
تعرف سوق المواد الغذائية المصنوعة من مشتقات التمور ازدهارا كبيرا في الجزائر حيث تلبي هذه المنتجات حاجيات فئة كبيرة من الزبائن الذين يرغبون في استبدال المواد السكرية والحلويات المصنعة بمنتجات طبيعية صحية ذات قيمة غذائية عالية.
وقد شجع اتجاه الكثير من المستهلكين نحو هذا النمط من الغذاء الصحي الى تكاثر عدد المتاجر التي تبيع مشتقات التمر في الجزائر العاصمة، حيث تعرض العديد من مشتقات هذه الفاكهة المباركة من مربى وسكر وعصير التمر وزبدة التمر، وخل ووكولاطة وقهوة وغيرها. ويقول سالم، صاحب محل تمور في أحد أحياء القصبة السفلى، “إن استخدام مشتقات التمر متجذر في تقاليد الطبخ الجزائري منذ القدم. بالطبع، يظل تسويق تمور دقلة نور نشاطنا الرئيسي، منذ 1947، لكننا بالموازاة مع ذلك نسوق منتوجات من مشتقات التمور، خاصة الغرس (معجون التمر) المستخدم في صنع الحلويات التقليدية مثل الرفيس والبراج”، لافتا الى زيادة اهتمام المستهلكين بهذه المنتجات في السنوات الأخيرة. وبالإضافة إلى السكر المصنوع من التمر الجاف، نوه سالم بمزايا قهوة التمر قائلا “انها عبارة عن قهوة خالية من الكافيين، مصنوعة من نواة التمر المسحوق، تضاف إليها كمية من مسحوق البن”، مشيرا الى المذاق اللذيذ لهذا المشروب. ويرى هذا السبعيني أن “الناس بدأوا يدركون الفوائد الصحية للمنتجات الطبيعية وعلى رأسها التمر والعسل”. وفي وسط الجزائر العاصمة، شارع مصطفى فروخي (ريشيليو سابقا)، يعج متجر “تمرة” أيضا بالمنتجات المصنوعة من مشتقات التمر، حيث نجد على رفوف المتجر العديد من المنتوجات من مربى وعلب شوكولاطة وسكر وقهوة وخل وكريمات للطلي…وكلها مصنوعة من التمر. وينشط ملاك المحل، وهم ينحدرون من ولاية بسكرة، في إنتاج وتسويق التمور منذ عدة عقود، ولا سيما دقلة نور من طولقة، قبل أن يقرروا تنويع إنتاجهم والخوض في هذا المجال المربح. وصرح علاء، وهو بائع في هذا المتجر، بأن العائلة تمتلك مصنع بالبليدة خاص بإنتاج وتعليب المواد الغذائية المشتقة من التمور، مبرزا أن “المواد الخام المستخدمة تأتي مباشرة من واحات بسكرة”. وعن فئة الزبائن المهتمين بهذه المنتوجات، يتصدر مرضى السكري القائمة، بحسب البائع الشاب الذي أوضح أن مرضى السكري يفضلون تناول بودرة التمر والحلويات المصنوعة من هذه الفاكهة بدلا من السكر المصنع والحلويات التي تضر بصحتهم. ومن بين رواد المتجر ايضا، يشير علاء الى الرياضيين الذين يفضلون تناول الأطعمة الطبيعية وكذلك الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم وقلة الشهية. ومن بين هذه المنتجات المقوية، “الروينة” وهي عبارة عن مزيج من دقيق القمح المحمص والتمور الجافة. وأوضح أن “طبق الروينة طبق تقليدي جد منتشر في الجزائر وخاصة في الجنوب الكبير، وغالبا ما يتم تحضيره من عسل التمر والمكسرات مما يجعله طبقا غنيا ومتنوعا”. وأضاف الشاب ان ربات البيوت وصانعي الحلوى يجدون كذلك ضالتهم في هذا المتجر الذي يعرض السكر الناعم والعسل وشراب التمر والشكولاطة وكل المستحضرات المشتقة من التمر لصنع الحلوى. وترى أخصائية التغذية، أميرة زيدك، أن المنتجات الطبيعية، ومنها مشتقات التمور، أفضل بكثير من المنتجات المصنعة وفوائها على الصحة لا تخفى على أحد، مؤكدة على أهمية وسم كافة هذه المنتجات المطروحة في السوق.
ق.إ