الــجــامــعــةالجهوي‎

كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة “جيلالي ليابس”

ملتقى علمي وطني حول تفعيل المكتبة الجامعية كمحرك للبحث والابتكار

مشاركة نوعية لأساتذة وباحثين في ملتقى علمي وطني يبحث سُبل تفعيل المكتبة الجامعية كمحرك للبحث والابتكار والتنمية المستدامة

شهدت قاعة المحاضرات “الدكتورة بن عون بن عتو” بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة “جيلالي ليابس” بسيدي بلعباس، فعاليات الملتقى الوطني الحضوري وعن بعد، الموسوم بـ “المكتبات الجامعية ورهانات تعزيز مكانة الجامعة في تنمية المحيط الاجتماعي والاقتصادي”، بتنظيم من قسم العلوم الإنسانية ـ شعبة علم المكتبات والمعلومات، وبالتعاون مع مخبر دراسات الفكر الإسلامي في الجزائر، وفرقة البحث الخامسة المختصة في علم المكتبات والمؤسسات الوثائقية وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب فرقة مشروع البحث حول “فلسفة التنمية وأبعادها الأنثروبولوجية في الجزائر: من الإشكالية إلى النموذج”، تحت إشراف الدكتور بن عراج عمر.

 

مشاركة نوعية لإطارات الجامعة والباحثين

عرف الملتقى حضورا لافتا لنخبة من إطارات الجامعة، يتقدمهم مدير الجامعة البروفيسور “بوزياني مراحي”، وعميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية البروفيسور “الأحمر قادة”، ونائبه أ.د “مغربي زين العابدين”، إلى جانب رؤساء الأقسام المعنية، نذكر منهم أ.د “بلجة عبد القادر” رئيس قسم العلوم الإنسانية، وأ.د “دواجي غالي” رئيس قسم العلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى حضور مكثف من أساتذة وباحثين وطلبة.

 

رؤية علمية شاملة لتعزيز دور المكتبات الجامعية

استُهلت فعاليات الملتقى بكلمة افتتاحية من طرف أ.د “بن عراج عمر”، الذي تطرق إلى الأبعاد العميقة لفكرة الملتقى، مؤكدا على ضرورة تفعيل دور المكتبات الجامعية كمراكز محورية لدعم التنمية والبحث والابتكار في السياق الأكاديمي والاجتماعي.

أعقبه أ.د “دموش أسامة” بكلمة ركّز فيها على التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات المعرفة، منوّهًا بالدور الريادي للمكتبات الجامعية كقلب نابض للبحث العلمي، ومشددًا على ضرورة حماية حقوق التأليف والنشر، بالتزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب.

 

تعاون بحثي ومجتمعي فاعل

في السياق ذاته، أكد أ.د “بن ديدة مختار” على أهمية التعاون بين المخابر وفرَق البحث العلمي في مثل هذه التظاهرات العلمية، مشيدًا بالمحتوى الذي يقدمه المخبر في إطار دعم البحث الأكاديمي. كما تحدث أ.د “بلجة عبد القادر” عن دور المكتبات الجامعية في تعزيز الحوار العلمي والتحصيل المعرفي، مشيرًا إلى تأثيرها في رفع مستوى التناظر العلمي بين الجامعات والمؤسسات البحثية.

وأشاد أ.د “مكحلي محمد”، مدير مخبر دراسات الفكر الإسلامي في الجزائر، بمثل هذه المبادرات العلمية التي تدعم بناء قاعدة معرفية متينة، مؤكّدًا على أهمية المكتبة في التنمية الاجتماعية وتحقيق التوازن داخل مكونات المجتمع.

كما أبدى البروفيسور “الأحمر قادة” إعجابه العميق بفكرة الملتقى، مشددًا على دور المكتبات في دعم السياسات التنموية، وتحقيق الانسجام بين المعرفة الأكاديمية واحتياجات المجتمع، وبهذه المناسبة تم تكريم الدكتور “مكحلي محمد” نظير إسهاماته العلمية وجهوده المتميزة. وعبّر مدير الجامعة البروفيسور “بوزياني مراحي” عن دعمه الكامل لهذه المبادرة العلمية، معتبرًا إياها خطوة نوعية نحو إبراز المكتبة الجامعية كرافعة أساسية للبحث العلمي ومصدرًا حيويًا للمعرفة والتنمية الشاملة، وقام في ختام مداخلته بافتتاح أشغال الملتقى رسميًا، ليتم بعدها تكريمه من طرف عميد الكلية ورئيس الملتقى تقديرًا لجهوده المبذولة في تعزيز الحركية العلمية داخل الجامعة.

 

تغطية إعلامية واسعة وتفاعل أكاديمي مميز

شهد الملتقى حضورًا كثيفًا ومميزًا من مختلف أطياف الأسرة الجامعية، حيث شارك فيه عدد كبير من الباحثين والأساتذة وطلبة الدراسات العليا، مما ساهم في إثراء النقاش وتبادل الأفكار العلمية. وقد تميزت فعاليات الملتقى بتفاعل أكاديمي كبير، تجلى في المداخلات القيمة والنقاشات البنّاءة التي عكست المستوى الرفيع للمشاركين.

من جهة أخرى، حظي الملتقى بتغطية إعلامية واسعة، حيث واكبته وسائل الإعلام المحلية باهتمام لافت، فقد قامت إذاعة الجزائر بسيدي بلعباس بتغطية مباشرة للحدث، بالإضافة إلى التغطية الإلكترونية التي أبرزت تفاصيل الملتقى على مختلف المنصات الرقمية. كما حظيت الفعالية بمتابعة متميزة من الصحافة الورقية، خاصة جريدة “البديل” التي دأبت على مواكبة مختلف أنشطة الجامعة، حيث خصصت صفحاتها لتسليط الضوء على مجريات الملتقى، ونشرت حوارات مع عدد من المشاركين، مؤكدة بذلك حرصها على دعم الحراك الأكاديمي والعلمي على المستوى المحلي والوطني.

 

آراء المتدخلين في الملتقى

كلمة الأستاذ “بن عرّاج عمر” (رئيس الملتقى الوطني)

 

يُعدّ هذا الحدث العلمي محطة بالغة الأهمية، حيث يسلط الضوء على إشكالية جوهرية تتعلق بتطور البحث العلمي من خلال المكتبات الجامعية، باعتبارها ركيزة أساسية في مسار الارتقاء بالجامعة وتعزيز مكانتها العلمية والمعرفية. فالمكتبات لم تعد مجرد فضاء لحفظ الكتب والمراجع، بل أصبحت أداة فعالة لدعم البحث، وتطوير المشاريع، والمساهمة في التكوين النوعي للطلبة والباحثين.

يشارك في هذا الملتقى 11 جامعة من مختلف أنحاء الوطن، من بينها جامعات سيدي بلعباس، المدية، سطيف، مغنية، معسكر، تيارت، وهران 1 وجامعة سعيدة، ممثلة بنخبة من الأساتذة الباحثين المشاركين ضمن ستة محاور رئيسية. تتناول هذه المحاور عبر مداخلات حضورية دور المكتبات الجامعية في تنمية المحيط الاجتماعي والاقتصادي، وتوفير بيئة داعمة لريادة الأعمال والعمل المقاولاتي داخل الجامعة وخارجها.

 

الأستاذ “دموش أسامة” (جامعة جيلالي ليابس)

 

نجتمع في هذا الملتقى الوطني احتفاءً باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، الذي يُعد مناسبة تحتفي بها مختلف دول العالم لنشر ثقافة الكتاب، وتعزيز الوعي بأهمية حقوق التأليف والملكية الفكرية، وتأتي أشغال هذا الملتقى في سياق التحولات العميقة التي تعرفها الجامعة الجزائرية، في ظل التوجه نحو “جامعة الجيل الرابع”، التي تستوجب اندماج المكتبات في هذا التحول، والتخلي عن الدور التقليدي المحصور في تقديم المعرفة النظرية فقط، نحو أدوار جديدة أكثر حيوية وتأثيرًا.

لقد لعبت المكتبات الجامعية عبر الأجيال دورًا أساسيًا في تكوين الطلبة والأساتذة والباحثين، وساهمت في إعداد إطارات مؤهلة خدموا في مؤسسات وطنية كبرى. واليوم، نسعى من خلال هذا الملتقى إلى تفعيل هذا الدور وتعزيزه ليتماشى مع متطلبات الجيل الجامعي الرابع، الذي يرتكز على تكوين طلبة ذوي أفكار مبتكرة ومشاريع مؤسسات ناشئة، من خلال تمكينهم من المعرفة التطبيقية والتجريبية، ومرافقتهم في مسار الاطلاع على براءات الاختراع، والأفكار الرائدة، والاستجابة لاحتياجات سوق العمل محليًا وعالميًا.

 

الأستاذ “حاج شعيب” (جامعة سعيدة)

 

نشارك في هذا الملتقى الهام الذي يتناول موضوع: “المكتبات والاقتصاد البنفسجي ـ رؤية استشرافية لدور المكتبات الجامعية الجزائرية في التنمية”. يهدف هذا المحور إلى إبراز الأدوار الجديدة التي يمكن أن تضطلع بها المكتبات الجامعية، لا سيما في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية، حيث لم تعد المكتبة فضاء ثقافيًا فحسب، بل أصبحت فاعلاً حقيقيًا في دعم الابتكار والمساهمة في بناء اقتصاد معرفي متكامل.

نحن اليوم أمام تحديات تتطلب دمج البعد الثقافي بالاقتصاد، واستثمار الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة لتفعيل دور المكتبات في التنمية، سواء من خلال تعزيز الابتكار، أو دعم المشاريع الريادية، أو عبر تكوين بيئة معرفية تستشرف المستقبل وتستجيب لاحتياجاته.

فتحي مبسوط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى