تكنولوجيا

لأول مرة في إفريقيا

تطبيق "NAMLATIC" للحجز عن بعد للسياحة في الجزائر

مازالت الجزائر عذراء في مجال التكنولوجيا الرقمية، تتجه نحو اعتمادها في مختلف المجالات، تنفيذا لرغبة السلطات الجزائرية وعلى رأسها الرئيس “عبد المجيد تبون”، الذي ركز خلال عهدته الأولى على ضرورة التوجه إلى عالم التكنولوجيا الرقمية، لأنها مسار الدول المتطورة، والسبيل نحو توفير خدمات راقية وتحسين الحياة اليومية للمواطن.

ولأن الجزائر بدأت في الانفتاح على العالم وباقي الشعوب، عبر اختيار قطاع “السياحة” كنافذة على المجالات التي من شأنها المساهمة في الدخل المحلي، لاسيما في ظل ما يسمى بـ “المقاولاتية” والمؤسسات الناشئة، التي تفتح المجال أمام الشباب المبتكر والحامل للمشاريع، وفي هذا الإطار أنشئت العديد من المؤسسات الناشئة التي تعتمد على الأفكار الابتكارية على غرار “NAMLATIC”.

 

فكرة بسيطة في لقاء عابر

انطلق المشروع كفكرة بسيطة عبر لقاء عابر جمع الصديقين الجزائريين “أمعوز عمارة” و”منصور حماموش” في مقهى، سنة 2019، بتساؤل يشغل الكثير من الجزائريين: “الجزائر وجهة سياحية بامتياز، والكثير يرغب باكتشاف سحرها، لكن المعلومات حول مناطقها وظروف الإقامة شحيحة، فكيف يتم تخطي هذا الحاجز؟”.

بدأت الفكرة تتخمر في ذهن الصديقين، واستمرت في التطور، حتى التقيا من جديد ليس لمناقشتها، وإنما لبحث عناصر وأسس انطلاق المشروع، الذي جاء من صاحب الفكرة “منصور حماموش”، والتجسيد كان بإيمان صديقه “عمارة أمعوز” الذي اشتغل على الفكرة، وبدأ الإثنان في العمل عليه.

 

2021 زرع بذرة “NAMLATIC

انتهى لقاء الرجلين “منصور حماموش” المعروف بـ “مراد” المؤسس وصاحب الفكرة، والخبير التكنولوجي “عمارة أمعوز” الذي أصبح المدير العام للشركة إلى اعتماد التكنولوجيا ومسايرة تطورها، فكانت النتيجة ابتكار تطبيق “NAMLATIC”، ومع بداية 2021 كانت بذرة المشروع قد بدأت في إبراز ثمارها، حيث تم جمع المعطيات الضرورية حول العناصر التي يحتاجها الشخص الراغب في السفر إلى الجزائر، وأولها مكان الإقامة، حتى يكون مرتاحا، وكانت الأولوية للفنادق، على أن تكون هذه الفنادق مصنفة وتتوفر على الخدمات والأمور الأساسية التي يحتاجها الفرد المقيم بها، على غرار غرف مريحة، النظافة، الطعام، المياه…، إلى جانب قربها من خطوط النقل، لتسهيل الحركة على الأشخاص، لأنهم بحاجة للتنقل من الفندق إلى الوجهات التي اختاروها للتفسح.

 

تطبيق “NAMLATIC” مشروع بكفاءات جزائرية خاصة

يوفر مشروع “NAMLATIC” أكثر من 66 منصب شغل مباشر، تديره وتنشط فيه سواعد جزائرية خالصة، منها 31 مهندسا، و17 فريقا.

يأتي هذا المشروع ليفتح المجال أمام الشباب الذي يرغب في ولوج عالم “المقاولاتية”، من خلال الانضمام إليه والمساهمة في توسعه، عبر توفير الخدمات بمختلف مناطق الجزائر، لتسهيل سفر الأشخاص الذين يرغبون في اكتشاف الجزائر.

ويفتح التطبيق الباب أمام الشباب الباحث عن فرصة عمل، عبر التكفل بالسائح أو الشخص القادم إلى الجزائر انطلاقا من المرافقة من نقطة وصوله سواء قادما من خارجها أو داخلها، وصولا إلى وجهته المطلوبة.

 

أكثر من 300 فندق شريك لـ “NAMLATIC

ومع توسيع نطاق تطبيق “NAMLATIC”، وإقبال الأفراد على استخدامه، تمكنت الشركة من إبرام اتفاقيات مع عديد الفنادق بمختلف ولايات الجزائر، حيث ارتفع عدد الفنادق التي يمكن للمسافر أو السائح الحجز عن بعد لديها، مما جعل التعاقد مع الفنادق ضروريا، لتوفير الوقت والراحة للفرد من استراتيجيات تطبيق “NAMLATIC”، ليصل عدد الفنادق إلى 300 فندق متواجد عبر تراب الجزائر. مما يجعل الزبون في أريحية، لأن التطبيق يضمن شروط راحته (تلك التي سبق وطلبها المسافر أو السائح عبر التطبيق).

 

أكثر من 7600 مستخدم وفي لـ “NAMLATIC” عبر 22 دولة

تمكن تطبيق “NAMLATIC” من نيل ثقة من استخدموه، فبدأت فكرة “جودة خدماته” في الانتشار بين الأشخاص الجزائريين والأجانب، حيث أصبح عدد مستخدميه الأوفياء يتجاوز 7600 مستخدم، موزعين عبر 22 دولة، على أن يغطي كل بلدان العالم مع قدوم سنة 2025.

وبدأ الإقبال يزداد عليه خاصة من طرف العائلات الجزائرية المقيمة بالخارج، والتي ترغب بدخول الجزائر والسفر عبر مختلف مناطقها لاكتشاف سحرها وجمالية جغرافيتها ومناخها، على غرار الصحراء والآثار التاريخية بشتى المناطق، كالآثار الرومانية والفنيقية بباتنة، تيبازة، الشلف، تمنراست وأدرار.

كما أصبح الأجانب الذين يرغبون في زيارة الجزائر يعتمدون عليه، لحجز مقاعدهم واختيار المناطق التي يريدون اكتشافها، خاصة وأن تطبيق “NAMLATIC” يوفر 3 مسارات سياحية بصفة مكتملة، على أن يصل العدد إلى 7 مسارات في الأيام القادمة.

 

التوجه نحو “السياحة العلاجية”… قريبا

كشف القائمون على تطبيق “NAMLATIC”، أن الوجهة القادمة من توسيع خدمات التطبيق، ستكون “السياحة العلاجية”. يعود عمل فريق “NAMLATIC” على توفير هذه الخدمة إلى وجود الكثير من الأشخاص المرضى من خارج الجزائر خاصة الدول الإفريقية، الذين يبحثون عن العلاج بالجزائر، لكنهم يصطدمون بقلة المعلومات حول المستشفيات وتخصصات العلاج بها، وكذا مناطق تواجدها وكيفية الوصول إليها. ويعمل أصحاب المشروع حاليا على جمع كل المعطيات اللازمة حول المستشفيات والعيادات والمؤسسات الاستشفائية، لتكون متوفرة عبر تطبيق “NAMLATIC”، مما يسمح للفرد بالاطلاع على المستشفى ومكان الإقامة القريب منه (فندق…)، وكيفية التنقل إليه، وذلك لتوفير الراحة لمرافقي المريض.

 

15 دولة حجزت مشاركتها في الطبعة 12 لـ “ناباك 2024” عبر “NAMLATIC

تواجد تطبيق NAMLATIC ضمن فعاليات الطبعة 12 لمعرض إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين “ناباك 2024″، بمركز الاتفاقيات “أحمد بن حمد”، خلال الفترة الممتدة بين 14 و16 أكتوبر الجاري، كشريك رسمي لهذه التداهرات الدولية الضخمة، حيث ساهم في خدمة وفود قدمت من 15 دولة، عبر توفير خدمة الحجوزات الفندقية والنقل خلال هذه مشاركتهم ضمن هذه التظاهرة الطاقوية الضخمة، وقد كانت تجربة ناجحة بامتياز، مما جعل تلك الوفود تؤكد اعتمادها على تطبيق NAMLATIC، خلال قدومها إلى الجزائر لاحقا، سواء للعمل أو السياحة لاكتشاف سحر الجزائر وطيبة شعبها.

 

احجز تذكرتك ومكان إقامتك عبر “NAMLATIC” وأنت ببيتك

يمكن لأي شخص انطلاقا من بيته أو الموقع الذي يتواجد به، أن يحجز تذكرة سفره وكذا مكان إقامته دون عناء التنقل إلى مقرات السياحة والسفر أو الخطوط الجوية أو البحرية، أن يقوم بتحميل تطبيق “NAMLATIC”، أو ولوج رابط namlatic.com عبر موقع غوغل، ليحال مباشرة على خدمات التطبيق.

حيث يتم ملء خانات المعلومات الخاصة بهوية المستخدم ووجهته ورغباته، ثم يقوم التطبيق بعرض كل المعلومات التي تخص الوجهة التي يرغب بها المستخدم و الخدمات المتاحة بها، فيختار المستخدم تذكرته وموعد سفره وعدد الأشخاص المرافقين له إن كان مع العائلة أو الأصدقاء.

كما أن التطبيق يسمح بحجز المقعد للسفر عبر تذكرة الباخرة أو الطائرة، وفي هذا المجال، تم إمضاء التعاقد مع عديد شركات النقل البحري والجوي، لضمان راحة المستخدم أثناء سفره. يتم دفع 20 بالمائة من تكاليف السفر عبر البطاقة المالية “الذهبية، فيزا….”، إذا كان المسافر لا يتوفر على كل السعر الذي يكلف رحلته، ويدفع الباقي لدى وصوله إلى الفندق. كما يمكن للشخص أن يستعيد كل أمواله، خاصة إذا كان أجنبيا وان رفض طلب التأشيرة له من طرف السلطات الجزائرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى