
يواجه مدير التربية الجديد لولاية تيارت السيد “حمة نجم الدين” تحديات كثيرة، في إطار مهمته كمسؤول أول عن القطاع، وبغض النظر عن الأهداف التي يمكنه تسطرها كأولويات ورهانات كثيرة بمثابة “قنابل موقوتة”، يجب عليه “تفكيكها” قصد تحقيق وضع قطاع التربية على السكة،خاصة ما عرفته خلال السنتين المنصرمتين مع النجاح الذي يأمله المتتبعين بالشأن التربوي، باعتباره له خبرة وكفاءة عالية في تسيير قطاع كبير.
شهدت ولاية تيارت مساء الإثنين، مراسم تنصيب مدير التربية الجديد، في خطوة تهدف إلى ضخ دماء جديدة في شرايين القطاع الحيوي. وقد أشرف السيد “سعيد خليل”، والي الولاية، على هذه المراسم التي شهدت تعيين السيد “نجم الدين حمة” مديرا للتربية بالولاية، ليخلف بذلك السيد “صالح بن دادة” الذي أنهيت مهامه وإحالته على التقاعد بعد مكوثه بالمنصب لأكثر من سنتين.
ومن المنتظر ان يحدث المدير الجديد تغيرا إيجابيا على القطاع، بما عرف عنه،خاصة وأن مواقع التواصل الاجتماعي أثلجت صدور أهل القطاع في التكفل بالقضايا العالقة، وكذا القضاء على ما يعرف ببارونات التربية، والتي حسبهم عشعشت بدواليب المديرية على الخصوص وباتت تقلق موظفي المديرية، بتواجدهم يوميا بين المكاتب، مما يجعل الموظفين يتنفسون الصعداء، جراء تصرفاتهم من هؤلاء المحسوبين على القطاع.
مهام وتطلعات تنتظر الوافد الجديد
الوافد الجديد قد يحدث الفارق في إعادة الاعتبار لبعض المصالح الهامة ذات الأهميةالأكثر، كمصلحة الرقمنة التي قيل عنها الكثير والتي أصبحت حديث العام والخاص في الوسط التربوي والشارع المحلي، خاصة ومصلحة المالية والوسائل التي لاتزال تسير بخطى السلحفاة في العديدمن القضايا، وكذا مصلحة الموظفين التي تداول على تغييرها 5 رؤساء مصالح في ظرف سنتين للعديد من الأسباب ولعل أن هناك رئيس مصلحة لم يمكث إلا شهرا واحدا.
كما أن النقطة الحساسة التي أفاضت الكأس وأسالت الكثير من الحبر، قضية الوضع تحت التصرف والانتداب رغم أن هناك تعليمة صدرت في جويلية 2018، بوضع مقرات تحت التصرف والإعادة إلى مؤسساتهم الأصلية والتي نفذها مدير التربية ما قبل السابق، إلا أنها أعادت الكثير من دواليب المديرية في السنتين المنصرمتين، مع إخراج إطارات المديرية 31\11 بإدارة مركز التوجيه المدرسي، على الرغم أنهم كانوا إطارات بالمديرية، وسيروا مصالحهم على أكمل وجه،وباعتبارهابن القطاع فهو إطار وطني بالتسيير المالي، ما قد يعجل لحزم الأمتعة الكثير ممن فاقت إقامتهم بالمديرية عقودا، ويبقى غدا لناظره قريب.
وقد جرى حفل التنصيب في حضور كوكبة من المسؤولين البارزين، منهم السيد “مراد بوقاوزين”، المدير المركزي بوزارة التربية الوطنية، لما يعكس هذا الحضور رفيع المستوى الأهمية التي توليها السلطات المحلية والمركزية لقطاع التربية ودوره المحوري في بناء مستقبل الأجيال.
كما رحب والي الولاية بالوجوه الجديدة التي انضمت إلى مناصب المسؤولية، معربا عن ثقته الكبيرة في كفاءتهم وجديتهم، ومتمنياً لهم كل النجاح في مهامهم الجديدة، ومؤكدا على الدور الجوهري الذي يلعبه قطاع التربية في صياغة مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
لم تقتصر التغييرات على مديرية التربية بولاية تيارت وحسب، فقد تم في السياق ذاته تنصيب السيد “القايم حسان” مديرا للتربية بالولاية المنتدبة قصر الشلالة، كما تولى السيد “حيتالة مصطفى” مهامه مديراً لمعهد تكوين إطارات التربية ابن رشد بولاية تيارت. ويعد السيد “حيتالة مصطفى” إضافة نوعية للمؤسسة التعليمية، فقد سبق له أن أدار ثانوية “عبد الحميد بن باديس” بمدينة عين الصفراء بولاية النعامة، حيث حققت هذه الأخيرة نتائج باهرة في شهادة البكالوريا لدورة جوان 2025، بحصولها على المرتبة الأولى بنسبة نجاح بلغت 71.93 بالمئة، وقد وصف السيد “حيتالة” هذا الإنجاز بأنه “ثمرة تضافر جهود الجميع من أساتذة وطاقم إداري وأولياء تلاميذ”.
ويأتي تعيين السيد نجم الدين حمة مديراً للتربية بولاية تيارت ليضيف إلى القطاع خبرة وطنية متميزة، فالسيد حمة، وهو من أبناء ولاية بجاية، يتمتع بسجل حافل بالإنجازات، حيث شغل سابقاً منصب مدير التربية بولاية الجلفة، وعمل مفتشاً وطنياً للتسيير المالي والمادي. يضاف إلى ذلك كونه حاملاً لشهادة الدكتوراه وأستاذاً جامعياً، فضلاً عن كونه مكوناً معتمداً بالمعهد الوطني لتكوين إطارات التربية بالحراش.
ويعلق المتابعون للشأن التربوي بالولاية آمالاً عريضة على هذه التعيينات الجديدة، متطلعين إلى أن تسهم هذه الخبرات المتراكمة والكفاءات العالية في تعزيز حوكمة قطاع التربية وتحسين أدائه العام. كما يأملون أن تترسخ مبادئ الاستمرارية في الإصلاح التربوي، مما يضمن في نهاية المطاف الارتقاء بجودة التعليم وتوفير فرص متكافئة لجميع التلاميذ في ولاية تيارت.
ج.غزالي