الثـقــافــة

مظهر خاص يزين موائد الجزائريين في رمضان

بيع المشروبات الرمضانية "العصائر"

في شهر رمضان الكريم، تزدهر مهن وأعمال لها علاقة بعادات وتقاليد الجزائريين طوال شهر الصيام، بائع المشروبات والعصائر الرمضانية أو كما يقال بالعامية ” الشاربات” أحد أبرز المهن الرمضانية التراثية تتركز على إرواء عطش الصائم.

وخلال شهر رمضان، تتصدر مهن تقليدية واجهة النشاط التجاري والحرفي، خصوصاً مع سعي الناس، خلال هذا الشهر، إلى إحياء عادات قديمة في المأكل والمشرب واللباس وغير ذلك.

الجلاب، التمر الهندي، الكركدية…. وغيرها من المشروبات التي نستمتع بمذاقها في الشهر الفضيل، وتأخذ مكانتها على الموائد الرمضانية ولدى الباعة المتخصصين بها، خصوصاً في هذه الفترة من العام.

وفي كثير من ولايات الوطن يتمركز الشباب في الشوارع والساحات العامة لبيع هذه المشروبات والتي يزداد الطلب عليها قبل حلول موعد آذان المغرب، وبحسب العديد من الباعة المتجولين، فإنهم ينتظرون الشهر الكريم لبيع هذه المشروبات التي تحضّر يدوياً في المنازل ويعرضونها في عربات وحتى في المحلات المزينة تجذب المارة، ولا تكاد تخلو أي ساحة شعبية وأي حي أو شارع، بدءاً من ولاية وهران وكافة ولاية الجزائر 57 وصولاً إلى دول المغرب العربي، من هؤلاء الباعة ومن الأصناف التي يوفرها هؤلاء الباعة.

ويسعى أصحاب المحلات المتخصصة ببيع العصائر، إلى طرح هذه الأنواع من المشروبات الرمضانية نظر زيادة الإقبال عليها.

بائع العصير له أهمية خاصة في رمضان، إذ يحرص عدد كبير من الجزائريين على تناول العصائر بشكل كبير مقارنة بتناول الأطعمة على الإفطار، ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الجو بشكل كبير خلال ساعات الصيام، بالإضافة إلى طول فترة الصيام التي تصل إلى 18 ساعة.

“البديل” إلتقت “م. ص” بائع عصير بوسط المدينة يقف بعربة العصير الخاصة به وسط السوق الذي يعج بالبائعين والمارة في كل الأوقات، عليها مشروبات مختلفة، بالإضافة إلى العصائر الفريش الأخرى كالبرتقال والمانجو.

صرح هذا الأخير، أن الإقبال على شراء العصائر يتضاعف خلال شهر رمضان مقارنة بالأيام العادية، ولكن الاختلاف يكون فى نوعية العصائر المطلوبة، فيوجد الكثير من العصائر المرتبطة بشهر رمضان لدى الجزائريين وأشهرها عصير الليمون، البرتقال، المانجو، والكيوي وغيرها.

تابع ذات المتحدث، أن لكل مشروب فوائده الخاصة، فالبرتقال يمنع العطش خلال ساعات الصيام، والليمون يمد الجسم بالطاقة اللازمة له لأن نسبة السكريات به عالية، أما الكيوي فتعمل على تقوية العظام لأنها غنية بالكالسيوم الموجود فى اللبن الذي يعتبر عنصراً أساسياً فى صنعها، إضافة إلى المانجو الذى يعمل على تحسين عملية الهضم ومد الجسم بالطاقة، في حين يعمل الخروب على محاربة الأنيميا لاحتوائه على نسبه عالية من الحديد.

يشير نفس المتحدث، إلى أنه يقل الطلب على البرتقال والفواكه الطبيعية خلال رمضان، فبعض الأسر الوهرانية بالخصوص تفضل تناول الفاكهة في شكلها المباشر ولكن حرصهم الأكبر يكون على شراء المشروبات الرمضانية المرطبة لحر الصيام.

وأكد أن المشروبات الرمضانية، تختلف من بلد لآخر وارتباطها بشهر رمضان جاء من التاريخ ومن الاعتياد على تناولها ولكن ليس لها مرجع أساسي، ففي الجزائر الأكثر شهرة الليمون، البرتقال، الكيوي، والمانجو.

يضيف نفس البائع في حديثه، أن مواعيد عمله خلال شهر رمضان الكريم تكون على مدار اليوم كله حتى يستطيع أن يوفر للصائمين العصائر المطلوبة قبل الإفطار ولراغبي السهرات الرمضانية والخروج بعد الإفطار.

في الوقت عينه، وعلى رغم  مشقة الأمر، فإن الأجواء الرمضانية والبهجة التي توجد في الشوارع تخفف عنه الكثير من المتاعب التي قد يواجها بسبب طول عدد ساعات العمل، لافتاً إلى أن زوجته هي من تصنع كميات كبيرة من هذه المشروبات بشكل يومي حتى يتمكن من بيعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى