تعتبر العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية أحد التهديدات الرئيسية لسلامة المرضى داخل أي مستشفى، على الرغم من إحراز تقدم كبير في الحد من انتشار مثل هذه العدوى، إلا أن التهديد لا يزال قائمًا حسب ما أكده البروفيسور خمليش بلعربي رئيس مصلحة الإنعاش الطبي بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران خلال الأيام التعليمية الثامنة ما بعد التخرج لفائدة الأطباء وممارسي الصحة حول حالات العدوى المرتبطة بالعناية المركزة.
وأضاف أن وضعية المريض الحرجة تتطلب وسائل احترافية من خلال بوابات مفتوحة تكون مهيأة لنقل الجراثيم، ما يتطلب تدابير صارمة في منع انتقال العدوى المكتسبة في المستشفيات التي تعد مصدر قلق كبير في أماكن الرعاية الصحية التي يصاب بها المريض أثناء تواجده بمصلحة الإنعاش الطبي، وكيفية الوقاية من العدوى، وهو ما بات أمر بالغ الأهمية للقائمين على الممارسات اليومية بهده المصالح والعمل على تخفيف نسبة انتقال العدوى والتقليل من نسب الوفيات ومنع انتقالها.
كما كشف البروفيسور أن الجهود المبذولة حاليا تنصب على خفض نسبة انتقال العدوى بمصالح الانتعاش الطبي وسط المرضى من 35 إلى 18 بالمائة، وذلك من خلال تطبيق استراتيجية تكثيف الجهود لمنع تفشي العدوى في الأوساط الاستشفائية.
وأوضح رئيس مصلحة الإنعاش الطبي أنه يمكن أن تحدث العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية بسبب مسببات أمراض مختلفة، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات. يمكن أن تنتقل مسببات الأمراض هذه من خلال الاتصال المباشر بالأسطح الملوثة والممارسين في مجال الرعاية الصحية، يمكن أن يتأثر خطر العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية بعدة عوامل، مثل الجهاز المناعي للمريض، ووجود الأجهزة الطبية الغازية (مثل القسطرة وأجهزة التنفس الصناعي)، وممارسات النظافة العامة والنظافة في منشأة الرعاية الصحية.
كما تلعب التدابير الوقائية دوراً حاسماً في الحد من حدوث العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية مرافقة الرعاية الصحية بروتوكولات صارمة لمكافحة العدوى، بما في ذلك نظافة اليدين، والتطهير المناسب للأسطح، والاستخدام المناسب لمعدات الحماية الشخصية، وتهدف هذه التدابير إلى تقليل انتقال مسببات الأمراض بين المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وأبرز المتحدث، أن الأيام الدراسية التي تعرف مشاركة 250 خبيرا وممارسي مصالح الإنعاش الطبي تتناول التشخيص المبكر والمقاومة المبكرة واحتواء الفيروس، وكذا المضادات الحيوية ووسائل استعمالها إلى جانب الوقاية التي تعد صلب الموضوع، مشيرا أن 50 بالمائة من الحالات المرضية التي تنقل إلى مصالح الإنعاش والمصابة بالعدوى مهددة بالموت رغم تكفل الأطباء بها.
من المهم ملاحظة أن الوقاية من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية هي جهد جماعي يشمل متخصصو الرعاية والمرضى ومرفق الرعاية الصحية ككل. من خلال تنفيذ تدابير صارمة لمكافحة العدوى، وتعزيز تثقيف المرضى، والمراقبة المستمرة وتحسين الممارسات، يمكن تقليل حدوث العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية بشكل كبير.
من جهتها، أشارت رئيس مصلحة الأوبئة بالمركز الجامعي نجاة موفق أن المشكل بات عويصا من خلال انتقال الفيروس المؤدي إلى وفاة المريض والذي يتطلب تجنبه ومقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ويهدف اليوم الدراسي إلى تجنيب الأمراض المتنقلة بالمستشفيات، لاسيما أولئك المصابين بالمرضى المزمنين وكبار السن وكذا حوادث المرور وضحايا الولادة وكذا نقص النظافة الاستشفائية.
للإشارة، فإن مصلحة الإنعاش الطبي بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر دخلت حيز الخدمة في 2015 و تضم 14 سريرا وخضعت للتهيئة 2018 والتي لا تغطي الوافدين من مختلف ولايات الجهة التي تنعدم بها مصالح الإنعاش الطبي .
منصور.ج