المجتمع

كيف يمكن منع تدهور العلاقة الـزوجية

في كنف الحياة الزوجية

الكل يبحث عن طرق وتكتيكات للحفاظ على العلاقة الزوجية متينة وإنقاذ الزواج من التدهور باتجاه النهاية، وبالرغم من عدم وجود وصفات سحرية من أجل ذلك فإن هناك طرق وأساليب وتصرفات يمكنها بالفعل إنقاذ الكثير من العلاقات الزوجية، وبخاصة تلك المؤهلة للدخول في أزمات بسرعة لسبب من الأسباب أو لجملة من الأسباب المتراكمة.

ومن أجل ذلك حاول المعهد الاجتماعي البرازيلي المعروف باسم “فييسب” في مدينة ساو باولو وضع دليل عام يساعد إلى حد كبير على إبقاء العلاقة الزوجية متينة وربما غير قابلة للانهيار التام. فما هي محتويات الدليل الذي حصلت عليه سيدتي ولخصت أهم النقاط الواردة فيه؟

تجنب الاحتفاظ بالآراء

تقول الدراسة إنه من المهم جدا أن يعبر كل من الزوج والزوجة عن آرائهما حول جميع الأمور الحياتية والمنزلية، ذلك لأن تراكم الكتمان يمكن أن يصبح في المستقبل بمثابة البركان الذي يثور فجأة وبدون سابق إنذار.

وأضافت الدراسة البرازيلية التي أعجبت بها جهات اجتماعية عدة في المجتمع البرازيلي أن هناك مثل برازيلي يقول بأن “القشة في اللبن قد تتحول إلى عامود صلب في الحلق إذا لم تتم إزالتها قبل الشرب”، وهذا يعني بالضبط حالة الكتمان التي تتواجد عند الأزواج، وبخاصة عند الزوجات، من أجل عدم جرح شعور الآخر أو بسبب الاحترام المفرط.

وفي هذا المجال أكدت الدراسة بأن التعبير عن الرأي لا يقلص احترام أحد لأحد، بل العكس هو الصحيح، فان أعطيت رأيك بشكل واضح فذلك يعني بأنك تستمع للآخر وتعطيه ما يستحقه بينما السكوت يعني إهمال ما يقوله الآخر.

تجنب الاحتفاظ بمشاعر المرارة

إن عدم البوح بالمشاعر مثل الغضب والغيظ وعدم الاتفاق مع الآخر يجرح الصدر إذا استمر كامنا لفترة طويلة من الزمن. وإذا جاء الرد في غير أوانه فإن الأمور تتعقد أكثر ويستغرب الآخر أسباب كل الحقد الدفين الذي يخرج دفعة واحدة وفي وقت غير مناسب.

وأضافت الدراسة أنه عندما يقول أحد الزوجين شيئا فيه إهانة أو سخرية من الطرف الآخر، فان هذا الآخر يجب أن يعلن على الفور بأنه لم يحب ما قاله الآخر لأن فيه مهانة أو سخرية أو عدم احترام.

وأكدت الدراسة بأن كتمان مشاعر المرارة لوقت طويل يعذب النفس وهي لا تزول إلا إذا أفرج الإنسان عما يشعر به لكي يرتاح ضميره ويرتاح وجدانه.

التحكم بالغيرة قدر الإمكان

إنّ بعض الأزواج لا يستطيعون التحكم بمشاعر الغيرة تجاه الطرف الآخر ولذلك عندما يخرج التعبير عن هذا الشعور بشكل عشوائي فإن النتيجة قد تكون مدمرة للعلاقة الزوجية.

ووصفت الدراسة الغيرة بأنها من أخطر المشاعر الإنسانية وان لم يتم التحكم بها أو التعبير عنها بشكل مقبول فإنها تتحول إلى زلزال مدمر يهدم البيت مهما كان أساسه قويا.

وقالت الدراسة إن جميع الناس يشعرون بالغيرة ومن أصعب الأمور في الحياة هو التعامل مع مشاعر الغيرة أو التعبير عنها. ومن أجل تحقيق التوازن في التعامل مع الغيرة الزوجية يتوجب على الأزواج اللجوء إلى شيئين، أولهما التسامح وثانيهما عدم سوء فهم الآخر. وأضافت الدراسة إن كل إنسان يفهم الأمور بشكل مختلف، لكن إدخال الحكمة في ردة الفعل يجنب عواقب لا ضرورة لها، والحكمة هنا تعني عدم قيادة ما فهمته إلى نقيض متصلب.

تجنب التوقعات غير الواقعية

في هذا الصدد، فإن معظم النساء يرغبن بشكل مستمر بسماع ما يكنه زوجها لها من مشاعر، ولكن يجب أن لا تتوقع الزوجة الكثير لأن الرجال مختلفون في أطباعهم وفي التعبير عن مشاعر الحب بعد فترة سنوات من الزواج. فهو قد لا يتفوه بعبارة أنا احبك ولكنه قد يصل إلى المنزل حاملا هدية ولو رمزية أو وردة لزوجته. هنا يجب على المرأة أن تفهم بأن هذا ربما يكون التعبير عن حب الزوج ومن غير المستحسن الإصرار على أن يتفوه الزوج بكلمات رنانة عن الحب.

غياب الحوار عقدة

إنّ غياب الحوار بين الزوجين هو الذي يتسبب في التكتم عن التعبير عن المشاعر والآراء. وقالت إن نقطة الحوار هي التي تجلب التفاهم وغيابها يعني غياب التفاهم. يجب على الزوجين الإكثار من الحوار الهادف والمهذب والعقلاني في التعامل مع الحياة الزوجية. وأوضحت الدراسة انه حتى المشاكل المعقدة بين الزوجين يمكن إدخالها في نقطة الحوار. ولا يمكن تهميش أي مشكلة من الحوار، بما في ذلك المشاكل الناجمة عن المعاشرة الحميمة. يجب أن لا يتردد الزوج أو الزوجة في مناقشة خلل في العلاقة الحميمة التي تعتبر جزءا هاما في العلاقة الزوجية بشكل عام.

غياب الاعتراف بمقدرات الآخر

إن امتداح أحد قام بعمل جيد لا يقلل من قيمة من يقدم المديح. وهذا ينطبق على حياة الأزواج أيضا، يجب على الزوج الاعتراف بالميزات والمؤهلات والقدرات التي تظهرها الزوجة وعدم الاستخفاف بهذه الأمور فقط لأنها امرأة. وكذلك يجب على الزوجة أن تعترف بالأمور الجيدة والإمكانيات الايجابية التي يمتلكها الزوج. هذا الاعتراف المتبادل، بحسب رأي الدراسة ،هو حافز هام للتحسن بشكل مستمر وإعطاء القيمة للشخصية. وأكدت الدراسة بأن على الزوجين إظهار افتخارهما ببعض لأن ذلك هو “الفيتامين” الذي يغذي الحب.

الابتعاد عن التعنت:

قالت الدراسة إن التعنت في الرأي لا يعتبر حوارا ولا تبادلا للآراء، بل هو صب للزيت على النار. وأوضحت بأن هناك أناس متعنتون بطبيعتهم، ولكن يجب أن يدركوا ذلك بالنظر إلى من هم حولهم. يجب على التعنتين متابعة سلوكهم ولو تتضمن ذلك المعالجة النفسية إذا كانت حالة التعنت مستعصية على الحل بالحوار أو بالإقناع. ومما هو مؤكد بأن الحياة مع من هم متعنتون في آرائهم ومواقفهم لا تطاق لأن في ذلك فرض للآراء على الآخرين إن كانت الآراء صحيحة أم خاطئة.

إكــرام عـائـشـة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى