دق المشاركون والمهتمون من خبراء وجامعيون وجمعيات ناشطة محليا في حماية التنوع البيولوجي ناقوس الخطر حول التردي الذي يشهده الوسط البيئي بالولاية والساحل عموما، من خلال العبث بهذا الجانب وتضرره، مطالبين بضرورة تفعيل الردع كأسلوب لمواجهة السلوكيات المشينة والتطرف المسيء في حق البيئة وتبني استراتيجية تقوم على التنفيذ الصارم للتشريعات الصادرة نظرا للوضعية التي آلت إليها البيئة على كافة الأصعدة .
كما شدد المهتمون بالجانب البيئي أن المسألة لا تتعلق بقضية شخص وإنما إشراك المجتمع في ترقية الحس المدني وإبراز القيم الحضرية التي تعد أساسا للتغلب على عوائق التوازن البيولوجي عموما، كما جدد المختصون خلال الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي المنظم صباح أمس بدار البيئة بوهران على تكثيف الجهود من أجل التحسيس والتوعية وتنظيم قوافل تحسيسية عشية حلول موسم الاصطياف.
حيث أشار المختص في الشأن البيئي الأستاذ “حجال محمد” أن تدهور المحيط الغابي يتطلب الاهتمام بالجانب البيئي والمساحات الخضراء، وذلك من خلال وضع نسق عمراني يتناغم والتهيئة العمرانية وإعطاء البيئة حقها وكذا الغابات الحضرية مع وضع دراسات وإدماج رؤية مستقبلية تخص الشق البيئي.
وأضاف المتحدث، أن عمليات تنظيف الغابات لابد أن تكون دورية وبشكل فعال ورأب الصدع في الفراغات التي تزيد من تدهور الغابات، من خلال تفعيل القوانين التي تصب في فضاء التنوع البيولوجي.
حيث كشف عن الوضع المزري لغابة مرجاجو التي تم خلال عملية التنظيف الأخيرة من جمع 70 قنطارا من قارورات الزجاج المرمية في الفضاء الغابي، والتي تعد عاملا رئيسيا في نشوب الحريق، ضف إلى ذلك جمع 4 شاحنات من العجلات المطاطية المتناثرة بمحيط الغابات والتي تشكل خطرا يتسبب في حرائق الغابات.
من جهته، أشار رئيس المنظمة الوطنية للمتقاعدين الجزائريين الأجراء وغير الأجراء و ممثل جمعية “اليد الخضراء للدفاع عن البيئة” زهواني محمد “أن الأكياس السوداء باتت هي الأخرى ظاهرة تعيق التنوع البيولوجي البحري والنباتي وغيرها، مطالبا من الجهات الوصية تفعيل المشاريع الغابية والبيئية على حساب أخرى، لاسيما وأن تحويل العديد من الفضاءات الغابية لمشاريع عمرانية و شخصية لا تنسجم مع تطلعات القائمين على الشأن البيئي.
وفي سياق ذي صلة، كشفت “سحنون فضيلة” مهندسة بمديرية البيئة ومشرفة على اليوم الدراسي الجهوي حول التنوع البيولوجي المنظم من طرف المحافظة الوطنية للساحل محطة وهران، أن التنوع البيولوجي بات حقيقة الحفاظ عليها مشيدة بالرصيد الهام للطيور البحرية والنباتات الطبية وغيرها من الأنواع الناذرة التي لا تتواجد إلا بجزر الحبيباس، التي تلقب برئة المتوسط للتنوع البيئي بها وتواجد أصناف نباتية وحيوانية وقبلة سياحية بامتياز .
للعلم أن جزر حبيباس تم بشأنها إعداد مشروع مخطط لتسيير المحمية الطبيعية البحرية، حيث تدخل ضمن برنامج حماية البيئة والتنوع البيولوجي في الساحل الجزائري، الذي سطرته نفس الوزارة، بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي التقني. التأكيد على مدى أهمية المجالات المحمية، ودورها في التنمية المستدامة، بإشراك القطاعات الفاعلة، قصد استغلال أمثل للموارد والنشاطات الاجتماعية والاقتصادية، مع ضمان سبل الحماية والتأهيل.
منصور.ج