الجهوي‎محطات

كتاتيب تدريس القرآن تندثر مع مرور الوقت

بلديات سيدي بلعباس الجنوبية

تعتبر المدارس القرائية قبلة العديد من الأطفال والشباب في الجنسين، الراغبين في ترتيل وحفظ آيات الله، ما شجّع المعلمين على تبني مشاريع تعليمية قصد تفعيل عمل هذه المدارس، حتى لا تقتصر خدماتها على حفظ القرآن، خاصة وأن جميع المدارس القرائية المنتشرة بالمنطقة الجنوبية للولاية تزايد عدد منتسبيها رغم ضيق مساحتها، ما دفع بمسيريها إلى الاعتماد على نظام التفويج تشهد كتاتيب حفظ القرآن الكريم تراجعا كبيرا لحفظ القرآن، مختلطين بين الإناث والذكور وفي مختلف الفئات العمرية.

وتعتبر بلدية “مرحوم” من بين  البلديات على مستوى ولاية سيدي بلعباس، والتي كانت تشتهر بتدريس القرآن الكريم بفعل الكتاتيب، التي بدأت تندثر رويدا رويدا لأسباب مختلفة، ما يتطلب تدخل الجهات الوصية في أقرب الآجال من أجل فتح كتاتيب جديدة، وتدعيمها بموظفين حتى تستعيد المنطقة هيبتها خاصة، وأنها أنجبت خيرة الأئمة ومعلمي القرآن منذ الحقبة الاستعمارية، والذين يعتبرون اليوم بمثابة السفراء الذين يمثلونها في مختلف ولايات الوطن، وحتى في بعض الدول العربية، أين عمل شيوخ تعليم القرآن آنذاك، على تدريس الأطفال في الكتاتيب، من أمثال “سيد مبروك، طالب محمد، طالب بخليفة، طالب العياشي وطالب الشيخ…  وغيرهم. لكن منذ رحيل هؤلاء المشايخ رحمهم الله وأطال في عمر الباقين على قيد الحياة، لم تعد “مرحوم” تشهد نفس الحركية باستثناء بعض المدارس القليلة، التي لم تنجب لحد الساعة فرسانا بنفس المستوى، إلا نادرا ..وقصد إثراء الخدمات التعليمية المقدمة على مستوى هذه المدارس القرآنية، حتى لا يكون الانتساب إليها مقترنا في المناسبات الدينية فقط، صرح مصدرنا عن أن المشروع الذي سيدخل حيّز التنفيذ في الفترة الصيفية، لا يقتصر على تخريج حفظة وحافظات لكتاب الله. بل ستتدعم هذه المدارس بمنظومة تربوية تعليمية، لمساعدة هؤلاء التلاميذ على الاندماج السريع في المدارس الابتدائية عن طريق تقديم لهم دروس، حول قواعد وأبجديات اللغة العربية، وبطريقة مبسطة في سبيل مساعدة مربي الأجيال بالمدارس على أداء مهامهم.

ناهيك عن تعليمهم الآداب والسلوكيات الصحيحة لبناء مجتمع سليم ، مذكرا في الوقت ذاته بأهمية الكتاتيب والمدارس القرآنية في تعليم الخط وأساسيات اللغة العربية

ع.الصولي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى