
اعتبر “يوسف بلمهدي”، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن التوجه نحو البعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية، يشكل أمرا في غاية الأهمية، وجب اعتمادها، تبعا للروابط الدينية التي تربط بين الجزائر والدول الإفريقية المجاورة من خلال انتشار بها عديد الزوايا الجزائرية على غرار التجانية والقادرية والكنتية.
وخلال الزيارة التي قادته إلى ولاية تمنراست، وإشرافه على افتتاح أشغال ندوة ولائية للأئمة بعنوان “الرسالة الريادية للأئمة في ظل التحديات المعاصرة” في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى الولاية، أوضح “بلمهدي”، أن الجزائر تولي عناية خاصة لهذا الاتجاه الافريقي، وهو ما يؤكده ضمان تكوين الأئمة الأفارقة عبر مختلف مراكز التكوين التابعة لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، بل يتعدى ذلك إلى تشييد مساجد في دول الجوار وتأطيرها. مضيفا أنه للأئمة دور كبير ومسؤولية مهمة في الحفاظ على أمن البلاد، من خلال الدعوة إلى نشر العلم والوعي والتمسك بخطاب الوسطية والإعتدال، مؤكدا في هذا الصدد أن الأئمة هم بالمرصاد لكل المؤامرات التي تحاك ضد البلاد. معتبرا أن صدور المرسوم التنفيذي المتعلق بشؤون الأئمة في مجالات مختلفة من ‘أهم مكاسب’ القطاع، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه يجري العمل من أجل تطوير القطاع. مبرزا أن إقرار يوم 15 سبتمبر يوما وطنيا للإمام من قبل رئيس الجمهورية، “عبد المجيد تبون”، يحمل دلالات كبيرة، وهو يوم يشكل مرجعية لإظهار دور الإمام في حماية الأمن الفكري من كل غزو، ومن كل ما من شأنه أن يهدد العلاقة التي تربط بين أفراد المجتمع. ولدى تطرقه إلى الانشغالات الإجتماعية للأئمة، أكد الوزير أن تعليمات قد أسديت للتكفل بهم في ما يخص السكن، موضحا بالمناسبة أن مجهودات “معتبرة” تبذل من طرف الدولة لخدمة الإمام وأيضا لضمان التأطير الديني للمجتمع على غرار تعيين مفتي لكل ولاية.
يذكر أن زيارة الوزير “بلمهدي” إلى تمنراست عرفت تفقد مدرسة قرآنية تابعة لزاوية بن مالك الفلاني، بقرية تيفرت (100 كلم جنوب غرب عاصمة الولاية )، كما اطلع على مكتبة المخطوطات التابعة للزاوية، قبل أن يزور زاوية الشيخ هيباوي مولاي عبد الله بقرية الداغمولي. موضحا أن ولاية تمنراست كانت معلما ومنطلقا للعلم, حيث يتجلى ذلك من آثار المشائخ والعلماء الذين عملوا على ترقية فكر الوسطية والإعتدال.
محمد الوليد