
كشف بحث جديد نشرته شركة ألتيريكس، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي لتحليلات المؤسسات، عن نتائج مثيرة حول توقعات المستهلكين ورواد الأعمال في الإمارات تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي. أشارت الدراسة إلى أن 76% من المستهلكين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيكون محرِّكاً رئيسياً لتغيير قواعد اللعبة على مدار السنوات الخمس القادمة. ومع ذلك، تظل لديهم شكوك في القيمة التي سيقدمها بنسبة 43% ومخاوف من طريقة استخدامه بنسبة 34بالمئة،فجوة في التوقعات والقيمة أبرز التقرير، الذي استند إلى آراء 690 قائداً في مجال تكنولوجيا المعلومات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بالإضافة إلى 1100 من الأشخاص العاديين، وجود فجوة واضحة بين التوقعات والقيمة العملية المحققة من الذكاء الاصطناعي. رغم تصريح 81% من المؤسسات بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يضيف قيمة عملية، إلا أن هناك حاجة ملحة للتغلب على هذه الفجوة لإثبات القيمة للمستهلكين في استخدام الذكاء الاصطناعي في حياتهم الشخصية والمهنية، خاوف مشتركة بين المستهلكين ورواد الأعمال تُشكل الموثوقية في نتائج الذكاء الاصطناعي التوليدي مصدر قلق رئيسي لكلٍ من رواد الأعمال والمستهلكين. أبدى أكثر من ربع المستهلكين مخاوفهم من أن هذه التقنية ستؤدي إلى انتشار الأخبار الكاذبة بنسبة 27%، فيما يشعر 40% منهم بالقلق حيال استخدام القراصنة الذكاء الاصطناعي التوليدي في ارتكاب الجرائم. وعلى الجانب الآخر، أفاد 51% من رواد الأعمال بأن مؤسساتهم شهدت بالفعل حالات من انتشار الشائعات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي،قضايا الموثوقية والأخلاقيات تُثير دقة المعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي التوليدي شكوكاً كبيرة؛ حيث يعتقد 51% من الأشخاص العاديين أن المعلومات غير صحيحة، بينما يرى 40% منهم أن المعلومات غير محدثة. كما عبرت الشركات عن مشاكل تتعلق بانتهاكات حقوق النشر أو الملكية الفكرية بنسبة 47%، فضلاً عن الحصول على نتائج غير متوقعة أو غير مطلوبة بنسبة 37بالمئة،ظاهرة “الهلوسات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تعتبر أكبر مشكلة تتعلق بالموثوقية هي ظاهرة “الهلوسات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي”، حيث قدمت الشركات والجمهور نسباً عالية من القلق تجاه هذا الأمر بنسبة 65% و72% على التوالي. وهذه الظاهرة تشير إلى تقديم الذكاء الاصطناعي تنبؤات غير صحيحة أو نتائج غير منطقية، مما يزيد من حدة المخاوف حول استخدامه،الحاجة إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي للتغلب على هذه المخاوف، ترى الشركات أنه يلزم تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي على حالات الاستخدام الصحيحة مع توفير التكنولوجيا المناسبة والضوابط الأمنية. كما يطالب نحو نصف المستهلكين بنسبة 43% بتنظيم الذكاء الاصطناعي لضمان استخدامه بشكل أخلاقي وآمن،يعكس التقرير تناقضاً واضحاً بين التوقعات العالية للذكاء الاصطناعي التوليدي والمخاوف المتزايدة حول استخدامه. وبينما يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة قوية يمكن أن تُحدث تغييراً كبيراً في العديد من المجالات، يبقى تحقيق الثقة والموثوقية في نتائجه أمراً حيوياً لضمان تبنيه بنجاح في المستقبل.
بقلم:جلال يياوي.