الحدث

منتدى الأعمال الجزائري الصيني، وزير الصناعة، السيد “سيفي غريب”، يؤكد:

"تحسن مناخ الاستثمار بالجزائر فرصة لتعزيز الاستثمارات الصينية المباشرة"

أكد وزير الصناعة، السيد “سيفي غريب”، خلال إنطلاق أشغال منتدى الأعمال الجزائري-الصيني حول الاستثمار في الجزائر، بمشاركة عدد معتبر من المتعاملين الاقتصاديين من البلدين، المنظم من طرف الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، وتحت شعار “شراكة متينة.. تعاون اقتصادي مستدام”، أمس الثلاثاء بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالجزائر العاصمة، أنّ “تحسن مناخ الاستثمار بالجزائر فرصة لتعزيز الاستثمارات الصينية المباشرة”.

حيث السيد الوزير، المتعاملين الاقتصاديين الصينيين إلى اغتنام التحسن الذي يعرفه مناخ الاستثمار في البلاد لرفع حجم استثماراتهم المباشرة بالجزائر، كما حث أيضا  المصدرين الجزائريين على تكثيف جهودهم لتعزيز حضور المنتجات الوطنية في السوق الصينية، قائلا:” أننا تتطلع إلى رفع حجم الاستثمارات الصينية بالجزائر في القطاعات المنتجة للثروة”، مبرزا “المقومات الفريدة التي تزخر بها الجزائر، لاسيما من خلال موقعها الاستراتيجي والحيوي في العالم العربي والافريقي، ما يجعل منها مركزا اقتصاديا بامتياز”.

وفي السياق ذاته، شدد السيد الوزير على أهمية بناء شراكات “حقيقية” تعود بالفائدة على البلدين، مؤكدا على أهمية “الاتفاقيات الثنائية الوازنة” التي سيتوج بها بالمنتدى، والتي ستجسد “قوة ومتانة” العلاقات الاقتصادية بين البلدين. واغتنم المناسبة ليتطرق إلى الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الجزائر قصد تحسين مناخ الاستثمار، ولعل أهمها تبسيط الإجراءات الإدارية وحماية حقوق المستثمرين، لافتا إلى إنشاء الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار “يعكس بوضوح توجه الدولة الجزائرية نحو استقطاب الاستثمارات الاجنبية المنتجة”.

وبخصوص الشراكة الاستراتيجية الثنائية بين البلدين، قال السيد الوزير مستطردا “دخلت مرحلة جديدة برؤية وافاق جديدة”” وذلك فق ما تم الاتفاق عليه بين رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، ونظيره الصيني، السيد “شي جين بينغ”ـ خلال زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية الى الصين في يوليو 2023، مؤكدا أيضا على الدعم الكامل من الطرف الجزائري للمتعاملين الاقتصاديين من كلا البلدين في سبيل تجسيد مشاريعهم الاستثمارية والتجارية، وداعيا “السلطات الصينية التي عبرت في العديد من المناسبات عن استعدادها لتسهيل ولوج المنتجات الجزائرية الى السوق الصينية، للعمل أكثر على سد الفجوة التي يعرفها الميزان التجاري بين البلدين”.

وبلغة الأرقام التي قدمها السيد الوزير، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين سنة 2024 ما مجموعه 5،12 مليار دولار (منها 5،10 مليار واردات جزائرية) معتبرا أن ذلك “لا يعكس ما تصبو إليه الجزائر من توازن تدريجي”/ مُذكّرا في الوقت نفسه بأهم المشاريع التي ساهمت فيها كبرى الشركات الصينية في الجزائر، على غرار الطريق السيار شرق-غرب وجامع الجزائر وكذا مشروع توسعة مطار الجزائر الدولي..

للإشارة، هذا المنتدى الإقتصادي بين البلدين، يهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين من خلال تفعيل الاتفاقيات الثنائية وتكثيف التعاون، والترويج للجزائر كوجهة استثمارية واعدة في إفريقيا والمنطقة المتوسطية، كما سيتم خلاله التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين متعاملين اقتصاديين جزائريين وصينيين، إلى جانب استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في الجزائر وكذا سياسة الاستثمار الصيني في الخارج، مع تنظيم لقاءات عمل ثنائية. ناهيك إلى التعريف بالفرص الاستثمارية في القطاعات الاستراتيجية ذات الأولوية، تشجيع إنشاء مشاريع مشتركة بين الشركات الجزائرية ونظيراتها الصينية، تسهيل التواصل المباشر بين الفاعلين الاقتصاديين، دعم التنويع الاقتصادي ونقل التكنولوجيا، وكذا تأطير الشراكة ضمن منظور تعاون اقتصادي مستدام ومربح للطرفين.

تسجيل 42 مشروعا استثماريا صينيا بقيمة 5،4 مليار دولار

من جهته، أفاد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، السيد “عمر ركاش”، خلال افتتاح أشغال منتدى الأعمال الجزائري-الصيني، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أنّه تم” تسجيل 42 مشروعا إستثماريا صينيا وإلى غاية مارس الماضي, بمبلغ إجمالي يفوق 614 مليار دج، أي ما يعادل قيمة 5،4 مليار دولار، أغلبها استثمارات مباشرة في القطاع الصناعي، على مستوى الشباك الوحيد للمشاريع الكبرى والاستثمارات الأجنبية، منذ إنشاء الوكالة في نوفمبر 2022.

وحسب ما أفاد به السيد المدير العام للوكالة، فإنّ هذه المشاريع تتوزّع ما بين استثمارات مباشرة (22 مشروعا) ومشاريع بالشراكة بين مؤسسات صينية ومتعاملين وطنيين (20 مشروعا)، يتركز معظمها في القطاع الصناعي، وهو ما يبرز الاهتمام المتزايد للمتعاملين الصينيين بالاستثمار المباشر في الجزائر، حسب المدير العام. فيما أبدى عدة متعاملين صينيين رغبتهم في إطلاق مشاريع استثمارية في مجالات متنوعة، تعمل الوكالة على دراستها بالتنسيق مع القطاعات المعنية

وأضاف السيد المدير العام للوكالة، أن هذا التوجه يعكس بدقة رغبة حقيقية في توسيع الحضور الصيني في الجزائر, والانتقال من المشاركة في المناقصات، الطلبيات والخدمات إلى استغلال ما تقدمه الجزائر من مزايا تنافسية من أجل إنجاز استثمارات منتجة.

للإشارة، ينظم منتدى الأعمال الجزائري-الصيني حول الاستثمار في الجزائر، بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”, تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون, وذلك بمشاركة عدد معتبر من المتعاملين.

محمد الأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى