
مسجد أغادير آثار أصالة تاريخ وحضارة ومرور 1235 سنة على الشروع في تشييده
احتفت قبل 6 سنوات بالمكان العلمي “الخلوة” التي يتواجد بوسط مدينة تلمسان والذي يقصده
كل جمعة العشرات من الأساتذة والعلماء، ووكل سنة ومنذ سنة 1989م مجموعة من محبي
التراث والذي كان يشرف عليهم الباحث الراحل باغلي محمد، باحث في التراث الإسلامي
بتلمسان الذي توفي قبل 4 سنوات .
للأمانة مراسل “البديل”
بحث في أرشيف مقالاته وعثر على هذه المقال التوثيقي وعليه وبمناسبة الذكرى1235م لوضع
الحجز الأساسي للمسجد الأول بعاصمة الزيانين ” أغادير” المتواجد في حي أغادير الذي حطم
عند إحدى محاولة احتلال مدينة تلمسان من الاستعمار الفرنسي سنة 1845م وحتى صومعة
هذا المسجد كادت أن تلقى نفس المصير لولا استسلام سكان تلمسان وقبول شروط دخول
المستعمر إلى ذلك الحي.
الذي أسسه إدريس الأول حفيد فاطمة بنت الرسول الذي فر رفقة إخوته الدين ينتمون إلى أهل
البيت من المشرق إلى المغرب العربي خوفا من بطش الأمويين والعباسيين عقب اندلاع معركة ” الفخ”.
ويرجع الفضل اكتشاف آثار هذا المسجد لعالمي الحفريات الجزائريين الثنائي خليفة عبد الرحمن
ودحماني محمد والتي دامت أشغالهما التنقيبية من سنة 1973/1974م.
ونشير أن صومعة مسجد أغادير التي تحمل أحد جدرانها ساعة شمسية وحتى صومعة المسجد الكبير بتلمسان، هي نسخة طبق الأصل لأختها في حي أغادير التي شيدتا في عهد يغمراسن بن زيان ما بين 637-681 هم 1239-1282م.
مسجد أغادير ثاني مسجد بالشمال الإفريقي
ويعتبر مسجد أغادير المسجد الثاني بالشمال الإفريقي ويأتي بعد مسجد القيروان بتونس.
ومن أبرز العلماء الدين زاولوا التدريس بمسجد أغادير حيث نخص بالذكر العلامة سيدي الدودي بن نصر صاحب كتاب الأموال والمفسر الأول لصحيح البخاري,والعلامة الآخر سيدي يحيى القلقسني وحسب الراحل باغلي محمد، الذي كشف أن مسجد أغادير بتلمسان، قد استعمل في بناءه قطع حجرية أخذت و استرجعت من معبد روماني وثني يسمى “أوسليفا”في الوقت التي كان يطلق على تلمسان بـ “بوماريا”، وألقى إدريس الأول بمناسبة تأسيس مسجد أغادير خطبة تاريخية سنة 790م وقال فيها “الحمد لله الذي جعل النصر لمن أطاعه، وعاقبة السوء لمن عانده، ولا إله إلاَّ اللَّه المتفرد بالوحدانية.
أدعوكم إلى كتاب اللَّهِ وسنَّة نبيِّهِ، وإلى العدل في الرَّعِيّة، والقسم بالسَّوِيَّة، اعلموا عباد الله,أنَّ مِن أوجب اللَّه على أهل طاعته، المُجاهدةَ لأهل عداوته، ومعصيته باليد واللِّسان، وفرضَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
للإشارة أنه لم يتبق من مسجد أغادير حاليا سوى بعض آثار الجدران التي كشفت عنها التنقيبات الأثرية الحديثة وكذلك المئذنة التي ينسَب بناؤها إلى يغمراسن، إذ توقف إرتياد هذا المسجد الضخم مع تَحَوُّل المدينة تدريجياً في اتجاه الشرق، وتنامي العمران في مدينة تقرارت (النواة الأولى لمدينة تلمسان الحالية) التي أسسها المرابطون على مقربة من شرق أغادير، والتي سرعان ما أصبحت ضاحية من ضواحيها.
مئذنة المسجد
مازالت مئذنة المسجد المعزول وسط الحدائق والمنازل تثير الإعجاب؛ تتخذ شكل رباعي الزوايا ويصل ارتفاعها إلى 26،60 متر، وتتكون من قاعدة مبنية بالأحجار، حتى ارتفاع ستة أمتار.
ينتصب فوق هذه القاعدة برج من الآجر تنتظم في واجهاته الأربع تقعرات خفيفة ذات طيقان ومشبّكات، ونلحظ فيه الفتحات الصغيرة المخصصة لإضاءة السلّم، وعلى المنصة التي ينادي منها المؤذن للصلاة، تمثّل الواجهات الأربع للقبة القنديلية التي تتوج مجمل البناء، زخرفة تتكون من مشبّك معيّن الشكل، وتعلو ذلك كله عقود إكليليّة، وفي النهاية، يحيط بالكل إطار زليجي أخضر.
عمر بكاي