في عالم تتسارع فيه التقنيات وتتبدل فيه أساليب التواصل يوما بعد يوم، أطلقت شركة “Goubba” أول بطاقة اتصال إلكترونية جزائرية تحمل اسم “GoSIM”، وقد جاء هذا الابتكار ثمرة أشهر من العمل والتجارب والتراجعات المدروسة التي أثمرت منتجا متكاملا يواكب التحول الرقمي ويستجيب لتطلعات المستخدمين الجزائريين في الداخل والخارج.
تأتي GoSIM كحل عملي وذكي لتجاوز العراقيل التي لطالما صاحبت اقتناء الشرائح التقليدية، فهي شريحة مدمجة داخل الهاتف يتم تفعيلها رقميًا دون الحاجة إلى قطع فعلية أو إجراءات معقدة، ويمكن استخدامها في أكثر من 170 دولة عبر العالم، بما في ذلك فرنسا وإسبانيا وتركيا وتونس، مما يمنح المستخدم حرية التنقل والبقاء متصلًا دون عناء أو انتظار.
ما هي بطاقة ESIM ولماذا هي مختلفة؟
بطاقة ESIM أو “الشريحة الإلكترونية” هي شريحة رقمية مدمجة داخل الهاتف المحمول، تعمل بنفس مبدأ شريحة الاتصال التقليدية لكنها تختلف عنها من حيث الشكل وطريقة الاستخدام، فهي غير مرئية للمستخدم ولا يمكن فقدانها أو سرقتها كما يحدث مع الشرائح القابلة للإزالة، وتُفعّل في بضع دقائق فقط من خلال تطبيق إلكتروني خاص.
بعكس الشريحة التقليدية التي تكون مرتبطة بشركة اتصالات واحدة، فإن الشريحة الإلكترونية تمنح حرية أكبر للمستخدم، إذ يمكنه التنقل بين باقات متعددة وتغيير الشبكة حسب الحاجة، دون أن يضطر إلى تغيير الشريحة فعليًا أو زيارة نقطة بيع، مما يسهل الحياة بشكل كبير خاصة للمسافرين أو المقيمين المؤقتين في الخارج.
وقد أكد مطورو GoSIM أن المنتج لا يحتاج إلى شريحة فعلية ولا إلى فني لتركيبها، وإنما يكفي أن يمتلك المستخدم هاتفًا حديثًا يدعم تقنية eSIM، ومن خلال تطبيق “Goubba”، يمكنه شراء الباقة المناسبة له وتفعيلها على الفور، سواء كان في مطار أو في مقهى أو في فندق بأي مكان في العالم.
مزايا GoSIM ولماذا هي مناسبة للجزائريين؟
من أبرز مميزات GoSIM أنها أول بطاقة إلكترونية جزائرية بالكامل، صممت بعقلية محلية لكنها تستهدف السوق العالمية، ويمكن تفعيلها ودفع ثمنها بالدينار الجزائري حتى من خارج الجزائر، وهو أمر نادر في الخدمات الرقمية الموجهة للجالية.
سواء كنت طالبا في الخارج أو مسافرا للعمل أو حتى سائحا عائدا إلى الوطن، لم تعد بحاجة للبحث عن شريحة جديدة عند كل رحلة، لأنك ببساطة تحتفظ بشريحتك الإلكترونية على هاتفك وتعيد تفعيلها متى شئت، ويمكنك أيضا الاحتفاظ برقمك الأساسي وتشغيل GoSIM كبطاقة بيانات فقط دون أن تتأثر اتصالاتك الشخصية.
إضافة إلى ذلك، توفر GoSIM تغطية في أكثر من 170 بلدا، مع خطط بيانات مرنة تبدأ من 1 غيغابايت وتصل إلى سعات أعلى، ويمكن اختيار مدة الصلاحية حسب الحاجة سواء أسبوع أو شهر، كما يمكن تعبئة الباقة بسهولة في حال انتهى الرصيد دون المرور بأي إجراء معقد.
الميزة الأكبر في نظر كثير من المستخدمين هي التخلص من رسوم التجوال المفاجئة، إذ إن باقات GoSIM محددة السعر مسبقًا وتمنحك ما تدفع مقابله دون أي زيادات غير متوقعة، وهي نقطة لطالما أرهقت المسافرين الجزائريين الذين يفاجَؤون بفواتير ضخمة عند عودتهم من السفر.
من يستفيد من GoSIM وكيف يغير قواعد اللعبة؟
تستهدف GoSIM جمهورا واسعا من المستخدمين، فهي مفيدة للمسافرين من أجل الترفيه أو العمل، كما أنها مثالية للطلبة الذين يدرسون بالخارج ويرغبون في البقاء على اتصال مع عائلاتهم دون الحاجة لتغيير أرقامهم أو اللجوء إلى وسائل اتصال مكلفة، كذلك يستفيد منها الرحالة الرقميون الذين يعملون عن بعد ويتنقلون بين الدول بشكل دائم.
في هذا السياق، تعد GoSIM خيارا عمليا لمن يستخدم الإنترنت بمرونة، إذ يمكن الاعتماد عليها في المنزل عند ضعف تغطية الشبكة التقليدية، أو استخدامها كبطاقة ثانوية للبيانات فقط، كما يمكن تخزين عدة بطاقات إلكترونية على الهاتف والتنقل بينها عند الحاجة دون تعقيد أو تأخير.
من خلال GoSIM، لم يعد المستخدم مضطرًا للوقوف في الطوابير أو البحث عن شرائح في المطارات، كل ما عليه هو تحميل التطبيق، اختيار البلد، شراء الباقة، ثم التفعيل خلال دقائق، وهذه البساطة في التجربة جعلت المنتج يلقى ترحيبًا واسعًا بين فئات متعددة.
وقد عبّر المدير التنفيذي لشركة “Goubba” عن فخره بهذا الإنجاز، مؤكدا أن العودة الحقيقية للشركة تبدأ من هذا المنتج، الذي لا يمثل فقط خدمة رقمية بل حجرا جديدا في بناء منظومة اتصالية متكاملة تحمل هوية جزائرية وتطمح إلى العالمية، مشيرا إلى أن أي تقليد أو محاولة مماثلة من الشركات الأخرى سيكون بمثابة مجاملة ودليل على التأثير.
وفي الختام، دعا الفريق القائم على GoSIM جميع المستخدمين إلى تجربة الخدمة ومشاركة آرائهم، مع وعود بأن القادم سيكون على قدر الثقة التي وُضعت فيهم، وأن الشركة تسير بخطى ثابتة نحو إحداث تحول رقمي حقيقي في قطاع الاتصالات الجزائري.
