أخبار العالم

لا ممرات إنسانية بأوكرانيا

مناشدات روسية لإخلاء ماريوبول بالكامل

أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، أنه لن يفتح أي ممر إنساني لإجلاء مدنيين في أوكرانيا، واصفة الوضع على الطرقات بأنه خطير.

وكتبت المسؤولة الأوكرانية، بسبب الخطر الذي يهدد طرقنا، لن تكون هناك ممرات إنسانية اليوم، وأضافت في رسالتها أتوجّه إلى الأشخاص الذين يتنظرون أن يتم إجلاؤهم: اصبروا من فضلكم اصمدوا!.

ووصلت ثلاث حافلات تقل أشخاص تم إجلاؤهم من مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة إلى زابوريجيا، وهي مدينة كبيرة في جنوب شرق أوكرانيا.

 الإخلاء الكامل

في السياق نفسه، أطلق رئيس بلدية ماريوبول نداء جديدًا يوم أمس، من أجل الإخلاء الكامل للمدينة الواقعة جنوب أوكرانيا التي يقول الرئيس فلاديمير بوتين إن القوات الروسية تسيطر عليها الآن.

وصرح رئيس البلدية فاديم بويتشينكو للتلفزيون الوطني، نحتاج لشيء واحد فقط.. الإجلاء الكامل للسكان. هناك حوالي 100 ألف شخص ما زالوا في ماريوبول.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام البرلمان البرتغالي، إن ماريوبول ما زالت تقاوم القوات الروسية، واصفًا إياها بـ “مدينة محترقة” بالفعل.

في غضون ذلك، أفاد تقرير عسكري بريطاني، بأن قرار بوتين محاصرة مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبل الذي لا يزال يتحصن فيه مئات الجنود الأوكرانيين، يشير على الأرجح إلى رغبته في السيطرة على المقاومة في المدينة.

المرحلة الثانية من العملية العسكرية

وأضاف التقرير:، من المرجح أن يسفر هجوم بري شامل تشنه روسيا على المصنع عن ضحايا روسية كبيرة، وهو ما يقلل كفاءتهم القتالية بشكل عام.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، أن القصف الثقيل استمر في دونباس في شرق البلاد، إذ تسعى روسيا إلى التوغل أكثر نحو التجمعات السكنية التي تشمل كراسني ليمان وبارفينكوف وليمان وبوباسنا.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية قوله، إن موسكو تخطط للسيطرة الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا ضمن المرحلة الثانية من العملية العسكرية.

كما نسبت له القول، إن روسيا تخطط لإقامة ممر بري بين دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.

غالبية أعضاء مجلس الأمن يؤيدون هدنة غوتيريش في أوكرانيا

أعرب غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي عن دعمهم لدعوة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال فترة عيد الفصح عند الطوائف الشرقية، جاء ذلك في جلسة المجلس التي استغرقت 3 ساعات تقريبًا وامتدت حتى فجر يوم أول أمس.

وكان غوتيريش دعا في مؤتمر صحافي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلى هدنة إنسانية في أوكرانيا لمدة 4 أيام، اعتبارًا من الخميس الماضي، وحتى يوم غد، تزامنًا مع عيد الفصح المسيحي.

وصرح الأمين العام، إن عيد الفصح يوحد الأرثوذكس المسيحيين في كل من روسيا وأوكرانيا، وكذلك الكاثوليك الأوكرانيين، إنه عيد البعث والقيامة والأمل والتدبر في معنى المعاناة والتضحية والموت والولادة من جديد.

كما ندّد الأمين غوتيريش بالهجوم الحالي، داعيًا الجانبين إلى وقف القتال وإعلان هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، للسماح بفتح سلسلة من الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا وتمكين المدنيين من الخروج من الشرق الأوكراني.

حرب بالاختيار

من جهته، ناشد وزير خارجية أيرلندا سيمون كوفيني، روسيا الموافقة على على وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية فورًا، والالتزام بالمفاوضات واحترام ميثاق الأمم المتحدة.

وقال في كلمته لأعضاء المجلس، كما كانت في 25 فبراير، هي اليوم كذلك حرب بالاختيار يمكن إنهاؤها فورًا إذا قرر الرئيس فلاديمير بوتين ذلك، وحذر الوزير الأيرلندي من تداعيات الحرب على الضعفاء حول العالم، ولا سيما على دول الشرق الأوسط والقرن الإفريقي وأميركا اللاتينية.

وبدورها، قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، إن الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى وقفة إنسانية للسماح بفتح الممرات الإنسانية، وأضافت لذلك أسألكم هل الأمم المتحدة غير معنية بهذه الأزمة؟ نحن نعلم أن العالم يتطلع إلى الأمم المتحدة ويتساءل عن كيفية الرد في أعقاب تصرفات روسيا غير المعقولة.

وتابعت، من المهم جدًا أن تلعب الأمم المتحدة دورًا رئيسًا، ومن المهم أن نظهر للعالم أنه عندما تسببت روسيا في أسوأ أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، قام باقي أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة بتقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها.

ودعت السفيرة الأمريكية أيضًا إلى التصدي لخطر الاتجار بالبشر، محذرة من أن غالبية النازحين واللاجئين من النساء والأطفال الأوكرانيين يواجهون مخاطر جسيمة، من التعرض للإتجار بهم واستغلالهم وتعرضهم للعنف القائم على النوع الاجتماعي. وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا للتخفيف من تلك المخاطر.

في غضون ذلك، طالب مندوبا فرنسا نيكولاس دي ريفيير والمكسيك خوان رامون دي لافيونت، خلال الجلسة روسيا بالامتثال لدعوة الأمين العام، وقال السفير الفرنسي في كلمته خلال الجلسة حماية المدنيين ضرورة مطلقة، يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

يتظاهرون بنفاق

في المقابل، قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ديميتري بولانسكي إن بلاده واجهت عواقب تدهور الوضع في أوكرانيا فور الانقلاب المناهض للدستور الذي حدث هناك في فبراير 2014.

وأوضح في كلمته خلال الجلسة أن الدول الغربية تتناسى ما فعلته في أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا وليبيا، وتابع يحاول مندوبو الدول الغربية الأعضاء بهذا المجلس، تصوير ما حدث في 24 فبراير على أنه عدوان روسي غير مبرر وغير مسبوق أو حرب اختيار.

وأردف، إنهم -أي الغرب- يتظاهرون بنفاق بأنه لم يحدث شيء أكثر فظاعة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ويغضّون الطرف عن مئات آلاف الضحايا منذ انتهاء الحرب الباردة وينسون مغامراتهم العسكرية في أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا وليبيا ويصورون أوكرانيا وكأنها نوع من الخراف البيضاء النقية والبريئة.

وأكد، أن هكذا صورة لا تتناسب مع حرب السنوات الثماني ضد السكان المدنيين في شرقي أوكرانيا، وهي سنوات التخريب العديدة لاتفاقيات مينسك، وأكد السفير الروسي أن موسكو سوف تفصل بعناية مثل هذه الدعوات التكتيكية للسلام الزائف عن الرغبة الصادقة لمساعدة أوكرانيا في اتخاذ القرارات الصحيحة الوحيدة التي طال انتظارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى