
تشهد مساجد ولاية تلمسان ككل سنة تحضيرات حثيثة استعدادا لاستقبال شهر رمضان الكريم وجموع المصلين الذين يزيد عددهم خلال شهر الصيام، خاصة صلاتي التراويح والجمعة التي تعرف توافدا كبيرا للمصلين من الجنسين ومن مختلف الأعمار، وقد دفع هذا الأمر بالقيمين على المساجد في الشروع في تجهيزها استعدادا لاستقبال الشهر الكريم، ولا تكاد تحضيراتها تختلف عن تحضيرات الأسر الجزائرية التي تعد العدة في هذا الشهر المبارك بمختلف الطرق لاستقبال هذا الضيف العزيز.
وقد شرع القيمون على المساجد عبر مختلف مناطق الولاية في تنظيف المساجد وتهيئتها لاستقبال المصلين الذين يزداد عددهم خاصة المولعين، منهم بصلاة التراويح، هذه الأخيرة التي تعرف إقبالا منقطع النظير من التلمسانيين على اختلاف مستوياتهم، وقد بينت جولة قمنا فيها بين مختلف مساجد تلمسان والمدن المجاورة لها الاستعدادات الحثيثة التي يقوم بها القيمون على المساجد لتمضية شهر رمضان في أجواء إيمانية متميزة، ففي الجامع الكبير بتلمسان عمد القيمون على المسجد في وضع اللمسات الأخيرة لاستقبال شهر رمضان المعظم حيث تم فرش المسجد بزرابٍ للصلاة وتنظيفه، وقد أجمع عدد من المصلين على ارتياحهم للتحسينات التي تم إدخالها على المسجد خاصة أن هذا الأخير يتوسط المدينة، وهو ما يجعله مقصد المئات من الشباب والشيوخ وحتى النساء اللاتي لا يحبذن أداء صلاة التراويح، أما مسجد “أبوبكر الصديق” بمغنية فيعد هو الآخر قبلة للعديد من المصلين وقد شهد تعديلات وتنظيفا هذه الأيام تحسبا لشهر الصيام، وعلى غرار باقي أيام السنة عرفت عمليات إعادة التهيئة والتنظيف مشاركة العديد من المتطوعين من شباب الأحياء الذين قاموا بمد يد العون لتجهيز مساجد الأحياء التي يقطنون بها، يقول عبد القادر أحد المتطوعين إنه يشارك كل عام في تجهيز مسجد الحي، كما يحرص هو وبعض الشباب من أبناء الحي على تهيئة محيط المسجد خاصة مداخله وإزاحة كل ما يسيء لمنظر المسجد وقدسية هذا المكان الطاهر، كما تكاثفت جميع الجهود لهذه الغاية، وقد أعدت البرامج المختلفة والدروس والمواعظ وذلك لنشر التوعية بين جمهور الصائمين من أبناء هذا البلد، حيث خلال هذا الشهر يقبل الكثير من الشباب على الصلاة والحضور إلى جلسات الحلقات في المساجد، حيث تكتظ جنباتها بالمصلين من الرجال والنساء، وفي السياق ذاته، تتخذ بعض الفتيات شهر رمضان مناسبة لارتداء الحجاب وحضور الدروس الدينية التي يزداد نشاطها وحجمها في ليالي الشهر المباركة.
ومن الظواهر التي اعتادت عليها بعض المساجد انتداب الأئمة من أماكن بعيدة عن المدينة أو القرية حيث يقضي مقرئ القرآن شهره في المدينة، وبعد ختمهم للقرآن الكريم يقوم بعض أعوانهم بجمع المال من المصلين كهدية للمقرئ في بعض المساجد، وتكررت الحادثة في مناطق كثيرة من الولاية وهي موروثة من زمن ما قبل الاستقلال عندما كان الإمام يختم كتاب الله فيقوم القيّم حاملا منديلا ويتجول ما بين الصفوف الذين يقذفون ما في جيوبهم داخل المنديل.
هذا ولا تزال العديد من المساجد قائمة لحدّ الآن حيث تقام بها صلاة التراويح، وصلاة الجمعة وصلاة العيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى وكان ذلك قبل الاحتلال الفرنسي لتلمسان، وهذه المساجد أيضا تقام بها الصلوات الخمس، ويعلّم بها القرآن الكريم للصبيان، وفيما يلي وصف البعض منها:
المسجد الكبير بتلمسان
جامع تلمسان الكبير، وقد شيد في 1136 من طرف يوسف بن تاشفين أول خليفة لدولة المرابطين، يؤرّخه ج. مارسي بقوله : “مثل أخيه العاصمي (أي الجامع الكبير للجزائر العاصمة) تاريخه حوالي عام530 م/ 1070″، ولكن نقيشة كتابيّة ترجع لعام 590 هجري / 1136 ميلادي على “المحراب” تعارض هذا التحليل، ولكن ج. مارسي يعتقد بأن هذه السنة قد تكون تاريخ ترميم وتزيين الجامع.
هي واحد من ثلاثة مساجد بناها المرابطون في الجزائر وهما مسجد الجزائر ومسجد ندرومة، ينتظم جامع تلمسان الكبير، على شاكلة الجوامع المرابطية الأخرى، في تصميم يعتمد البلاطات المتعامدة مع حائط القبلة، وصحن مستطيل الشكل، محاط بأروقة على الجانبين الصغيرين، ويمثّل النموذج المغاربي الأول للعمارة الدينيّة، أما المخطّط الأصلي (الذي لم يكن يحتوي على الرواقين الجديدين الذين يتقدمان المئذنة) عبارة عن مستطيل، مقطوع بمساحة مثلّثة في جزئه الشمالي الغربي، يقارب طول المجموع 55 متراً وعرضُه أقلّ من هذا القياس بقليل، وتصميمه غير منتظم على مستوى الحائط الشمالي الغربي بسبب طبوغرافية الموقع، بالجهة الشمالية في مكان مائل نسبيا عن محور المحراب ترتفع الصومعة التي بناها يغمراسن بن زيان سنة 1236، وبنيت من الحجارة والطوب والجص، أما الزخارف المعمارية فتشمل الرخام، الجص المنحوت والمخرم، الخزف والخشب، وهي ذات شكل مربع ويعلوها منور، ينفتح الصحن على قاعة الصلاة، وهو ذو تصميم مربع الزوايا ومنحرف وتحيط به أروقة من ثلاث جهات تشكل بعضها امتدادا لبلاطات قاعة الصلاة الثلاثة عشر الموازية لجدار القبلة والتي تنقسم إلى ستة أساكيب، أما قاعة الصلاة قسّمت إلى ثلاث عشر بلاطة، تشكّل سبع منها امتداداً لبلاطات قاعة الصلاة، وتؤطّر الصحن من جهتين (أربع من جهة وثلاث من الأخرى)، تعلوها المدخل “سدّة”، غُطيت كلّ بلاطة بسقف من القرميد مكون من سطحين مزدوجين، تستند عوارض الهيكل الخشبي على وصلات حاملة نُحِتت عليها زخرفة نباتيّة، وغطيت قبّتا البلاطة الوسطى بسقوف من القرميد رباعية السطوح.
وبخصوص “المحراب” تزييّنا غنيّا: يستند عقد فتحة المشكاة الكامل الاستدارة والمتجاوز على نصفي عمودين صغيرين من الرخام، وتشعّ خلف القنطرة صنجات تحمل زخرفة على شكل غصنيّات يحيط بها عقد ذو إكليليّات، وتقوم في مقدّمة “المحراب” قبّة رائعة، مخرّمة بتعاريق متشابكة تنشر شفيفاً من ضوء النهار، فيما زين الفضاء المجاور للمحراب ببلاط أوسط واسع تعلوه قبتان جميلتا الصنع مستوحاة من قباب جوامع قرطبة بالأندلس والقيروان بتونس والأزهر بالقاهرة، لكن قبة محراب تلمسان تعد الأهم والأبرز فهي قبة ذات عروق تتشكل من 16 ضلعا ترتكز على إفريز مربع بواسطة أربع عقود زوايا ذات مقرنصات، فالعروق المصنوعة بصفوف الآجور تبدو على السطح على شكل زوايا بارزة والألواح التي تربطها منقوشة بالجبس، وهي مخرمة وتمنح الضوء لداخل القاعة. ويعلو هذه الزخارف منور ذو مقرنصات، وهي عناصر زخرفية ذات أصل فارسي، جلبت من الشرق وأدخلت إلى بلاد المغرب من طرف المرابطين أو نقلت بواسطة بنو حماد أو الأندلسيين الذين كانت تربطهم علاقات مثينة بالخلافة الفاطمية. تميز هندسة الجامع الكبير بتلمسان باستعمال العقود على شكل حدوة فرس متجاوزة ومنكسرة وأخرى متعددة الفصوص مزخرفة خاصة جوار المحراب، هذه الأشكال نجدها كلها بجامع القرويين بفاس.
مسـجـد الـعـبـاد
بنيت هذه المجموعة المعمارية من طرف المرينيين تكريما لأبي مدين بن شعيب وهو ولي صالح أصله من إشبيلية ودفن بعين المكان خلال القرن 12 م، وقد ساهم في نشر وإشعاع التصوف ببلاد المغرب، تضم هذه المجموعة الهندسية مسجدا وضريحا ومدرسة وحمامات، يشبه تصميمها إلى حد كبير تصميم مسجد سيدي الحلوي بتلمسان (1353)، ويعد المسجد من أهم منجزات الفن المغربي – الأندلسي بالجزائر، حيث يتشكل المدخل الرئيسي للمعلمة كما هو الحال في جامعي قرطبة والقيروان من باب كبير يؤدي إلى بهو مزين بألواح جبسية منقوشة بإتقان وتعلوه قبة ذات مقرنصات، إذ يتم الوصول إليه بواسطة درج شبيه بذلك الموجود بباب الشمس “بويرطة دي لصول” بطليطلة كسيت الأبواب الخشبية بالبرونز، وهي تؤدي إلى داخل صحن مستطيل تتوسطه نافورة ماء وتحيط بجنباته أروقة تشكل في الجهتين الغربية والشرقية امتدادا لبلاطات قاعة الصلاة، التي يغطيها سقف مائل ذو تجويفات وزخارف هندسية مثل شبكات مسترسلة إلى ما لا نهاية من النجوم والأشكال المتقاطعة والوردية الشيء الذي يوحي إلى القبة الزرقاء، وتتكون هذه القاعة من خمس بلاطات موازية لجدار القبلة تنقسم إلى ثلاث أساكيب وتتكئ على بلاط متعامد مع القبلة، وترتكز العقود على دعامات مزين جزؤها العلوي بتوريق عربي البلاط الأوسط أكثر اتساعا من البلاطات الأخرى ويشكل التقاؤه ببلاط القبلة، وهو تصميم موجود بمسجد أبو دولف بسامراء (العراق) منذ القرن 9 وبجامع القيروان.
المحراب عبارة عن غرفة صغيرة تغطيها قبة ذات مقرنصات، والقوس الذي يمكن من الولوج إليها ذو شكل بيضوي جد متجاوز، وهو يرتكز على أعمدة ذات تيجان مركبة تحتمل تأثيرات الفترة العتيقة وهي مزينة بإفريز يحمل كتابات وبكتف العقد المنمق بغصنيات، يندرج هذا العقد داخل إطار مستطيل تعلوه ثلاث شماسيات جبسية دقيقة الصنع. تذكر هذه الزخارف بتلك الموجودة بمحراب تينمل والكتبية (مراكش)، أما بالزاوية الشمالية الشرقية للباب تلتصق المئذنة المبنية من الآجر والمكسوة بالزليج، وهي ذات أبعاد شبيهة بمئذنة الكتبية، وبخصوص جذعها المربع الزوايا والمتوج بشرافات مسننة والذي يعلوه منور، فيشبه إلى حد كبير مئذنة سيدي الحلوي، وهو مزين بلوحات مستطيلة تضم في الأسفل عقودا متعددة الفصوص كما هو الحال بمئذنة مسجد الشرابليين بفاس، وفي الأعلى تنتشر شبكة من المعينات الناتجة عن تداخل عقود منحنية. وهي متوجة بإفريز من الزخارف الوردية المصنوعة من الزليج. وقد بني ضريح “سيدي أبو مدين” 30 سنة قبل البنايات الأولى لقصر الحمراء وهو ذو تصميم مربع يعلوه سقف ذو جناح مغطى بالقرميد الأخضر، ويضم صحنا مربع الزوايا يتوفر على سقيفة ترتكز على أعمدة خشبية ذات تيجان كورنثية، ومن المؤكد أن زخارف الباب وتلك الموجودة بداخل البناية تعود لصانع تركي.
تقع المدرسة وهي مكان لتدريس الفقه والتفسير والعلوم الدينية، غرب قاعة الصلاة وتصميمها المنتظم حول الصحن الذي تحيط به الأروقة يشبه كثيرا تصميم الرباط المغاربي، يتم الولوج إلى داخل البناية عبر باب كبير ذو زخارف متعددة الفصوص مصنوعة من الآجر وشبيهة بتلك التي تزين مدرسة أبي الحسن بسلا (المغرب)، وبداخل الصحن ينفتح باب على قاعة الصلاة والدروس التي تتوفر على محراب سداسي الأضلاع مزخرف بزليج تركي ومتوج بقبة صغيرة نصف كروية.
مسجـد سيـدي بـلـحسن
يقع هذا المسجد الذي تغيرت وظيفته إلى متحف في الجانب الغربي للساحة المجاورة للمسجد الكبير لتلمسان بنيت هذه المعلمة الفنية سنة 1296 تخليدا لذكرى الأمير أبي إبراهيم ابن يحيى يغمراسن، بعد وفاته كما تدل على ذلك الكتابة المنقوشة على لوح من المرمر مثبت على الحائط الغربي لقاعة الصلاة وسط الصف الثالث، وكذا النقيشتان المصنوعتان من الجبص اللتان تعلوان المحراب، يعتقد أن الاسم الحالي للبناية منبثق من اسم القاضي والعالم الشهير أبي الحسن بن يخلف التنسي الذي مارس القضاء تحت حكم السلطان أبي سعيد عثمان (1283-1303)، هذا المسجد الذي يعود لفترة بني عبد الواد، ذو أبعاد متواضعة بالمقارنة مع المساجد المتواجدة داخل المدينة، يتميز تصميمه بغياب الصحن والبلاطات الموازية لجدار القبلة. تنقسم قاعة الصلاة إلى ثلاث بلاطات وثلاثة أساكيب يحدها صفان من العقود المكسورة التي ترتكز على أعمدة من المرمر تعلو بعضها تيجان جميلة، صنعت السقوف من عوارض متشابكة من خشب الأرز تمنح أول نموذج جزائري لهذه التجاويف التي طورت ثلاثة أو أربعة قرون قبل ذلك بالأندلس.
ينفتح المحراب بعقد متجاوز داخل إطار مستطيل تعلوه ثلاث فتحات تحتلها شماسيات مفرغة بزخارف وردية، وتعد زخارف هذا المحراب من روائع أعمال النقش على الجبس، فجنبات العقد مؤثثة مناوبة بعناصر نباتية وأخرى كتابية، ومن الأركان تنبعث زخارف دقيقة نائية وحلزونية الشكل على الأرضية تتشكل من نجمة ذات ثمانية شعب وغصنيات، ويمثل هذا المحراب قمة الفن المغربي–الأندلسي، فهو ذو تصميم سداسي الأضلاع وتغطيه قبة ذات مقرنصات شبيهة بتلك الموجودة بكل من جامع القرويين بفاس، ومسجد تينمل والكتبية (مراكش)، تتشكل كوته التي تنطلق من تصميم مثمن لتبلغ القبيبة ذات الأضلاع التي تغطيها، من مستطيلات معقوفة ومفرغة ومن معينات ومثلثات وعناصر كمثرية الشكل.
زين الجزء السفلي للتيجان بعناصر نباتية متعرجة ومقوسة وهو تقليد مختزل لتيجان الأقنثة العتيقة، أما الجزء العلوي ذو الشكل المتوازي السطوح، فيتكون من زخارف نباتية تذكر ببعض تيجان جامعي قرطبة وتلمسان أما التيجان الأخرى فتقدم زخرفا محوريا مشكلا من سعيفات ترتكز على أوراق الأقنثة السفلية، هذه العناصر الزخرفية الموجودة في الفن القوطي ظهرت في الغرب الإسلامي بالجعفرية بسرقسطة، كما تحتل الصومعة، المبنية من الآجر والمكونة من برج ومنور، الزاوية الجنوبية الشرقية للبناية، يتم الصعود إلى سطحها بواسطة درج يحيط بنواة مركزية، تزين واجهاتها الأربعة سلسلة من الإطارات المستطيلة التي تملأ بعضها شبكة من المعينات المنحنية الأضلاع وبعضها الآخر عقود مفصصة، وعلى واجهاته الأربعة، ينفتح المنور بعقود مفصصة، كما تغطيه زخارف من الزليج الجميلة والمتعددة الألوان، هذا الزخرف المميز لصوامع الفترة الموحدية ظهر لأوّل مرة في جامور الكتبية (مراكش) ويحتل مكانة كبيرة بصومعة حسان بالرباط والخيرالدة بإشبيلية وخاصة بمسجد القصبة بمراكش، ومن بين كل المعالم الموجودة بتلمسان، يعد مسجد سيدي بلحسن البناية التي تشبه إلى حدّ كبير الانجازات المعمارية المغربية والأندلسية.
مسجد “مولاي إدريس” ببلدية “تيانت”.
950 سنة من الوجود والإشعاع الديني
يقع المسجد العتيق مولاي إدريس ببلدية تيانت في ولاية تلمسان، وهو أحد المعالم الدينية والتاريخية المهمة جدا والكنوز النادرة شكلا ومضمونا على مستوى الجهة الغربية للوطن، فعمره يزيد عن 950 سنة، أي 09 قرون ونصف قرن، وهي فترة طويلة جدا وقياسية مقارنة بالمساجد الأخرى، إذ يحتوي المسجد الذي زرناه على باب خشبي متين وصلب جدا رغم قدمه، وبالداخل تجد مساحة مخصصة للرجال وأخرى للنساء بباب صغير وعمودان في الوسط و03 أقواس، كما يحتوي أيضا على مشكاة كبيرة وأخرى صغيرة مختلفتين كانتا تستعملان للإضاءة والإنارة، ولا زالتا تشتغلان لحد اليوم، وساحة كبيرة في الهواء الطلق بمقصورة صغيرة على ما يبدو كانت تستعمل للصلاة في أوقات الحر الشديد، أما الشيء الأكثر دهشة وميزة للمسجد ويستحق عليه أن يرمم ويسجل في الآثار، هو وجود مصحفين مكتوبين بخط اليد مازالا شاهدين على عراقة المسجد، إضافة إلى مساجد أخرى يزيد عمرها عن 200 سنة حسب أهل المنطقة، وقد تتلمذ في هذا الصرح الديني فقهاء وأئمة يعتبرون الآن من كبار المشايخ ومفتون في الدين والفقه وهم آخر دفعة تعلموا في مولاي إدريس كالشيخ سي برابح من السواحلية رحمه الله و”سي أحمد بودخيلي” بمغنية و”سي بوجنان”، و”سي عبد القادر بن رحو” بالغزوات، وهو مفتي الدائرة وآخرون كثيرون، أما الدفعات السابقة فلا أحد يتذكرهم أو يعرفهم أو له معلومات عنهم، وذلك للوقت والتاريخ والسنوات الكثيرة التي مضت وهو ما يدل على أن المسجد معلم ديني وتاريخي يفتخر به ومن الواجب الاعتناء به وإعطائه حقه اللازم في الظهور وإقامة دراسات حوله و زيارات له من طرف العلماء والباحثين والطلبة، لأن مؤسسيه المباركين، ورغم المعلومات الضيقة والشحيحة عنهم إلا أن نسبهم مشرف ويمتد إلى الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ع. أمــيـر