
يعرف مركز حقن الدم لولاية وهران، التابع للمؤسسة الإستشفائية الجامعية “أول نوفمبر 1954”، حركة دؤوبة في كل ليلة من ليالي رمضان، إذ يتوافد العشرات من المواطنين للتبرع بكمية من هذه المادة الحيوية.
ويصبح هذا المكان مفعما بالحركة ابتداء من الساعة الثامنة والنصف من كل ليلة بين أطباء وممرضين والساهرين على العملية والمتبرعين الذين يتوافدون جماعة أو فراد على هذا الفضاء الذي يميزه التضامن والكرم.
وأبرز الدكتور “محمد ديدي”، الطبيب المنسق للمركز، أن زهاء 50 متبرعا يقبلون كل ليلة خلال الشهر الفضيل، مضيفا بأن مخزون الدم ينخفض خلال هذه الفترة بسبب الصيام وتغيير أوقات العمل، حيث يفتح المركز أبوابه للمتبرعين كل ليلة لتدارك هذا النقص.
كما أضاف أن المركز يقوم بتنظيم حملة متنقلة حيث تخصص شاحنة لجمع الدم في الساحات العمومية وبالقرب من المساجد, مبرزا أن حوالي 20 عملية جمع متنقلة تنظم كل سنة خلال شهر رمضان.
فيض من الكرم
يفتح مركز حقن الدم لولاية وهران أبوابه إلى غاية الثانية صباحا، ليتيح الفرصة لكل من يرغب في المساعدة والتبرع بشيء من دمه لأشخاص هم في أمس الحاجة إليه.
ورغم تعب نهار كامل من الصيام, يصل المتبرعون بابتسامة عريضة على وجوههم وعزم فذ في قلوبهم، مجسدين ذلك الحافز التضامني الذي يدفعهم للتضحية بالراحة والسمر في سهرات رمضان، في سبيل المساعدة لإنقاذ من هم في حاجة إلى هذه المادة الحيوية.
ويهيمن على غرفة الانتظار جو هادئ يتخلله محادثات خفيفة وابتسامات متبادلة بين المتبرعين من حين لأخر كما تتجلى روح التضامن في أروع أشكالها في هذا الجو الخاص، حيث يهب الشباب و الكهول للتبرعم بدمهم.
وقال السيد “حميد”، وهو متبرع منتظم في الأربعين من العمر، أنه يتبرع بالدم من أجل “إنقاذ الأرواح”، فهي طريقته للتضامن والمشاركة في هذا الشهر المبارك.
وذكر الدكتور “ديدي” من جهته، أن أغلب المتبرعين في هذه الفترة من السنة تتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 سنة.
وفي غرفة الانتظار، أبرز رجل ستيني جاء للتبرع أنه “من المهم أن ننقل هذه الروح التضامنية إلى الأجيال الصاعدة”، مشيرا بصوت هادئ إلى أنه جاء للتبرع بكمية من دمه من أجل قريب له مريض في المستشفى. وحسب الدكتور “ديدي” فان هناك نوعان من المتبرعين: أولئك الذين يتبرعون لأقارب لهم سيخضعون إلى عمليات جراحية أو آخرين في حاجة إلى الدم، إلى جانب المتطوعين.
وأج