
في مدينةٍ اختارت أن تكون موطنًا للفن، ومنبعًا للثقافة، ومسرحًا للتنوير، احتضنت ولاية مستغانم، مساء الخميس افتتاح فعاليات الطبعة الـ28 من المهرجان الوطني للمسرح المدرسي، تحت شعار: “المسرح… نبض الوفاء والبناء لجزائر الشهداء”، وذلكتحت إشراف السيد الأمين العام لولاية مستغانم، ممثّلًا عن السيد الوالي، وبحضور ثريّ للسيد نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، أعضاء اللجنة الأمنية، المندوب المحلي لوسيط الجمهورية، رئيس دائرة مستغانم بالنيابة، رئيس بلدية مستغانم، مدير الثقافة والفنون، مديرةالتربية وأعضاء المجلس الشعبي الولائي وممثلي قطاعات التربية والثقافة، وضيوف مسك الغنائم من مختلف ولايات الوطن.
وقدّم السيد الأمين العام للولاية “احمد مناصري” خلال كلمته الافتتاحية، رؤية شاملة حول أهمية المسرحالمدرسي، باعتباره وسيلة نبيلة لتربية النشأ، وتفجير الطاقات الكامنة لدى التلميذ، ومجالًا حيًّا لترسيخ روح الانتماء الوطني. وأشاد بدور هذا الفضاء التربوي الفني في تكوين أجيالٍ متشبعة بروح الثقافة والفن والالتزام، مشيرًا إلى أنّ مستغانم كانت، ولا تزال، أرضًاخصبة للمواهب، وحاضنة للمبادرات الثقافية الكبرى.
كما أكدت السيدة “حسيبة صرموم”، مديرة التربية لولاية مستغانم، في كلمتها الترحيبية، أن المسرح المدرسي يمثل جزء من مقاربة تربوية شاملة تسعى إلى بناء تلميذ متكامل الشخصية، معبّرة عن فخرها واعتزازها بتنظيم هذه الطبعة التي تعكس مدى احتضان القطاع التربوي للفن كرافدللهوية، وسند للمعرفة.
وقد احتضنت دار الثقافة “ولد عبد الرحمان كاكي” حفل الافتتاح الرسمي، وسط أجواء احتفالية، عبّرت عن صدق الانتماء لقيم الفن والإبداع، وتزيّنت سماء مستغانم بألوان العروض الفلكلورية واللوحات المسرحية الرائعة التي صدحت بها حناجر التلاميذ، مُعلنةً ميلاد أيام استثنائيةمن البهجة والموهبة.
البرنامج الكامل لسهرة الافتتاح جاء ثريًا وتضمن فقرات،حيث تم عرض شريط فيديو حول تاريخ ومكانة المهرجان الوطني للمسرح المدرسي، وارتباطه بالذاكرة الثقافية للأجيال،عروض فنية فلكلورية متنوعة، قدّمها تلاميذ المؤسسات التربوية، عكست غنى الموروث الثقافي الوطني،زيارة معرض خاص بالنشاطات الثقافية والمسرحية المدرسية، ضمّ لوحات وصور وتجسيدات تُبرز مجهودات التلاميذ والأساتذة.
توقيع اتفاقية شراكة بين مديرية التربية ومديرية الثقافة والفنون، ترسّخ أطر التعاون والتكامل بين القطاعين في ترقية المسرح المدرسي. عرض مسرحي بعنوان “الورقة”، قدّمه تلاميذ مدرسة “كاف الطير” من ولاية مستغانم، تناول بأسلوب درامي عميق أحلام التلميذ وأسئلته، ومكانةالمعرفة في بناء وعيه الوطني.
وتواصلت السهرة الفنية بأجواء مفعمة بالتفاعل، حيث تناغمت أنامل الأطفال مع ركح المسرح، وتجلّتأصواتهم في لوحاتٍ فنية نابضة بالحياة والانتماء.
مختار.م