الثـقــافــة

مركز اللباس التقليدي الجزائري بتلمسان فضاء لتثمين الزي التقليدي

الألعاب المتوسطية وهران 2022

يعد المركز التفسيري ذو الطابع المتحفي للباس التقليدي الجزائري لتلمسان، من بين المواقع المدرجة ضمن المسار السياحي المقترح للوفود الأجنبية المشاركة في الطبعة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تنظم بوهران بدءا من 25 جوان الجاري.

ويعتبر هذا الفضاء الموجه لتثمين الألبسة التقليدية لمختلف مناطق الوطن، أول مركز تفسيري على المستوى الوطني والعربي والإفريقي لأنه يجمع بين نوعين من التراث المادي والذي يتمثل في اللباس التقليدي الجزائري واللامادي الخاص بالأعياد والعادات والتقاليد والممارسات الشعبية.

ويعمل المركز، الكائن مقره بقلعة المشور العتيقة بوسط مدينة تلمسان، على إبراز قيمة الألبسة التقليدية للوطن وعرضها ودراستها، إلى جانب إحياء الممارسات الشعبية من عادات وتقاليد وتجسيدها من خلال الأنشطة الثقافية واللقاءات والمعارض لتسليط الضوء على هذا الموروث الثقافي وتثمينه.

وكان أول اقتراح لإنشاء متحف للألبسة التقليدية سنة 2010،إلى أن تم تسجيل “الشدة التلمسانية” ضمن قائمة التراث العالمي اللامادي سنة 2012 من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، بالإضافة أيضا إلى تصنيف العادات والممارسات الاحتفالية المرتبطة بمراسيم الزفاف في منطقة تلمسان، وعليه تم إصدار مرسوم تنفيذي لإنشاء المركز في ذات السنة وافتتح رسميا في 25 فبراير 2014.

وترتكز مهام هذا المرفق الثقافي، على عرض وتفسير الألبسة التقليدية الجزائرية والحفاظ على الموروث الثقافي المادي واللامادي وإعادة بعث التراث كالممارسات الشعبية من خلال أنشطة ثقافية وغرس الوعي الثقافي والتراث لدى الأجيال، وفق ذات المصدر.

ويضم المركز عدة أجنحة، أهمها القاعة المقببة التي تفوق مساحتها 500 متر مربع وتضم معرضا دائما لمختلف أنواع الألبسة التقليدية للوطن والقصر الملكي المقدر مساحته ب 1640 متر مربع والذي تم ترميمه وإعادة هيكلته خلال تظاهرة “تلمسان 2011 عاصمة الثقافة الإسلامية” على أنقاض حفريات سنة 2010، إلى جانب الفناء ومسرح الهواء الطلق وغيرها من الفضاءات الأخرى.

معرض الألبسة التقليدية..صورة للأصالة الجزائرية

ويضم المعرض الذي يشمله المركز عدة أصناف من الألبسة التقليدية الخاصة بكل منطقة من الوطن، على غرار المسوية منها مثل “الكراكو” العاصمي و البليدي والتلمساني و”القفطان” العنابي و التلمساني و” اللباس” البوسعادي و السطايفي والقسنطيني و” البلوزة الوهرانية “و “بلوزة المنسوج” و “الجبة القبائلية” و”الملاحف” كالملحفة الغرداوية والشاوية و التلمسانية و الورقلية المسماة ب “الحولي”.

كما يضم، بعض الأزياء التقليدية الخاصة بالرجال ك “الدراعة” الخاصة بالجنوب و “العباية” و “البرنوس” و “العمامة” و “سروال التسديفة” و “الصدرية ” و”الطربوش”.

وتتعدد نشاطات المركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري بتلمسان من نشاطات دائمة وأخرى موسمية كإحياء مناسبات الناير وشهر التراث وشهر رمضان والمولد النبوي الشريف وذكرتي تسجيل الشدة وطبق الكسكس ضمن قائمة التراث العالمي، إلى جانب إحياء عدة أعياد ومناسبات وطنية كعيد المرأة والفنان والطفولة وغيرها.

كما يقوم إطارات هذا المركز بإجراء العديد من البحوث الخاصة بتثمين التراث بنوعيه، ما سمح لهم بإصدار بعض العناوين الخاصة بالأكلة الشعبية الكسكس وطقوس العرس التلمساني واللباس التقليدي التلمساني “الشدة” التي تتكون بدورها من عدة قطع وهي “بلوزة المنسوج” و “القفطان” و”الفوطة” و “الحزام” و “الأكمام” و “الشاشية” و “المنديل” و”التحويقة”، إلى جانب الحلي المرصعة بالأحجار الكريمة تسمى “زرارف” و ” الجباين” و “الخرصات” و” الجوهر” و” اللويزات الذهبية” وأنواع أخرى من المجوهرات.

ويبقى هذا الفضاء، من بين المؤسسات الثقافية البارزة التي تسعى إلى ترسيخ قيم الأصالة لدى الجيل الصاعد وتثمين التراث والمحافظة عليه.

للإشارة، سيكون المركز محل زيارة وفود مشاركة في الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستقام بوهران ما بين 25 جوان و6 جويلية، حيث ستتاح لها الاطلاع على الموروث الثقافي للباس التقليدي الجزائري، فضلا عن زيارة القصر الملكي وبعض المرافق و المعالم الأثرية المحاذية للمركز.

كما ستشمل زيارة ضيوف الجزائر أيضا، بعض المعالم الأثرية بولاية تلمسان وكذا الأسواق التي جهزت خصيصا لتسويق المنتجات الحرفية التقليدية تزامنا مع هذه التظاهرة الرياضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى