الثـقــافــة

مطاعم الرحمة عادة راسخة لدى الجزائريين في رمضان

محسنون وجمعيات يتسابقون لفعل الخير

مع حلول شهر رمضان الفضيل، تعود مطاعم الرحمة لتفتح أبوابها أمام الصائمين من عابري السبيل ومحتاجين، في إطار العمل الخيري الذي تقوم به ككل سنة عدد من الجمعيات الخيرية و فاعلي الخير  سعيا منها لخلق جو من الرحمة والتآزر بين الجزائريين.

ومع تراجع الوباء وانخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا، فتحت مطاعم الرحمة أبوابها بشكل أكبر مما كانت عليه العام الماضي والذي قبله، ما سمح بإطعام أكبر عدد ممكن من المحتاجين وعابري السبيل بوجبات ساخنة، ما يزيد من التلاحم و التضامن الشعبي أكثر.

تضامن منقطع النظير

تعد مطاعم الرحمة وجها من وجوه التضامن والتآزر والتلاحم بين الشعب الجزائري خلال الشهر الفضيل، حيث تتسابق عديد التنظيمات والجمعيات الخيرية لفعل الخير و تنظيم هذه المطاعم كصدقة جارية تطفأ جوع المحتاجين خلال هذا الشهر.

ولا تختلف مطاعم الرحمة عن الموائد الرمضانية من حيث الأطباق والتحضير، حيث يعمد المتطوعين في هذه المطاعم إلى تحضير نفس الأطباق التي تحضرها العائلات “شوربة”  “بوراك” “مثوم”  “لحم حلو” “سلطة” “مقبلات”…وغيرها من الأطباق التي تزين موائد عابري السبيل، ما ينقص من ذلك الدفأ العائلي.

إقبال منقطع النظير لعابري السبيل

الزائر لهذه المطاعم يلحظ الإقبال المعتبر عليها، خصوصا في ظل تردي القدرة الشرائية وزيادة نسبة الفقر وعدم قدرة المواطنين على تلبية حاجيات عائلاتهم،حيث أصبحت هذه المطاعم قبلة للمحتاجين، من اجل الإحساس على الأقل بنكهة رمضان .

بالإضافة على هذه الفئات، هناك فئة الأشخاص بدون مأوى أو حتى العمال البعيدين عن عائلاتهم والذين اضطرتهم الظروف على الإفطار في هذه المطاعم بحثا عن اجواء إفطار رمضانية، دون نسيان عابري السبيل الذين يستغلون الفرصة للإفطار و إتمام الطريق إلى منازلهم.

وجبات ساخنة على الطرق السريعة

تقوم عديد الجمعيات والمنظمات بتوزيع وجبات ساخنة على الطرق السريعة، للسائقين الذين تعذر عليهم الوصول على منازلهم قبل آذان المغرب.

وتسعى هذه المبادرات إلى خلق جو من التضامن و التآزر، كما تسمح هذه المبادرة بالتقليل من حوادث المرور بإفطار الصائم وإرغامه على التخفيف من سرعته والوصول إلى المنزل في أمان.

ارتياح كبير من قبل المواطنين لعودتها

أعرب عدد من مرتادي مطاعم الرحمة عن ارتياحهم لعودة نشاطها، فمثل هذه المبادرات تخلق جوا رمضانيا لا يعيشه الكثيرون ممن هم بعيدين عن عائلاتهم، ولم تتح لهم الفرصة للالتفاف حول مائدة الإفطار، لتكون هذه الموائد والمطاعم “رحمة” للصائمين و مساهما في خلق جو تضامني بين الجزائريين، وهو المتعارف عليه بين أبناء البلد، بالإضافة إلى أوجه أخرى من التضامن على غرار قفة رمضان وغيرها، على أن تستمر مثل هذه المظاهر طيلة السنة ولا تكون مناسباتية فقط.

واختار شباب العمل التطوعي هاته الطريقة، لإعادة البسمة على شفاه الكثير من الباحثين عن يد المساعدة في ظل الوضع الذي خلفته الجائحة.

كما أن هناك جمعيات اختارت العمل التطوعي، من خلال جمع التبرعات وتحويلها إلى قفف تملأ بالمواد الغذائية المتنوعة لتوزع فيما بعد على العائلات المحتاجة خلال أيام شهر رمضان الذي يعرف العمل التضامني فيه ازديادا ملحوظا.

وفي هذا الصدد، وزعت الجمعيات خلال الأيام الأولى من رمضان، مئات القفف والطرود المجهزة بالمواد الغذائية وقدمتها إلى العائلات المتعففة المتواجدة بعدة أحياء شعبية بالجزائر العاصمة وغيرها من المحافظات.

كما أطلق الهلال الأحمر الجزائري، عمليات تضامنية لمساعدة العائلات المعوزة خلال هذا الشهر، في إطار دعم الجهود الرامية للتكفل بالفئات الهشة في المجتمع، ويعمل متطوعو الهلال الأحمر الجزائري على توفير وجبات الإفطار في “موائد الإفطار الرمضانية” التابعة للهيئة ذاتها، عبر مختلف محافظات البلاد من فتح مطاعم الإفطار وتوزيع وجبات ساخنة على العائلات والأشخاص المحتاجين، وكذلك توزيع الطرود الغذائية لصالح العائلات المتعففة.

بن حبيلس: توزيع 6 آلاف طرد غذائي على العائلات المعوزة

أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، بأن كل التضامن التي يقوم بها الهلال الأحمر الجزائري بعيدا كل البعد عن الخزينة العمومية، وإنما هو مجهودات شخصية مع الشركات المحلية التي تريد أن تساعد الفئة الهشة والمعوزة والعائلات التي لا تستطيع أن تلبي حاجياتها في شهر الفضيل .

وأضافت ذات المتحدثة، أنه قبل رمضان قام الهلال الأحمر و تحت إشرافي بتقديم مساعدة لـ 6000 عائلة من طرود غذائية كمرحلة أولى دعما من المكتب الوطني لمجهودات المكاتب المحلية، للتخفيف من المعاناة على الفئات الهشة خاصة في مناطق الظل،  تحت إطار قافلة إنسانية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لصالح كل ولايات الوطن.

وأوضحت بن حبيلس، أن مطاعم الرحمة التابعة للهلال الأحمر الجزائري في مناطق قليلة ومخصصة، وهذا راجع لدوره الأساسي الذي يرتكز على دعم العائلات المعوزة، ولكن هذا الشيء لم يمنعهم  من فتح  بعض مطاعم الرحمة في ورشات البناء و الأشخاص البعيدين عن أهاليهم أو العمال الذين يزالون مهامهم أثناء الإفطار، و لكن مهام الرئيسة للهلال هي مساعدة العائلات المعوزة في أرجاء جميع الوطن.

وأكدت بن حبيلس، أن  برنامج الهلال قرر توفير عمليات ختان لأزيد من 2000 طفل وتوزيع كسوة العيد للأطفال من عائلات محتاجة،  إلى جانب تنظيم زيارات لفائدة مرضى ببعض المستشفيات، خاصة منهم مرضى السرطان.

يذكر، أن الهلال الأحمر الجزائري سطر برنامجا تضامنيا لفائدة العائلات المعوزة يشمل توفير مختلف أنواع المساعدات خاصة بمناطق الظل، مع بداية شهر رمضان الكريم من خلال فتح 200 مطعم للإفطار وتوزيع أزيد من 40 ألف طرد من المواد الغذائية.

خصصنا 105 مطعم رحمة عبر قطر الوطني

وفي ذات السياق، أكد رئيس الجمعية البركة أحمد الإبراهيمي، أن الجمعية خصصت عبر قطر الوطني 105 مطعم مخصص لعابري السبيل والمساكين، كما أن العدد قابل للارتفاع، وهذا راجع في الأيام المقبلة، لأن  المطاعم تخضع لرخص، وهذا ما أدى لبعض الناس الخيرين لتعطيل رخصهم المخصصة لفتحها.

وأوضح رئيس جمعية البركة، أن المطاعم تشتغل طيلة شهر الفضيل، تنقسم لنوعين من الوجبات، الوجبة الأولى مخصصة و تتوجه للبيوت المحتاجين والمعوزين والمتعففة، أما الوجبة الثانية فهي تبقى في المطاعم أين يتوجه لها عابري السبيل و المعوزين والفقراء و بعض العمال البعيدين عن أهلهم و بيوتهم.

وقد أوضح ذات المتحدث، الوجبات التي خصصتها الجمعية  ليست فقط للفئة المذكورة سلفا، بل تتعدى لن تكون للأشخاص الذين يرافقون  مع عائلاتهم للمستشفيات أو المرضى، ونعمل على توفير لهم وجبات متكاملة، وكذا نعمل أيضا مع الأشخاص بدون مأوى الذين يحتاجون الالتفاتة و المساعدة أيضا و الحرص على تزويدهم بكل الضروريات التي تجعلهم يسترجعون قوتهم للصيام في النهار الموالي مع مراعاة جميع الظروف التي تحيط بهم، سواء نفسية أو جسدية.

توزيع جميع الضروريات للعائلات المعوزة

ومن جانبه، أوضح رئيس جمعية “نعم نستطيع”، أن جمعيته تقوم بعدة نشاطات في شهر المبارك ومتنوعة بداية بختان الأطفال، إلى مساعدة عابري السبيل في الطرقات، بتنظيم فطور في الطرق السريعة و توفير جميع الوسائل الراحة للسائقين مرفوقة بمنشورات تحسيسية، حتى نحد من حوادث المرور خاصة   ساعة الأخيرة قبل الإفطار أين تكثر فيها حوادث المرور، وبالتالي نعمل أيضا على الحد من هذه الظاهرة التي جعلت من طرقنا مذبحة.

وصرح ذات المتحدث، أن جمعيته تسعى توزيع جميع الضروريات التي لها صلة مع نفسية واحتياجات الصائم، بتوفير المرطبات ووجبات حتى نسد رمق هؤلاء السائقين حتى يلتحقون بعوائلهم في ظروف حسنة، ونعمل على تهدئة أعصابهم في الدقائق الأخيرة قبل الآذان.

وكشف رئيس ذات الجمعية، أن جمعيته أيضا توزع وجبات السحور على المحتاجين والمعوزين مرتين في الأسبوع وعابري السبيل خاصة في المحطات القطار والمسافرين في الحافلات، وهذا على حسب الإمكانيات  التي تتوفر عليه الجمعية، وتابع قائلا نحن سنعمل على أيضا على نشاطات أخرى المتمثلة في ختان الأطفال، بتسخير جميع الإمكانيات المتاحة واستضافة ثلة من الفنانين والإعلاميين والقيام بحفل نحيي هذه العادة الحميدة في ديننا الحنيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى