الــجــامــعــة

منتدى الكتاب بالمكتبة الرئيسية بمشاركة دكاترة من جامعة معسكر:

اللغة العربية والذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على التراث الثقافي

إن الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لأنه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في ديسمبر عام 1973، والذي يقرُّ إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية عند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو. وفي عام 1960 اتخذت اليونسكو قراراً يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية، واعتُمد في عام 1966 قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة. وفي عام 1968 اعتُمِدَت العربية تدريجيًّا لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية.

 

تدخل السيد “جزيري كريم” مدير المكتبة الرئيسية

تعد اللغة العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية تحدثًا، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًّا كما تتميز العربية بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة فيها خاصية الترادف، والأضداد، والمشتركات اللفظية، وتتميز كذلك بظاهرة المجاز، والطباق، والجناس، والمقابلة والسجع، والتشبيه.

وبفنون اللفظ كالبلاغة الفصاحة وما تحويه من محسنات بديعية، اللغة العربية ذات أهمية كبيرة لدى المسلمين، فهي لغة القرآن، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. والعربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسة لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتِبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، فكان لها بالغ الأثر في اللغة والدين والأدب اليهودي.

 

صاحب فكرة اليوم العالمي للغة العربية

هذا الإنجاز الذي خصص له الدكتور “زياد الدريس” كتاباً تحت عنوان (حكاية اليوم العالمي للغة العربية) والذي اقتبسنا منه ما جاء بالأعلى؛ يعطينا صورة كاملة عن الحكاية، والدور الذي تبنته وشكلته وقدمت فكرته مكتملة المملكة العربية السعودية على يد أحد أبنائها الذي فكر، وأقترح من خلال انتمائه الوطني، وهوياته المتعددة المتكاملة.

 

ما هو واقع اللغة العربية والهدف منها

يتحدث اللغة العربية 430 مليونا داخل الوطن العربي وخارجه، ولكن العرب يعانون قلقا وهواجس بشأن مستقبل لغتهم وهي جامعتهم وأهم محاور وحدتهم، إذ يكاشفهم الواقع غالبا بأن العربية في حالة تراجع لا تمدد وانحسار لا انتشار، وهي حالة شك وإحباط إذا قورنت بحال لغة الضاد في عصور سابقة أو بلغات أخرى في هذا العصر خاصة لغات الأمم.

إن أهمية اللغة العربية تنبع من نواحٍ عدّة؛ أهمها: ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي والقرآن الكريم، فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم ولتنزل بها الرسالة الخاتمة {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}، ومن هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية والإسلام، كما نجد تلك العلاقة على لسان.

 

أجمل ما قيل في اللغة العربية ولماذا سميت بلغة الضاد

قال الإمام الشافعي اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد، صلى الله عليه وسلم، ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى وقال أيضًا ما جَهلَ الناسُ ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان “أرسطو طاليس”.

فتسمية اللغة العربية لغة الضاد جاءت اعتماداً – فيما يبدو- على ما يروى على أنه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش” أي الذين هم أفصح من نطق بحرف الضاد، وأنا أفصحهم، وخص الضاد بالذكر لعسر نطقها على غير العرب، ولكن هذا الحديث لا أصل له كما قال المحققون كابن كثير وابن الجزري

 

اللغة العربية والذكاء الاصطناعي وكيف يمكن الاستفادة من تقنياته

اكتشف كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تسهم في تعزيز اللغة العربية، من خلال تحسين الترجمة الآلية، التحليل اللغوي، وتطوير أدوات معالجة النصوص. استكشف التحديات والإمكانيات المستقبلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم وتطوير اللغة العربية.

تقف اللغة العربية بكل ثرائها وتعقيدها كصرح شامخ في عالم اللغات، حيث تتميز بخصائص فريدة وتأثير عميق في حضارات وثقافات عديدة، ففي السنوات الأخيرة، لوحظ ارتفاع الاهتمام بدمج التكنولوجيا الحديثة، ولا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي، في مختلف المجالات المتعلقة باللغة العربية.

يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي إلى القدرة على تحليل، فهم، وتوليد اللغة بطريقة تحاكي الذكاء الإنساني، والذي أصبح اليوم لاعباً أساسياً في تعزيز اللغة وتطويرها. بيد أن استعمال الذكاء الاصطناعي في دعم اللغة العربية يعد موضوعاً مثيراً للاهتمام ومحفزاً للتساؤلات حول كيفية تحقيق التناغم بين الأصالة اللغوية والتطور العلمي. عبر تسليط الضوء على جوانب عدة من التأثير المتبادل بين اللغة العربية والذكاء الاصطناعي، يمكن كشف إمكانيات لا حصر لها لتطوير أدوات ونظم تسهم في ترسيخ مكانة اللغة والارتقاء بها، كما يكشف عن التحديات التي لا بد من مواجهتها لتحقيق هذا التكامل.

 

أوجه تأثير الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية

ظهر تأثير الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية على مستويات عدة، حيث بات يُمثل ثورة في مجالات مثل ترجمة النصوص، والتحليلات اللغوية، والتعرف على الخط، وأنظمة الرد الآلي في مجال ترجمة النصوص، تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات قادرة على ترجمة النصوص من وإلى اللغة العربية بدقة متزايدة، مما يساهم في كسر الحواجز اللغوية ويعزز من التواصل بين مختلف الثقافات.

أما في المجال اللغوي والنحوي، فقد أحدث الذكاء الاصطناعي تقدمًا في قدرة الأنظمة على فهم القواعد اللغوية وتطبيقها بشكل يمكن من تحليل النصوص العربية بعمق، سواء تلك المتعلقة بالمعاني أو السياقات النحوية، وهذا يتيح فرصًا عديدة للباحثين والطلاب والعاملين في مجالات البحث اللغوي والتعليم في جانب آخر، يساعد الذكاء الاصطناعي في التعرف على الخط العربي بكافة أشكاله، الأمر الذي يفتح آفاقًا واسعة في مجالات المحفوظات والوثائق التاريخية والتي كان يصعب معالجتها أو تحويلها إلى نصوص رقمية بسهولة دون الاستعانة بتدخل بشري مكثف إضافة إلى ذلك، أسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة رد آلية قادرة على التفاعل مع المستخدمين باللغة العربية، من خلال التعلم الآلي ومعالجة اللغات الطبيعية، وهذا يعزز من وجود تجارب مستخدم عربية أكثر ثراء وفاعلية كل هذه الأوجه تشير إلى أن للذكاء الاصطناعي تأثيراً مهماً ومتنامياً على اللغة العربية، يمكن ملاحظته بوضوح في تعزيز القدرات اللغوية وتسهيل التواصل العربي في مختلف المجالات.

مختار سلطاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى