تكنولوجيا

مدرسة رقمية في الصين تُدرّب الروبوتات بنماذج ثلاثية الأبعاد

في مشهد يبدو مأخوذًا من أفلام الخيال العلمي، يقف روبوت بشري يُدعى “شياوتاو” داخل مطبخ افتراضي يفتح الثلاجة و يُخرج علبة الحبوب وكرتونة الحليب ثم يُحضّر وجبة الفطور،  لكن هذا المشهد ليس حقيقياً  بل جزء من برنامج تدريبي متطور داخل “مدرسة رقمية” حديثة مخصصة لتعليم الروبوتات تقع في مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين.

هذه المدرسة الذكية تعمل عبر منصة افتراضية تُدعى SpatialVerse، طوّرتها شركة التكنولوجيا الصينية Manycore Tech في مدينة هانغتشو،  وتُوفر هذه المنصة بيئة محاكاة واقعية تسمح بتدريب الروبوتات على أداء المهام باستخدام أكثر من 362 مليون نموذج ثلاثي الأبعاد ،تمثل تفاصيل دقيقة من الحياة اليومية  من المطابخ والمستودعات إلى المطارات والمكاتب.

ووفقًا لتانغ روي كبير العلماء في الشركة فإن “الأفعال البسيطة بالنسبة للبشر، مثل فتح خزانة أو حمل غرض معين تمثل تحديًا معقدًا للروبوتات لأنها تتطلب دقة في الحركة وفهمًا عميقًا للحيّز المكاني.”

في الماضي كان تدريب الروبوتات يعتمد على بيئات مادية حقيقية وأجهزة استشعار متقدمة  مما كان يستغرق وقتًا طويلاً ويحتاج إلى استثمارات مالية ضخمة ، أما الآن وبفضل البيانات التركيبية التي توفرها منصة “SpatialVerse”، يمكن إنشاء ملايين المواقف التدريبية يوميًا  ما يُسرّع من تطور قدرات الروبوتات ويجعل العملية أقل تكلفة وأكثر كفاءة.

وكنتيجة لهذا التطور  أصبح الروبوت “شياوتاو” أكثر مهارة وفعالية، ويُستخدم اليوم في مهام حقيقية مثل جمع عربات الأمتعة في المطارات، وفرز الأدوية في الصيدليات الآلية  والمساعدة في ترتيب المنتجات على رفوف المخازن.

ولم تتوقف أهداف المدرسة عند تدريب الروبوتات على تنفيذ المهام ، بل تسعى أيضًا لتطوير مهارات التفكير والتحليل ، إذ يشير الخبراء إلى أن الخطوة المقبلة في عالم الروبوتات هي تعليمها فهم أسباب السلوك البشري والتصرف بناءً عليه بشكل منطقي واستقلالي.

وتأتي هذه المبادرة كجزء من استراتيجية أوسع تقودها مقاطعة تشجيانغ، التي كانت من أوائل المناطق التي تبنّت مشروع “الروبوتات المتقدمة”. وتُشير التقديرات إلى أن حجم سوق الروبوتات في المقاطعة قد يتجاوز 20 مليار يوان صيني نحو 2.78 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، بدعم من عشرات الشركات والمؤسسات المتخصصة.

بهذه الخطوة تُعزز الصين موقعها كرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية، وتفتح الطريق أمام جيل جديد من الروبوتات الذكية القادرة على الاندماج في الحياة اليومية بشكل أكثر طبيعية وفعالية.

إعداد : ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى