
أشرف الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول “السعيد شنقريحةّ”، أمس الأربعاء بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، بالجزائر العاصمة، على افتتاح أشغال ملتقى دولي بعنوان “جيوسياسية الإرهاب في ظل التحولات العالمية الجديدة”، يتناول بالدراسة والبحث ظاهرة الإرهاب التي لا تزال تمس عديد الدول والمناطق عبر العالم، وذلك في إطار تعزيز المقاربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، على مدى يومين،
وبحضور مستشارين لدى رئيس الجمهورية وأعضاء من الحكومة، وكذا المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، إلى جانب الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات وقائدي الدرك الوطني والحرس الجمهوري بالنيابة وقائد الناحية العسكرية الأولى والمراقب العام للجيش ورؤساء دوائر ومديرين ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى أساتذة وخبراء جزائريين وأجانب.
حيث أكد الفريق أول “السعيد شنقريحة”، في كلمة ترحيبية بالضيوف، على أن الجزائر “كانت من الدول السباقة لاستشعار خطورة الظاهرة الإرهابية، وتمكنت بفضل التفاف الشعب حول مؤسسات دولته من اجتثاثه وإفشال مخططاته الخبيثة”، مذكرا بأنها أدركت مبكرا، خطورة الإرهاب الهمجي والتطرف الظلامي، الذي كما قال “هدد أركان الدولة الوطنية ونظامها الجمهوري وباتت الأقدر على فهم هذا الخطر الدخيل، بحكم معاناتها من ويلاته، فاستطاعت بفضل تمسك الشعب بوطنه، والتفافه حول مؤسساته وفي مقدمتها الجيش الوطني الشعبي، من إفشال هذه المخططات الخبيثة، التي استهدفت الدولة ووحدة المجتمع وهويته الأزلية”.
وفي سياق متصل، استطرد الفريق أول “السعيد شنقريحة”، قائلا بأن الجزائر “لا تقبل أن يزايد عليها أحد في خبرتها في مواجهة الإرهاب، في إطار قوانين الجمهورية، فهي التي اكتوت بناره قبل الجميع، وهي التي أعلنت عليه الحرب، حين كان الشك والتردد والتواطؤ يملأ كثيرا من المشاهد السياسية والإعلامية والإقليمية والدولية”، يتابع الفريق أول “شنقريحة”، وأنها قد انتصرت بشعبها وجيشها ومؤسساتها على آفة الإرهاب، “مطورة تجربة فريدة في مكافحته والوقاية منه، سواء على الصعيد العملياتي، أو من خلال تبني مقاربة شاملة متعددة الأبعاد”، أضحت مثالا يحتذى به في مجابهة هذه الآفة” وبوصلة يهتدى بها في تحصين الدول والمجتمعات من هذا التهديد العابر للحدود والأوطان”.
وعليه، عقب هذه الكلمة الترحيبية، أعلن الفريق أول “السعيد شنقريحة”، عن الافتتاح الرسمي لفعاليات الملتقى، متمنيا التوفيق للمشاركين فيه، ليشرع، عقب ذلك، في تقديم المحاضرات المبرمجة التي قدمها أساتذة حاضرون وباحثون مختصون، تمحورت في مجملها حول “تحليل الخارطة الجيوسياسية للإرهاب وتحديد المعالم المستقبلية للتهديد الإرهابي” وكذا “تحديد أسس وقواعد وآليات المقاربة الجزائرية لمكافحة هذه الآفة والوقاية منها”، تلتها نقاشات عامة وورشات عمل، قدم خلالها المتدخلون تصورات وأفكارا ساهمت في إثراء أشغال الملتقى وبلورة توصيات من شأنها المساهمة في مكافحة كافة أشكال التطرف والإرهاب.
محمد الأمين