تكنولوجيا

مجال االروبوتات والحوسبة وعلم الأعصاب الإدراكي

الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالمشاعر والحقوق

يبدو أنه عليك الاستعداد لسماع المزيد من الأخبار المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فسواء كنت ممن يغالون في النظرات اليوتوبية الخيالية، أو التشاؤمية، أو لا، فإن القرن الحالي، القرن الحادي والعشرين، سيجري تحديده وتشكيل ملامحه، ليس فقط من خلال التقدم في ، ولكن الأهم هو كيفية إدارتنا لهذه التكنولوجيا المتقدمة.

إن السؤال الأساسي هو ما إذا كان الجنس البشري سيعيش لرؤية محاور القرن الـ 22 محددة على هذه الأسس السابقة أم لا، هل سيكون القرن القادم عبارة عن تحكم كامل لهذه التكنولوجيا في حياتنا؟ وفي حين أن التنبؤ بقرب وجود مستقبل مرتكز حول الذكاء الاصطناعي، ما يزال موضوعَ نقاش مكثف، إلا أننا سنحتاج -في لحظة ما- إلى التصالح مع هذه الفكرة، ومع هذه التكنولوجيا. في الوقت الراهن، هناك العديد من الأسئلة أكثر من الأجوبة المتاحة.

الشخصية الإلكترونية

ومع ذلك فإنه من الواضح أن البرلمان الأوروبي شق طريقه نحو اتخاذ فكرة المستقبل المرتكز على الذكاء الاصطناعي على محمل الجد، ففي شهر فبراير 2017، صوتت لجنة الشؤون القانونية في البرلمان للبدء في صياغة مجموعة من الأنظمة التي تحكم تطور واستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وكانت نتيجة التصويت 17 موافقة، مقابل صوتين رافضين. وكان مدرجًا في مسودة هذا الاقتراح توجيه أولي يخص ما يمكن أن نطلق عليه (الشخصية الإلكترونية)، التي من شأنها أن تكفل الحقوق والالتزامات المقابلة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا، ويبدو أن هذه هي بداية فقط، ولا شيء أكثر من ذلك. إذا ما وجدت نفسك داخل نقاش يدور حول قضية الشخصية (الإلكترونية) أو (الروبوتية)، فربما أنت تفهم مقدار الغموض المتعلق بمثل هذه القضايا، وكيف تكون ردود الفعل نحوها، وإذا لم تكن قد دخلت في مثل هذه النقاشات من قبل، فالآن هو الوقت المناسب للبدء في الاهتمام بها. فكرة وجود شخصية للروبوت تشبه مفهوم الشخصية للشركات، وهي التي تسمح للشركات بالمشاركة في القضايا القانونية سواء كمدعٍ أو مدعى عليه على حدٍّ سواء، وهو ما يجعلك تقاضي شركة ما أو تقاضيك هي، وحدد التقرير المتعلق بهذا الاقتراح البرلماني عددًا من مجالات الرقابة المحتملة، مثل تشكيل هيئة أوروبية للذكاء الاصطناعي والروبوتات، ووضع تعريف قانوني لـ (الروبوتات المستقلة الذكية)، وهو نظام لتسجيل تلك الأنظمة الذكية الأكثر تقدمًا، ونظام التأمين الإلزامي للشركات لتغطية الضرر والأذى الناجم عن الروبوتات. ويتناول التقرير أيضًا إمكانية أن كلًّا من الذكاء الاصطناعي والروبوتات سوف يسبب خسائر هائلة في الوظائف، وتدعو إلى تقييم جدي لجدوى الدخل العالمي الأساسي كاستراتيجية للحد من الآثار الاقتصادية الناجمة عن التحويل الأوتوماتيكي الشامل للقطاعات الاقتصادية بأكملها.

الروبوتات والتحديات

هذه التحديات تبدو مرعبة إلى أقصى حد، وهو ما جعل المشرعين والسياسيين والمحاكم يبدؤون في (كشط) السطح فقط لمثل هذه النوعية القادمة من المشاكل، والفرص التي يمكن أن يسببها الذكاء الاصطناعي، والروبوتات. نعم، نعرف أن السيارات بدون سائق هي إشكالية، لكنها تمثل مشكلة في العالم حيث توجد فيه السيارات التقليدية. إذا ما أبعدت هذه السيارات التقليدية عن الطريق، وعن المدينة والدولة والأمة، أو عن قارة بأكملها ليكون السكان مالكين لسياراتهم بدون سائق فقط، فإن الأمر سيكون معتادًا بشكل أساسي دون أي مشاكل. نحن لسنا هنا في مجال لانتقاد مدى جدوى أنظمة الذكاء الاصطناعي العامة، أو حتى صندوق باندورا هذا الذي يعد جهاز محاكاة للدماغ كلها، إذ يتم إجراء نسخة برمجيات اصطناعية قائمة على العقل البشري الذي يعمل ويتصرف بصورة مطابقة لتلك التصرفات البيولوجية الخاصة بالبشر. لذلك دعونا نفرض فقط مدى الجدوى الفنية لها، ونتخيل عالمًا حيث تتواجد روبوتات واعية معدة حسب الطلب، وروبوتات أخرى تمثل نسخًا من أنفسنا كبشر متشربة بنسخ رقمية كاملة ومثالية من أدمغتنا تدور، وتعمل حولنا، ويمكنها أن تشاهد برامج نتفليكس، وتشعر بالبرد.

انشغالات جوهرية

السؤال هنا:”هل يجب أن تتاح لكل نسخة التصويت بشكل مستقل، أو أنها ستمثل كسرًا أو جزءًا من الصوت الانتخابي للفرد طبقًا لعدد النسخ الموجودة منه؟، إذا كان الروبوت هو ملكية لشخص ما، فهل ينبغي أن يكون لها أي مطالبة أخلاقية بالتصويت تعبيرًا عن نفسها، وليس عما يريده المالك؟، هل ستكون هناك حقوق قابلة للتحويل إلى نسخ احتياطية في حالة وفاة الأصل البيولوجي؟، ماذا يحدث عندما تصبح النسخ رخيصة جدًّا، وسريعة، وفعالة لدرجة أن قواعد الناخبين كاملة يمكن أن تنشأ في نزوة من المرشحين السياسيين الأثرياء، ولكل منها المطالبة الأخلاقية الخاصة بهم للتصويت الديمقراطي؟، ما هو شعورك حول قاعدة ناخبين تتألف من مليون نسخة روبوتية من شخص يدعى جاك سميث؟،  حاول أن تتذكر كل ذلك النقاش في الولايات المتحدة حول التزوير. تخيل هذا التزوير بعدما حصل بالفعل على جرعة منشطات قوية. أي نوع من المصالح الديمقراطية من شأنه أن يعطي للأشخاص غير البيولوجيين التي تتميز بأنها ليست عرضة للشيخوخة أو العجز أو الموت؟”..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى