
تحتضن جامعة “وهران 2 محمد بن أحمد”، اليوم الخميس، حدثا وطنيا فريدا من نوعه، مخصصا بالكامل لريادة الأعمال والشراكة بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية، تحت عنوان شامل يجمع بين الطموحات الأكاديمية والتحديات العملية، الجامعة والمؤسسة: التآزر والتحديات داخل النظام البيئي الريادي.
هذا الحدث المهم الذي ينتظر أن يكون محورا أساسيا للحديث عن الابتكار وريادة الأعمال في الجزائر سيعقد في مدرج كلية علوم الأرض والكون، كما ستقام بعض الفعاليات والأنشطة المرافقة في المكتبة الجامعية المركزية، ما يضفي على الملتقى طابعا ديناميكيا يسمح بالجمع بين الأوساط الأكاديمية والمهنية تحت سقف واحد.
من المتوقع أن يكون هذا الملتقى بمثابة الجسر الحيوي الذي يربط بين العقول الأكاديمية ورواد الأعمال والمستثمرين وأصحاب القرار الاقتصادي المحليين، حيث سيتم استكشاف مختلف أبعاد ريادة الأعمال بطريقة عميقة وشاملة لن تقتصر على النقاش النظري، بل ستتجاوز ذلك إلى التطبيق العملي من خلال ورشات العمل والجلسات التفاعلية، وبذلك سيتاح للمشاركين فرصة ذهبية للانخراط في حوار بناء حول الآفاق والتحديات التي تواجه النظام البيئي الريادي في الجزائر.
من بين المواضيع الجوهرية التي سيتم تناولها خلال هذا الملتقى الوطني، نجد قضية مسار ريادة الأعمال في الجزائر: كيف يمكن للجامعات والمؤسسات الاقتصادية أن تتعاون لتسهيل هذا المسار ودعمه؟ كيف يمكن للابتكار أن يكون ركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد الوطني؟ بالإضافة إلى ذلك سيكون هناك تركيز خاص على دور عناقيد الابتكار أو الإيكو سيستمات المبتكرة، التي تعتبر المحرك الأساسي لتعزيز النمو الاقتصادي من خلال دمج البحث العلمي مع التطبيقات الصناعية، وسيتم التطرق أيضا إلى مواضيع حيوية مثل التمويل الجماعي الذي أصبح مصدرا رئيسيا لدعم المشاريع الناشئة، والذكاء الاصطناعي الذي يغير من ملامح الصناعات الحديثة بشكل متسارع، ليصبح عاملا لا يمكن تجاهله في أي نقاش حول مستقبل ريادة الأعمال.
ليس هذا فحسب، بل إن هذا الملتقى سيشكل أيضا منصة لتبادل الخبرات بين الخبراء القادمين من مختلف أنحاء الجزائر، حيث سيجمع مختصين في مجالات متعددة لطرح رؤى جديدة حول كيفية تطوير البيئة الريادية في الجزائر، ومن خلال ورشات العمل العملية التي ستنظم ضمن فعاليات الملتقى، سيتمكن المشاركون من الحصول على فرصة استثنائية لتبادل الآراء والأفكار حول الابتكارات الحديثة، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها المشاريع الناشئة في الجزائر سواء كانت تتعلق بالتمويل أو التشريعات أو حتى الثقافة المجتمعية التي ما زالت تتطور في هذا المجال.
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال أهمية الجلسات النقاشية التي ستتناول مجموعة متنوعة من المواضيع المرتبطة بريادة الأعمال، مثل كيفية دعم الأفكار الريادية من الفكرة إلى التطبيق وكيف يمكن للمؤسسات الأكاديمية أن تساهم بشكل أكبر في دعم الابتكار داخل المجتمع الجزائري، تلك الجلسات ستكون مفتوحة لكل المهتمين سواء كانوا أكاديميين أو مهنيين أو حتى طلبة، يسعون للحصول على رؤى أعمق حول التحديات والفرص المتاحة في مجال ريادة الأعمال.
وفي ختام هذا الحدث، سيكون من المؤكد أن الأكاديميين والطلبة والمحترفين الحاضرين قد تمكنوا من إثراء معرفتهم وتوسيع شبكاتهم المهنية مع تعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات المستقبلية في النظام البيئي الريادي الجزائري، هذا الملتقى الوطني الذي يجمع بين النظرية والتطبيق وبين الأفكار والأفعال يمثل فرصة نادرة وفريدة، لكل من يسعى لدفع عجلة الابتكار والريادة في الجزائر نحو الأمام وتأسيس مستقبل أكثر استدامة وازدهارا.
ختاما، هذا الحدث لا يشكل فقط فرصة للحوار، بل هو محطة لانطلاق مبادرات جديدة وتعزيز الروابط بين عالم الأكاديميا والاقتصاد، لتأخذ الجزائر مكانتها الريادية على الصعيدين المحلي والدولي في ميدان ريادة الأعمال والابتكار.
سيد أحمد. ط