الجهوي‎

كحل مؤقت لأزمة الاكتظاظ في المتوسطات بالسوقر:

تحويل مدرسة ابتدائية إلى متوسطة

أزمة الاكتظاظ في المتوسطات بالسوقر …. قررت السلطات المحلية بولاية تيارت، اللجوء إلى حل استثنائي لمواجهة الضغط الكبير الذي تشهده مؤسسات التعليم المتوسط ببلدية السوقر، حيث تم اتخاذ قرار بتحويل المدرسة الابتدائية المجاهد “منجارة ساعد” لتصبح متوسطة بشكل مؤقت. يأتي هذا الإجراء كمحاولة عاجلة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ وتوفير ظروف تعليمية أفضل، في انتظار تجسيد المشاريع المبرمجة على أرض الواقع.


ويعكس هذا التحول المؤقت، حجم التحديات الحقيقية التي يواجهها القطاع التربوي في المنطقة، خاصة مع التوسع العمراني المتسارع الذي شهدته البلدية خلال السنوات الأخيرة. فقد أدى النمو السكاني المتزايد إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الطلبة الراغبين في الالتحاق بمقاعد الدراسة، مما خلق ضغطا هائلا على البنية التحتية التعليمية القائمة، التي لم تعد قادرة على استيعاب هذا الكم الهائل من التلاميذ.

من جهة أخرى، كشفت الزيارة الميدانية التي أجراها والي الولاية “سعيد خليل” إلى بلدية السوقر يوم الخميس الماضي، عن واقع مقلق في بعض المؤسسات التربوية، حيث لاحظ مسؤولو القطاع أن ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام بلغت مستويات غير مسبوقة، إذ تجاوز عدد التلاميذ في بعض الأقسام حاجز الـ 40 تلميذا، وهو ما يشكل عائقا حقيقيا أمام تحقيق جودة التعليم المنشودة، ويؤثر سلبا على العملية التربوية برمتها.

في هذا السياق، أوضح مدير التربية بولاية تيارت “نجم الدين حمة”، أن القرار المتخذ يندرج ضمن الإجراءات الاستعجالية التي فرضتها الضرورة الميدانية، مشيرا إلى أن هذا الحل لن يكون نهائيا، بل هو بمثابة جسر عبور حتى يتم إنجاز المتوسطة الجديدة المسجلة ضمن البرنامج الحالي والمقرر تسليمها خلال الموسم الدراسي المقبل. وأكد المسؤول ذاته أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة يتمثل في ضمان استمرار الدروس في إطار يحترم الحد الأدنى من المعايير التربوية المطلوبة، دون الإضرار بحقوق التلاميذ في الحصول على تعليم جيد في بيئة مناسبة.

علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات التي قامت بها مصالح الولاية أن الأحياء الجديدة بالبلدية، وعلى رأسها حي عدل، الذي يضم 900 وحدة سكنية، تشهد طلبا متزايدا على الخدمات التعليمية. هذا التوسع العمراني الكبير، صاحبه ارتفاع لافت في عدد طلبات التحويل المدرسي التي تتلقاها الإدارات المعنية، مما دفع السلطات المحلية إلى التحرك بسرعة لإيجاد حلول عملية تتماشى مع الوضع الراهن وتلبي احتياجات المواطنين.

بالإضافة إلى ذلك، تلقى والي الولاية خلال جولته الميدانية، شروحات وافية من طرف المسؤولين المحليين حول الجهود المبذولة لرفع مستوى الخدمة التربوية وتهيئة الظروف الملائمة للتدريس، حيث اطلع على وضعية المدرسة الابتدائية التي تم إنجازها بالكامل، والتي أصبحت جاهزة لاستقبال تلاميذ الطور المتوسط، كما استمع إلى انشغالات الأسرة التربوية والصعوبات التي تواجهها في ظل النقص الحاد في الهياكل القاعدية.

من ناحية أخرى، شدد المسؤول الأول على الولاية على ضرورة المتابعة الدقيقة لمشروع بناء المتوسطة الجديدة المبرمجة، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على تسريع وتيرة الإنجاز لضمان تسليمها في الآجال المحددة. كما أصر على أهمية توفير كل المستلزمات اللازمة لجعل هذه المؤسسة الجديدة، قادرة على استقبال أكبر عدد ممكن من التلاميذ، بما يساهم في تحقيق التوزيع المتوازن للطلبة عبر مختلف المؤسسات التعليمية في المنطقة.

وفي الختام، تبقى عملية تحويل المؤسسات التعليمية من طور إلى آخر، خيارا استثنائيا تفرضه الحاجة الملحة والظروف الميدانية الصعبة، إلى حين تعزيز البنية التحتية التربوية ببلدية السوقر، بمرافق جديدة ومتطورة قادرة على احتواء الأعداد المتنامية من التلاميذ.

ويبقى الرهان الأكبر على سرعة تنفيذ المشاريع المسجلة وتسليمها في أقرب وقت ممكن، وذلك في إطار السياسة الشاملة التي تنتهجها الدولة الجزائرية لتطوير وعصرنة المنظومة التربوية الوطنية، وجعلها قادرة على مواكبة التحولات الديموغرافية والعمرانية التي يشهدها المجتمع.

 ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى