
مع الانتشار المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، لم تعد هذه التكنولوجيا مقتصرة على مراكز الأبحاث بل أصبحت جزء من حياة الناس اليومية. ومع ذلك، تثير فكرة تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق، الذي يتفوق على القدرات البشرية، مخاوف كبيرة حول تأثيره على مستقبل البشرية.
ذكاء يفوق الإنسان: فرصة أم تهديد؟
يرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي الفائق، بقدرته على التحليل والحفظ والاكتشاف بسرعات هائلة، قد يغير موازين التطور البشري، إلا أن هذه القدرة قد تتحول إلى خطر إذا أصبحت هذه الأنظمة قادرة على العمل والتطور دون إشراف كامل من البشر، مما يعرض العالم لمخاطر كبيرة، خاصة إذا أسيء استخدام هذه التكنولوجيا في المجالات العسكرية.
عقبة أمام النمو الحضاري
يشير المتخصصون إلى أن البشرية قد تواجه تحدياً كبيراً مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. فمع قدرة هذه الأنظمة على التطور الذاتي بسرعات غير مسبوقة، تصبح السيطرة عليها أمرا بالغ الصعوبة. وفي حال استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط أو في ظروف غير محسوبة، مثل الأنظمة العسكرية المستقلة، قد يؤدي ذلك إلى أخطاء كارثية غير مقصودة، هذه الأخطاء قد تشمل صراعات وحروب واسعة النطاق قد تضع حداً للحضارة البشرية كما نعرفها.
فرص تواصل ضئيلة مع حضارات أخرى
هناك تساؤلات حول قدرة البشرية على التواصل مع حضارات أخرى في الكون، في ظل المخاطر التي قد يفرضها الذكاء الاصطناعي. فمنذ بدء محاولات البشر للتواصل مع الأكوان الأخرى عبر الإشارات الراديوية قبل بضعة عقود فقط، فإن فرص النجاح ما زالت محدودة. ويرى البعض أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح سببا إضافيا لتقليل هذه الفرص، خاصة إذا أدى إلى تقصير عمر الحضارة البشرية نتيجة الاستخدام غير المدروس لهذه التقنيات.
الحاجة إلى ضوابط صارمة
تتزايد الدعوات لوضع معايير وقوانين محكمة لتنظيم تطوير الذكاء الاصطناعي، خاصة في المجالات الحساسة مثل الأنظمة العسكرية. ويرى الخبراء أن تجاهل هذه المخاطر قد يؤدي إلى سيناريوهات كارثية تضر بمخاطر كبيرة للبشرية. كما يؤكدون على أهمية إدراك المخاطر المحتملة قبل فوات الأوان، لضمان استخدام هذه التكنولوجيا بما يخدم مصلحة الإنسان ويسهم في تعزيز الحضارة بدلاً من تهديدها.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله