
في إطار المساعي الرامية إلى ترسيخ ثقافة المقاولاتية، وتعزيز روح الابتكار داخل الوسط الجامعي، تبرز مبادرة “مخبر التصنيع” التابع لحاضنة الأعمال بجامعة “جيلالي ليابس” كمشروع استراتيجي واعد، يهدف إلى احتضان المشاريع الطلابية وتحويل الأفكار الريادية إلى نماذج صناعية قابلة للتجسيد في السوق الوطنية.
ويأتي هذا المشروع تحت إشراف الدكتور “أحمد علامي”، المسؤول عن حاضنة الجامعة، وبدعم مباشر من رئيس الجامعة، البروفيسور “بوزياني مراحي”، الذي لا يدخر جهدًا في توفير كافة الإمكانيات اللازمة لإنجاح المبادرات الطلابية وتحفيز روح الريادة في أوساط الطلبة.
يترأس “مخبر التصنيع” الدكتور “نهاري العربي”، الذي يقود فريقًا من الأكاديميين والمهنيين المتخصصين، بهدف تحقيق نقلة نوعية في العلاقة بين الجامعة ومحيطها الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تقديم الدعم التقني واللوجستي للمشاريع الناشئة.
ويقع مقر المخبر داخل المركز الجامعي لتطوير المقاولاتية، التابع لجامعة “جيلالي ليابس”، ما يمنحه موقعًا استراتيجيًا يعزز من فرص تلاقي الأفكار والمواهب مع بيئة الابتكار والدعم المؤسسي، بما يسهم في إعداد جيل طلابي قادر على صناعة التغيير والإسهام الفعّال في الاقتصاد الوطني.
مخبر التصنيع وتجسيد القرار 008 المتمم للقرار 1275
في إطار تفعيل القرار الوزاري رقم 008 المتمم للقرار 1275، الذي يشجع على إدماج الطلبة ضمن المؤسسات الاقتصادية وتطوير مشاريعهم داخل الحرم الجامعي، فتح مخبر التصنيع أبوابه لاستقبال حاملي المشاريع من مختلف الأطوار الأكاديمية، حيث يوفر فضاءً علميًا وتقنيًا متكاملاً يجمع بين التكوين، التوجيه، والتصنيع الأولي للنماذج.
ويستفيد من خدمات هذا المخبر بحوالي 134 طالبا من طور ليسانس و92 طالبا من طور الماستر و12 طالب دكتوراه، ينتمون إلى تخصصات متعددة، مما يعكس التنوع العلمي والابتكاري للمشاريع المحتضنة.
مخبر مفتوح على مدار الأسبوع
من مميزات مخبر التصنيع في جامعة “جيلالي ليابس” هو مرونة التوقيت، حيث يفتح أبوابه طوال أيام الأسبوع من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية العاشرة ليلا، ما يتيح للطلبة فرصة العمل على مشاريعهم في ظروف مناسبة دون ضغط زمني، ويساعدهم على التوفيق بين الدراسة والتطوير العملي لمبادراتهم.
مخبر التصنيع، بيئة علمية متقدمة لدعم الابتكار وتطوير النماذج الأولية
ضم “مخبر التصنيع” تجهيزات تقنية متطورة، تتيح للطلبة إمكانية إنجاز نماذج أولية لمشاريعهم، بالإضافة إلى محاكاة واقعية لعمليات التصنيع، وذلك في بيئة علمية تحت إشراف نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين. ويواكب الفريق الأكاديمي الطلاب في مختلف مراحل تطوير مشاريعهم، بدءً من إعداد دراسة الجدوى، مرورًا بمرحلة التصميم والنمذجة، وصولًا إلى الاختبار المخبري والتقني.
وقد بلغ عدد المشاريع التي تم تطوير نموذجها الأولي داخل المخبر نحو 51 مشروعًا مبتكرًا، من أبرزها: مشروع Biofiltre الخاص بتصفية المياه، وآلة لتصنيع فلاتر السيارات، إضافة إلى جهاز ذكي مزود بكاميرات رقمية لتسيير المستودعات ومرائب السيارات، يعمل بنظام مراقبة حديث دون الحاجة إلى حواجز مادية ومشروع تطوير طائرة بدون طيار (Drone).
نحو تحفيز المقاولاتية الجامعية وتحقيق التنمية المحلية
يمثل مخبر التصنيع حلقة وصل فعالة بين الجامعة والمحيط الاقتصادي المحلي، من خلال دعم الطلبة لإنشاء مؤسساتهم الناشئة (Startups)، والمساهمة في خلق مناصب شغل جديدة، وكذا تقديم حلول مبتكرة لاحتياجات السوق.
الجامعة كمحرّك للنمو الاقتصادي
في ظل التغيرات العميقة التي يعرفها الاقتصاد الوطني والدولي، يصبح من الضروري دعم مثل هذه المبادرات الجامعية الرائدة، ويأتي “مخبر التصنيع” ليجسد هذا التوجه، باعتباره نموذجًا فعّالًا لتكامل المعرفة الأكاديمية مع الممارسة الاقتصادية، ويبرهن على أن الجامعة الجزائرية قادرة على أن تكون محركًا للتنمية والابتكار.
فتحي مبسوط