
استنكر السيد “توفيق العيد كودري”، المندوب الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة، في كلمته خلال اجتماع لمجلس الأمن حول “الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية”، الأربعاء الماضي، صمت المجتمع الدولي إزاء انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، مطالبا باستخدام الأدوات التي يخولها ميثاق الأمم المتحدة لوقف هذه الجرائم البشعة.
وفي السياق ذاته، استطرد الدبلوماسي الجزائري قائلا، بأن صمت المجتمع الدولي يضاهي في وصفه بـ”لغة الجريمة”، وأنه مهما اختفى وراء الدبلوماسية، فإن التاريخ سيظل يصنفه كشاهد على الجريمة وخيانة وليس كحياد، مطالبا بعدما لاكتفاء بالإدانة والتأسف، بل “الواجب الآن هو العمل واستخدام الأدوات التي يخولها ميثاق الأمم المتحدة لوقف هذه الجرائم التي لم تعد تخفى على أحد”.
وخلال تطرقه للوضع المأسوي في قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني، قال الدبلوماسي الجزائري، أنه “لا واقع في القطاع سوى الموت حيث تفننت قوات الاحتلال في إذاقة الفلسطينيين شتى انواع القتل، يراودها في ذلك وهم تغذيه الغطرسة وجنون القوة بإخلاء فلسطين من أهلها”، واستطرد قائلا:” لكن لمن يريد إعادة كتابة التاريخ، نقول إن زوال الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من حقهم الطبيعي والقانوني غير قابل للتصرف في أرضهم، حتمية تاريخية وأن من يحاول إيقاف عجلة التاريخ، سيلاقي مصير من سبقه”.
وأكد السيد “توفيق العيد كودري”، حول ما يدور داخل مجلس الأمن، بأنه يشهد تراكما للجلسات وتناسلا للبيانات، لكنها في المقابل “لا تردع المحتل ولا توقف المذبحة”، وأن هذه الاجتماعات الماراطونية لا زالت تعكس قلق المجموعة الدولية حيال ما يحصل، وتعري في الوقت ذاته عجزها عن اتخاذ القرارات الضرورية، وعن فرض احترام رغبتها عندما يتعلق الأمر بالمحتل “الصهيوني”. وتعجب أيضا عند سماع من يدافع عن القتلة بمجلس الأمن، حيث أنه وبالنسبة للبعض فإن “قتل الأطفال هو مجرد (أضرار جانبية) ربما لأنهم فلسطينيون يمكن قتلهم”.
وحول ما قدمته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) من أرقام، بخصوص المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني، أكد السيد “توفيق العيد كودري”، بالمختصر المفيد، أنه “يقتل يوميا منذ 7 أكتوبر 2023 ما يعادل صفا دراسيا كاملا من الأطفال، حيث يراوح عدد طلاب الصف (القسم) بين 35 و45″، مستغربا استهداف المستشفيات وتبرير ذلك بكونها “مراكز قيادة وسيطرة”.
في حين، ترى منظمة الصحة العالمية وغيرها من الفاعلين غير ذلك، ومشيرا إلى ما أكدته عدة منظمات من أن الجيش الصهيوني “تعمد الاعتداء على المستشفيات والمرافق الطبية، ما أدى إلى انهيار كامل للنظام الصحي في غزة، تجلى في تدمير متعمد للبنية التحتية ونقص حاد في المعدات الطبية والأدوات الأساسية”.
أما في شق توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، قال السيد “توفيق العيد كودري”، أنّ “البعض حاولوا أن يقنعوا أنفسهم وأن يقنعونا أن نظام توزيعها الحالي يتماشى مع المبادئ الإنسانية، وأنه الحل المثالي لهواجس المحتل الأمنية، لكن نقاط التوزيع تحولت إلى مصائد موت والمساعدات تعسكر لتكون أداة تهجير لا إنقاذ”.
مضيفا في ختام كلمته، بأن هول الفظائع المرتكبة من ذرف المحتل الصهيوني، “يحتم على كل واحد منا مساءلة الإنسانية في داخله، كما يجب التحقيق والمحاسبة، وقبل كل ذلك وقف إطلاق النار وإغاثة الفلسطينيين أمام هذه المجازر المتكررة التي تعددت تسميتها ما بين التطهير العرقي والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، إلا أن النتيجة تبقى واحدة أجساد تموت من العطش قبل أن تموت بالقذائف والرصاص وأطفال يولدون بلا طفولة ويموتون بلا قبور”.
أحمد الشامي