الحدث

لضمان صيف آمن في 2025، “جمال طواهرية”:

"ضرورة تفعيل مبكر لمخطط مكافحة حرائق الغابات"

أعلن المدير العام للغابات، السيد “جمال طواهرية“، لدى استضافته، هذا الأحد في برنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى، أن المديرية العامة للغابات شرعت، وللسنة الثانية على التوالي، في تنفيذ المخطط الوطني لمكافحة حرائق الغابات، ابتداء من الـ1 ماي الجاري، وذلك بهدف ضمان صيف هادئ وآمن من حرائق الغابات، لاسيما في المناطق المعروفة بارتفاع معدلات اشتعال الحرائق.

وصرح في السياق ذاته، أن إطلاق المخطط بشكل مبكر ساهم في تسجيل نتائج إيجابية للغاية مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن المساحة المتضررة من الحرائق خلال شهر ماي الجاري لم تتجاوز هكتارين، مقابل 25 هكتارا خلال نفس الفترة من سنة 2024. واستطرد قائلا: “المناطق الغابية التي تضررت خلال السنة الماضية، والتي قُدرت بـ 3 آلاف هكتار، استعادت غطائها النباتي الطبيعي وعادت إلى حالتها الأصلية، مؤكدا أن التحقيقات أظهرت أن غالبية الحرائق المسجلة نشبت في أراضٍ تابعة للخواص قبل أن تمتد إلى الغابات”.

الاستناد إلى التجارب الميدانية السابقة

وبشأن الاستراتيجية الحالية التي تتضمن مخطط الوقاية والتدخل، أكد السيد “جمال طواهرية”، أنها تركز بشكل أساسي استنادا إلى التجارب الميدانية السابقة، على الوقاية والتحسيس، مؤكدا أن الجهود المبذولة في هذا المجال تتم بالتنسيق والتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، والتي تلعب دورا فعالا في تحسيس العائلات المقيمة بالقرب من المناطق الغابية من خطر الحرائق.

أما ما تعلق بشق عمليات التدخل، قال السيد “جمال طواهرية”، إن “المديرية تعتمد على أعوان الغابات، إضافة إلى الوسائل المادية مثل الشاحنات، كما تقوم بتنفيذ مخططات الأشغال الغابية وتشمل تهيئة المسالك وشق الطرق لتسهيل الوصول السريع إلى أماكن اندلاع الحرائق، حيث كشف بأن هذه المسالك أصبحت حاليا في حالة جيدة جدا، ويتم حفر خنادق مضادة للحرائق بعرض 50 مترا وعلى امتداد المساحات الغابية، كإجراء وقائي فعال”.

الاستعانة بـخدمات الوكالة الفضائية الجزائرية

وفي مجال الرصد والإنذار، خاصة ما تعلق بخريطة الحرائق والإنذار المبكر، أشار السيد “جمال طواهرية”، إلى أن المديرية تعمل بتنسيق يومي مع مصالح الأرصاد الجوية، التي تزودها بنشرات جوية خاصة بالغابات، وخصوصا بالمناطق الأكثر عرضة للحرائق وارتفاع درجات الحرارة.

حيث استطرد في معرض حديثه قائلا: “تستعين مصالح الغابات أيضا بخدمات الوكالة الفضائية الجزائرية لرسم وتحديد خريطة للمناطق الأكثر عرضة لاندلاع الحرائق، لتعبئة الوسائل الضرورية بالقرب منها وضمان التدخل السريع والفعال، ونستخدم التكنولوجيا الحديثة، ومنها “الدرونات” لرصد ومتابعة الحرائق بدقة، وتحديد طبيعتها وأسبابها وبما في ذلك الأسباب البشرية،ونجدد التذكير بأن المنظومة القانونية الجزائرية صارمة وقد تتجاوز العقوبات 30 سنة سجنا في حال تسبب الحريق في وفيات أو أضرار جسيمة”، مُشيرا في السياق ذاته إلى أن مصالح الغابات تستفيد أيضا من خدمات المؤسسات الناشئة، مثل مؤسسة من ولاية تيزي وزو، تقدم خدمة الكاميرات الحرارية لرصد الحرائق بدقة وفي الوقت المناسب.

أسطول جوي متطور من طائرات الإطفاء متعددة المهام

وحول الوسائل الجوية واللوجستية، أكد السيد “جمال طواهرية”، قائلا:” إن الجزائر تمتلك أسطولا جويا متطورا من طائرات الإطفاء متعددة المهام، من بينها الطائرة العملاقة Beriev Be-200 التابعة للجيش الوطني، والتي أثبتت فعاليتها في الميدان”، مشيرا أيضا إلى أن “الوسائل الجوية تُستخدم في تقليل شدة النيران، وتساهم في فتح الطرق أمام الفرق الأرضية للتدخل داخل عمق الغابات، مشيرا إلى وجود تعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال مسح ومراقبة المناطق الجبلية، وقد تم إطلاق تجربة أولية ولاية البليدة، وهي تعتمد على الإنترنت والأقمار الصناعية”.

السد الأخضر… مشروع القرن

وحول مشروع إعادة تهيئة السد الأخضر، فقد وصفه السيد “جمال طواهرية”، بـ”مشروع القرن”، وأردف قائلا: “إن الجزائر حاليا في السنة الثانية من برنامج إعادة تهيئة وتوسعة السد، والذي أصبح نموذجاً تحتذي به دول عديدة.

وعليه، كشف بالمناسبة عن أن تنفيذ البرنامج الجاري مكن من غرس 24 ألف هكتار من النباتات والأشجار المثمرة، مع حفر آبار للساكنة، وأشار إلى أن الهدف المسطر يتمثل في بلوغ 400 ألف هكتار، مضيفا:” نقوم بزراعة أشجار مثمرة مقاومة للتصحر مثل الزيتون والفستق، بالإضافة إلى تجربة زراعة 500 هكتار من أشجار “الباولونيا” في الأغواط لإنتاج الخشب بهدف إعادة تثمين الغطاء النباتي في المناطق السهبية، وتنمية النباتات الطبيعية.

مشيرا في السياق ذاته أيضا إلى أن المديرية أعدت مخططا خاصا بمرافقة المواطنين خلال عطلة العيد، يتضمن منع الولوج إلى الغابات ومنع الشواء على الفحم، حفاظا على الثروة الغابية وتفاديا لاندلاع الحرائق، إلى جانب أن “المديرية العامة للغابات فتحت وجهزت فضاءات للراحة والترفيه على المستوى الوطني بالمناطق الغابية لفائدة العائلات، وهي متاحة للاستثمار من قبل الشباب والخواص”.

محمد الأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى