تكنولوجيا

معززة بالذكاء الاصطناعي في الصين

شركة "روش" تساهم في حلول الرعاية الصحية

 في قلب التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع الرعاية الصحية في الصين، تبرز شركة (روش) السويسرية كأحد اللاعبين الرئيسيين الذين يسهمون في إعادة تشكيل هذا القطاع من خلال تقنيات حديثة ومتطورة قائمة على الذكاء الاصطناعي. وبفضل شراكتها المتينة مع القطاعين الأكاديمي والصناعي، أصبحت (روش) مثالا على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعزز الرعاية الصحية وتحدث تغييرا عميقا في حياة المرضى.

خلال فعاليات المعرض الدولي السابع للواردات الصينية الذي أقيم في شنغهاي في نوفمبر 2024 قدمت (روش) منصة مبتكرة أطلق عليها اسم “محتضن الرعاية الصحية الرقمية 2.0″، والتي تمثل ثورة في طريقة تطوير المنتجات الصحية، هذه المنصة الرقمية تعد بتوحيد مراحل متعددة من تطوير المنتجات الطبية، بدءا من التحقق السريري إلى تسويق المنتج بما يسمح بتحقيق نقلة نوعية في كيفية تقديم الخدمات الصحية في السوق الصينية.

 

استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي

من أبرز ما قدمته شركة (روش) خلال المعرض هو استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، فالتقنيات التي طورتها الشركة تعتمد على نماذج متطورة لمعالجة الصور الطبية، التي تساعد الأطباء في التمييز بين مختلف الأنماط المرضية، مما يسهم بشكل كبير في دقة التشخيص وتحسين اتخاذ القرارات العلاجية.

تحدث “لي بين” نائب رئيس الشؤون الطبية في (روش فارما) الصين عن أهمية هذه التقنيات قائلا: “لقد طورنا نماذج ذكية تستند إلى الذكاء الاصطناعي تمكن الأطباء من إجراء التشخيصات بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يخفف عنهم عبء العمل الثقيل وفي الوقت نفسه يقدم فرصة فريدة لتحقيق الطب الشخصي.”

ومن خلال تحليل الأنماط المرضية في الأنسجة والصور يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في التنبؤ بتطور المرض والتدخل المبكر، وهو ما يعزز فرص الشفاء بشكل كبير تشير الأبحاث إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف مئات الخصائص الطبية التي يصعب ملاحظتها بواسطة الأطباء البشريين في فترات زمنية قصيرة.

 

الطب الرقمي أحد الاتجاهات الحديثة

إن الطب الرقمي هو أحد الاتجاهات الحديثة التي تشهد إقبالا واسعا في الصين، حيث يجمع هذا المجال بين الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة والأنظمة الرقمية بهدف تحسين فعالية العلاج وتقليل التكاليف. وتعد (روش) من الشركات الرائدة التي تبذل جهودا كبيرة لتسريع تحول الرعاية الصحية الرقمية في الصين، من خلال ابتكارات مثل محتضن الرعاية الصحية الرقمية 2.0.

ومن خلال هذه المنصة يتمكن الأطباء والمراكز الطبية من متابعة تقدم العلاج والبيانات الخاصة بالمرضى بشكل رقمي، مما يسهم في اتخاذ قرارات علاجية أسرع وأكثر دقة، وهو ما يعد بمثابة تحول عميق نحو الطب الذكي الذي يعتمد على تحليل بيانات المرضى في الوقت الفعلي.

إن أحد الأسباب التي تجعل (روش) متفوقة في هذا المجال هو قدرتها على بناء شراكات استراتيجية بين القطاع الصناعي والأوساط الأكاديمية في هذا السياق، أكد (شين شيافانغ) المدير الأول لقسم أمراض الدم في (روش) فارما الصين:

 

القدرة على تطوير حلول طبية مبتكرة

إن التعاون بيننا وبين الأكاديميا يسهم بشكل كبير في تسريع عملية تطوير الحلول الصحية المبتكرة بما يتماشى مع احتياجات السوق الصيني المتسارعة. ومن خلال هذه الشراكات، أصبحت (روش) قادرة على تطوير حلول طبية مبتكرة تلبّي احتياجات المرضى وتواكب التوجهات المستقبلية في عالم الرعاية الصحية الرقمية، فبفضل هذا التعاون تمكنت الشركة من تقديم حلول مثل التشخيص الذكي للأورام والتدخل المبكر للحد من تأثير الأمراض.

تسعى الصين إلى تعزيز قدرة نظامها الصحي من خلال تبني التكنولوجيا الرقمية بشكل واسع، فالحكومة الصينية تولي اهتماما بالغا لتطوير البنية التحتية الصحية الرقمية ودعم الابتكارات الطبية ولقد ساعدت التقنيات التي قدمتها (روش) في تحفيز هذا التحول مع التركيز على الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية لتحسين النظام الصحي.

وقالت (وانغ جينغجينغ) المديرة التنفيذية لمركز الابتكار العالمي في الرعاية الصحية بمعهد (تسينغهوا) للبحث والتطوير الصناعي: “تستهدف الأبحاث الحالية في الصين تلبية الاحتياجات السريرية غير المحققة ونحن نعتقد أن الجهود المشتركة بين القطاع الأكاديمي والصناعي ستسهم في دفع هذا التحول وفتح آفاق جديدة في الرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي..

إن ما تقدمه شركة (روش) من حلول طبية قائمة على الذكاء الاصطناعي في الصين ليس مجرد تكنولوجيا حديثة، بل هو تحول حقيقي في الطريقة التي يتم بها تشخيص الأمراض وعلاج المرضى من خلال الابتكار المستمر والشراكات الاستراتيجية، تساهم (روش) في تسريع التحول الرقمي الذي ستشمله كافة جوانب الرعاية الصحية في المستقبل. ومع تنامي هذه التقنيات سيشهد العالم نقلة نوعية نحو رعاية صحية أكثر دقة وأقل تكلفة وهو ما يعكس مستقبلا مشرقا للصحة العامة في الصين وحول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى