضخم.

بالمقابل، فقد شهد قطاع إنتاج مواد التجميل سنة 2022 ولوج 84 متعاملا في مجال التصدير، وهذا بفضل تدابير الضبط التي اتخذتها السلطات العمومية، وهو ما سمح بتحقيق قفزة في صناعة مواد التجميل بفضل القرارات التي تم اتخاذها في شهر سبتمبر 2021 من طرف رئيس الجمهورية بخصوص ضبط وتقليص فاتورة الاستيراد التي سمحت بتطوير قطاع صناعة مواد التجميل بعد أن انتقل من قطاع مستورد إلى قطاع مصدر.

إطلاق أول مشروع لـ”صباغة الشعر” في إطار “شراكة جزائرية إيطالية” بطرح 15 مليون عبوة سنويا

في إطار الشراكة في شعبة صناعة مواد التجميل وولوج مختلف الأسواق من خلال تشجيع المتعاملين على إبرام شراكات على الصعيد الدولي للاستفادة من المهارات، يرتقب أن تشرع شركة” كابيلوس” لإنتاج الصباغات ومواد التجميل بالشراكة مع الإيطاليين في طرح أولى منتجاتها في الفاتح من شهر جويلية 2024 ، بحسب ما صرح به المدير العام للشركة “عثمان صباحي” الذي أكد أن المؤسسة تأتي في إطار الشراكة الجزائرية الايطالية ما يعزز السوق المحلية ومن ثمة التوجه نحو التصدير، منوها أن الطاقة الإنتاجية السنوية لمواد صباغة الشعر ذات الجودة العالمية من شأنها طرح 15 مليون عبوة صباغة.

كما كشف مدير شركة” كابيلوس” عن فتح فرع ثاني للشركة بوهران خلال السنة المقبلة، في إطار توسيع نشاط الشركة التي توظف حاليا 80 عاملا كمرحلة أولية، علما أن مقر الشركة بالجزائر العاصمة، التي شاركت في معرض “كوسمي وهران” للتعريف بالمنتجات ذات الجودة العالمية.

 “شركة “كراون منصورة” تجربة رائدة في مواد التجميل بمستخلصات الأعشاب

من مجرد فكرة طموحة إلى مشروع تم تجسيده بين مجموعة شباب يحمل هدف تصنيع مواد التنظيف البدني والترويج للمنتوج الوطني، بعدما تحصل على ثقة الزبون من حيث النوعية، حيث تحمل شركة “كراون منصورة” للزيوت الطبيعية ومستحضرات مواد التجميل المتواجدة بحي أمصود بالمنصورة ولاية برج بوعريريج، على عاتقها 140 منتوجا عالي الجودة والتي شاركت بمعرض “كوسمي وهران” لأول مرة بغرض التعريف بمنتجاتها المتنوعة والقدرات التي يحملها شباب الشركة في ترقية المنتوج الوطني ومنافسة المنتجات الأخرى، وسط بيئة يشتد فيها الصراع حول المنافسة التي تسمح بالنوع والإبداع بعيدا عن التقليد والغش الذي يشتكي منه العديد من المنتجين المحليين.

حيث أشار مسير الشركة “بن رفاس حكيم” أن الطلب أكثر من العرض للمنتوج الذي وضع بصمته في سوق مواد التجميل والتنظيف البدني، التي تتطلب الجودة لاسيما وأن فترة الصيف تعد الفترة التي يرتفع فيها الطلب على المنتجات بحكم المناسبات والاستعمال الواسع لمنظفات التطهير البدني.

وأضاف “بن رفاس” أنه يتم حاليا التركيز على الجودة لاستقطاب ثقة الزبون، والتي تأمل الشركة في توسيع نشاطها من خلال مشروع التوسعة بمنطقة النشاطات بحمام البيبان، ما يسمح بخلق مناصب أخرى للشباب البطال بالمنطقة والرفع من نشاط الشركة والدخول إلى سوق التصدير.

وبشأن المواد الخام والمواد الأولية التي تدخل في نشاط صناعة مواد التجميل، أكد المتحدث عن ارتفاع الأسعار وأنها غير ثابتة وانعدام بعضها، وأن العديد منها يتم استيراده من الخارج لاسيما من الدول الأوروبية والآسيوية، ويؤكد أن ولاية برج بوعريريج، تتوفر على مواد خام تندرج في صناعة مواد التجميل لاسيما الشيح، إكليل الجبل، الضرو، صنوبر الألب بكميات كبيرة ويمكن الاستثمار فيها، باعتبارها مادة أولية.

“تجربة التسويق الإلكتروني” بالمنصات تستقطب 10 آلاف تاجر حر لشركة “أرفيا”

يلعب التسويق الإلكتروني للمنتوج دورا مهما في تفعيل وتيرة نمو الشركة وكسب العملاء عكس التسويق التقليدي، لاسيما مع ضمان الهوية البصرية، حيث يعرف التسويق على أنه مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى زيادة قاعدة العملاء وزيادة المبيعات، وتحسين صورة الشركة أو العلامة التجارية للشركة ونشرها على أوسع نطاق ممكن.

إن هذا التعريف الملخص للتسويق ينطبق على جميع أنواع التسويق سواء كانت تقليدية أو إلكترونية، ولكن الذي يختلف هي الأدوات المستخدمة في الوصول إلى الأهداف، فالتسويق الإلكتروني يستخدم جميع الأدوات الرقمية مثل الإنترنت والحواسيب والهواتف وغيرها من الأجهزة الذكية من أجل تطبيق جميع إجراءات التسويق، وقد أثبت التسويق الإلكتروني أثره الكبير الإيجابي على جميع عناصر التسويق، بما فيها المنتج الذي يتم الترويج له.

وتعد شركة “أرفيا” لصناعة مواد التجميل  والتنظيف البدني والمكملات الغذائية رائدة في هذه التجربة، حسبما أشار إليه المدير العام “لحبيب تلاثلي”، الذي أكد أن التسويق الالكتروني سمح بقطع أشواطا في التعريف بالمنتجات التي تصنعها الشركة والتي تزيد عن 180 منتوجا، والتي تأسست منذ 4 سنوات، مشيرا أن هذه الأخيرة لديها 10 آلاف تاجر حر، يتم التعامل معه من خلال التسويق الالكتروني، عبر فروع الشركة بوهران وقسنطينة علاوة على مقرها بالعاصمة.

وأبرز مدير الشركة أهمية التعريف بالمنتجات سواء من خلال عمليات التصدير التي تقوم بها الشركة إلى دول عديدة كان آخرها التصدير نحو الشرق الأوسط، كوت ديفوار وتونس من خلال التوجه نحو إفريقيا، ضف إلى ذلك مشاركة الشركة قريبا في صالونات ومعارض بكل من الإمارات العربية المتحدة وتونس، مشيرا أن القطاع يعرف نموا كبيرا نحو التطور مع الإقبال المسجل لاستعمال المنتوج الوطني.

كما تلعب الهوية البصرية علامة فارقة في التسويق للمنتوج، بحسب ما أشار إليه بلعطوي عبد القادر المكلف بالمبيعات بشركة “فيولا” التي توظف 1500 عامل وتنتج 78 منتوجا وطنيا ينافس المنتوج الأجنبي، من خلال وضع هوية بصرية للمنتجات التي تصدر جزء منها إلى جنوب إفريقيا، تونس، ليبيا وغيرها مع ضمان الجودة والعرض والتي تعكف على توسيع نطاق تواجدها ومع تحصلها على شهادة الجودة من طرف المخابر الأوروبية، بحسب المخبرية المشرفة على العملية “طويلب زهية”.

بالمقابل نجحت العديد من المؤسسات الناشئة على غرار مؤسسة “إينوفابال” التابعة لمجمع بن حمادي بولاية برج بوعريريج في الاستثمار في صناعة مواد التجميل من نواة التمر، التي أكدت ممثلة الشركة أنه لا يوجد منافس في هذا المجال الذي لقي استحسانا واسعا من مواطني الخليج العربي.

أعدها: منصور.ج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى