
نجح باحثون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) في تطوير نوع جديد من الروبوتات الدقيقة المصممة لتوصيل الأدوية إلى أماكن محددة داخل الجسم بدقة متناهية. هذه الروبوتات، التي لا تأخذ الشكل المعدني أو الميكانيكي التقليدي، هي كرات صغيرة شبيهة بالفقاعات، يمكنها تجاوز التحديات البيولوجية المعقدة مثل أحماض المعدة والتنقل في سوائل الجسم.
ووفقا لدراسة نشرتها مجلة (Science Robotics)، تتميز هذه الروبوتات الدقيقة بأنها مصنوعة من مادة (الهيدروجيل) القابلة للتحلل بيولوجيًا، وتحمل اسم “الروبوتات الصوتية القابلة للتحلل”. وقد أثبتت التجارب فعاليتها في تقليص حجم الأورام السرطانية في المثانة لدى الفئران، مما يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقاتها الطبية المستقبلية.
تستخدم هذه الروبوتات مادة (هيدروجيل) مبتكرة تُعرف باسم (بولي إيثيلين جلايكول دي أكريلات)، التي تُظهر قدرة عالية على احتباس السوائل والتكيف مع الجسم البشري. كما تم تصنيعها بدقة باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتصل أحجامها إلى حوالي 30 ميكرومتر، وهو ما يعادل تقريبًا سماكة شعرة الإنسان. وتم تزويدها بجزيئات مغناطيسية، تسمح بتوجيهها نحو المواقع المستهدفة داخل الجسم باستخدام مجالات مغناطيسية خارجية.
عند وصول الروبوتات إلى المكان المطلوب، تقوم بإطلاق الأدوية بشكل تدريجي وآمن، مستفيدة من تصميمها الخارجي “المحب للماء” الذي يمنعها من الالتصاق أو التكتل أثناء حركتها. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بنيتها الداخلية على فقاعات هوائية تدعم تحركها بسهولة عبر السوائل الحيوية. وقد أظهرت هذه التقنية نتائج واعدة في التجارب الأولية على الحيوانات، حيث تمكنت من تقليص الأورام بشكل فعال، مع خطط مستقبلية لاختبارها في علاجات مختلفة، بما في ذلك تجارب على البشر.
هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية في مجال الطب الحديث، حيث يتيح إمكانية إجراء علاجات أكثر دقة وفعالية، مع تقليل الآثار الجانبية للأدوية. ويأمل العلماء أن تفتح هذه الروبوتات الباب أمام جيل جديد من التقنيات الطبية التي تعتمد على التوصيل الذكي للعلاجات في البيئات البيولوجية الأكثر تحديًا.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله