
في خطوة نوعية نحو ربط القطاع الأكاديمي بالقطاع الصناعي، تم إطلاق المنصة الرقمية للبحث، التي تشكل نقطة تحول في العلاقة بين الجامعات والمؤسسات البحثية من جهة والشركات الصناعية من جهة أخرى.
تمثل هذه المنصة أداة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، وتوفير بيئة تكنولوجية متطورة لدعم البحث العلمي وتطبيق نتائجه في مجالات الصناعة. وقد أظهرت الجزائر من خلال هذه المبادرة التزامها بتطوير قطاعها البحثي وتعميق التكامل بين العلم والصناعة، بما يخدم الاقتصاد الوطني.
المنصة الرقمية أداة مبتكرة لربط البحث العلمي بالصناعة
تتكون المنصة الرقمية للبحث من مجموعة من المكونات الأساسية، التي تجعلها أداة متكاملة تسهم في تطوير البحث العلمي وتسهيل تطبيق نتائجه في القطاعات الصناعية، تشمل هذه المكونات المخابر البحثية، مراكز البحث، والأرضيات التكنولوجية الحديثة التي تتيح للباحثين إجراء دراسات علمية متقدمة.
بفضل هذه المنصة، أصبح بإمكان الباحثين الوصول إلى أحدث التقنيات والأدوات التي تدعم مشاريعهم البحثية، بينما تتيح للشركات الصناعية الاستفادة من هذه النتائج لتطوير حلول مبتكرة، تسهم في رفع مستوى الإنتاجية وتعزيز قدراتها التنافسية.
زيارة ميدانية لتعزيز التعاون بين الأكاديميا والصناعة
في إطار تفعيل هذه المبادرة، قامت المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بزيارة ميدانية إلى عدد من الجامعات الجزائرية، بما في ذلك جامعة سيدي بلعباس، لشرح كيفية استخدام المنصة في مجالات مختلفة.
خلال هذه الزيارة، تم تسليط الضوء على الفوائد التي ستعود على الباحثين والصناعيين من خلال التعاون المشترك وتطبيق نتائج البحث العلمي في مشروعات حقيقية، كما تم تقديم عرض تفصيلي حول كيفية عمل المنصة، حيث أعدت لتكون بمثابة حلقة وصل بين البحث العلمي والصناعة، مما يعزز من الاستفادة المتبادلة بين القطاعين الأكاديمي والصناعي.
إسهام جامعة سيدي بلعباس في المشروع
المنصة الرقمية للبحث لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة عمل دؤوب من قبل جامعة سيدي بلعباس، وبالتحديد من خلال مختبر الذي يرأسه البروفيسور “عمار تيلماتين”، في البداية كانت الفكرة تقتصر على استخدامها في الأرضية التكنولوجية الخاصة بالجامعة، لكن بفضل الدعم من المديرية العامة للبحث العلمي، تم توسيع نطاق الفكرة لتشمل جميع الجامعات والمراكز البحثية في الجزائر.
بهذا التوسع، أصبحت المنصة الآن مشروعا وطنيا يسهم في تطوير القطاع الأكاديمي والصناعي على مستوى البلاد.
منصة “البحث” خطوة نحو رقمنة التعليم العالي والبحث العلمي
مواكبة للتطورات الرقمية في الجزائر، تم إطلاق المنصة الرقمية التفاعلية “البحث” من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تهدف هذه المنصة إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الصناعي، مما يساهم في تفعيل البحث العلمي وترجمة نتائجه إلى تطبيقات عملية تخدم الاقتصاد الوطني.
تعد هذه المنصة جزء من استراتيجية الجزائر لتطوير اقتصاد قائم على المعرفة، وتكمل المنصة الرقمية للبحث التي تم تطويرها في جامعة سيدي بلعباس، مما يعزز من جهود الدولة في دمج البحث العلمي مع التنمية التكنولوجية والصناعية.
لقاء إعلامي لتفعيل منصة “البحث” وتعزيز التعاون بين الأكاديميا والصناعة
في إطار تسليط الضوء على أهمية منصة “البحث” الرقمية، نظمت جامعة “جيلالي ليابس” في سيدي بلعباس لقاء إعلامي خاص لمدراء المخابر في المكتبة المركزية المرحوم “منصوري عبد الرزاق”.
اللقاء شهد تقديم عروض تفاعلية حول أهداف المنصة وكيفية تفعيلها على أرض الواقع، مع التركيز على تعزيز التعاون بين الباحثين والشركات في مختلف المجالات الصناعية، البروفيسور “بوزياني مراحي”، مدير الجامعة، أكد في كلمته الافتتاحية على دور المنصة في تعزيز البحث العلمي وتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر من خلال الشراكات الفعالة بين الأكاديمي والمحيط الاقتصادي.
التعاون بين القطاع الأكاديمي والصناعي خطوة نحو المستقبل
تسعى الجزائر من خلال المنصة الرقمية “البحث” إلى تعزيز التواصل بين القطاع الأكاديمي والصناعي، مما يساهم في ربط التعليم العالي بالصناعة بشكل أكثر فعالية، توفر المنصة أداة هامة للباحثين للتواصل مع صناع القرار في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ما يعزز من تطبيق نتائج البحث العلمي ودعم الابتكار، تعتبر هذه المبادرة خطوة كبيرة نحو دعم القطاعات الصناعية المحلية عبر تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة، مما يعزز فرص الاستثمار في الصناعات الوطنية.
من خلال هذه المنصة، تواصل الجزائر تقدمها في تحقيق التكامل بين البحث العلمي والصناعة، مما يساهم في التنمية المستدامة، والتقدم التكنولوجي، وزيادة الإنتاجية. وفي المستقبل، يتوقع أن تصبح المنصة محركا رئيسيا لدعم الابتكار وتعزيز مكانة الجزائر كداعم أساسي للابتكار في المنطقة.
فتحي مبسوط