
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية استمرار عمليات القمع والتنكيل والاقتحامات والاعتقالات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين العزل.
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي بالتعامل مع منظومة الاستعمار الإسرائيلي كنظام فصل عنصري، في وقت شنت فيه قوات الاحتلال حملة اعتقالات بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وجاءت تلك المطالبة في وقت شن فيه سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية على مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لم يُبلغ عن وقوع إصابات بين المدنيين الفلسطينيين.
نظام فصل عنصري
وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي، أن دولة الاحتلال ماضية ليس فقط في تكريس الاحتلال، إنما أيضًا في تحقيق من عمليات -تطبيق السيادة- والضم لجميع مناطق الضفة الغربية المحتلة، عبر سلسلة طويلة من الإجراءات والتدابير الاستعمارية.
واعتبرت الخارجية، أن ما جاء على لسان بتسلئيل سموتريتش لإذاعة جيش الاحتلال، يؤكد أن دولة الاحتلال ماضية في تعميق نظام الفصل العنصري –الأبرتهايد- في فلسطين المحتلة.
وأدانت الخارجية، استمرار عمليات القمع والتنكيل والاقتحامات والاعتقالات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين المدنيين العزل، والتي غالبًا ما تخلف شهداء وعشرات الاصابات في صفوف المواطنين.
وبيّنت أن ما يجري يندرج في إطار تصعيد اسرائيلي متواصل ضمن توزيع واضح للأدوار بين جيش الاحتلال والمستوطنين ومنظماتهم الإرهابية، ورأت أن التطورات الميدانية مرشحة لمزيد من التصعيد في ظل سيطرة اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال.
اعتقالات من قبل الاحتلال
في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنين من بلدة دورا، جنوب الخليل، وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة دورا جنوب الخليل واعتقلت الأسير المحرر عامر توفيق أبو هليل البالغ من العمر 32 عامًا، والأسير المحرر بشير أحمد الدرابيع، بعد أن داهمت منزليهما وفتشتهما وعبثت بمحتوياتهما.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشاب عبد الله عبيد من بلدة العيسوية شمال شرقي القدس المحتلة، بعد أن داهمت منزل ذويه في البلدة وفتشته.
وأضافت المصادر ذاتها، أن طواقم بلدية الاحتلال اقتحمت البلدة وتجولت في شوارعها، تحت حماية شرطة الاحتلال.
غضب ومطالبة باسترداد جثمان الشهيد
وأثار إعدام جنود الاحتلال شابًا فلسطينيًا يدعى عمار عديلي، ردود فعل غاضبة، بعدما حاول الشهيد منع اعتقاله بطريقة مهينة من قبل جنود الاحتلال في بلدة حوارة جنوبي نابلس، حيث ينتشر الجنود بزعم حماية المستوطنين.
وتسعى عائلة الشهيد إلى استعادة جثمانه بعدما احتجزتها قوات الاحتلال، ودفنه في بلدته، وخرج أهالي القرية في احتجاجات مطالبين باستراد جثمان الشهيد، وسط إغلاق شارع يمر منه المستوطنون.
وكانت هيئة البث العبرية زعمت الجمعة الفارطة، أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على الفلسطيني بعد طعنه اثنين منهم أصيبا بجروح طفيفة.
لكن مقطع فيديو التقطه فلسطيني وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، أظهر جنديًا إسرائيليًا يتدافع مع فلسطيني يحاول الإفلات منه، ومن ثم أطلق الجندي النار من مسافة صفر تجاه الفلسطيني الذين ارتمى على الأرض.
شهيد و6 إصابات في مواجهات مع الاحتلال بمخيم الدهيشة
استشهد شاب فلسطيني وأُصيب ستة آخرون خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الدهيشة، جنوبي بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت المخيم وداهمت عدة منازل، وأضافت أنه إثر ذلك اندلعت مواجهات، أطلق جنود الاحتلال خلالها الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى الى استشهاد الشاب عمر يوسف حسن مناع “فرارجة” 22 عامًا بعد إصابته برصاصة في الصدر.
وبحسب المصادر، أُصيب ستة آخرون بالرصاص الحي في الأطراف، نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج.
إضراب شامل اليوم
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال كلًا من يزن يوسف حسن فرارجة 24 عاما، وهو شقيق الشهيد، والشقيقين عدي 24 عاما، ومعاذ عصام أبو نصار 27 عاما، بعدما داهمت منازلهم وفتشتها.
وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم الإضراب الشامل، ودعت جماهير المحافظة للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد مناع، وبارتقاء الشاب مناع، يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 212 شهيدًا، بينهم 160 في الضفة، و52 في قطاع غزة.
وتشهد الضفة الغربية المحتلة منذ أشهر اقتحامات واعتقالات إسرائيلية، تفجّر اشتباكات بين قوات الاحتلال والمستوطنين من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى، وفي قطاع غزة، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مواقع للمقاومة الفلسطينية غربي خان يونس وأرضًا زراعية شرقي رفح.
وبرّر جيش الاحتلال، الذي قال إن غاراته استهدفت نفقًا وورشة للصواريخ تابعة لحركة حماس، القصف بأنه رد على صاروخ أطلق من القطاع على جنوبي إسرائيل مساء السبت.
مزيد من الانتهاكات والعدوان
بموازاة ذلك، تتواصل انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات الفلسطينية وسط اقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى، وأدى آلاف المستوطنين طقوسًا تلمودية عند حائط البراق غربي المسجد الأقصى المبارك.
وبينما يعكف رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو على تشكيل حكومة يمينية تضم أحزابًا متشددة، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس جميع الفلسطينيين إلى العمل الجماعي لمواجهة وفضح وإفشال الحكومة الإسرائيلية المقبلة التي يشارك فيها عتاة المتطرفين.
وأوضح خلال افتتاح أعمال الدورة العاشرة لاجتماع المجلس الثوري لحركة “فتح”، أن حكومة إسرائيلية جديدة يشارك فيها عتاة المتطرفين الإسرائيليين نتوقع منها المزيد من الانتهاكات والعدوان والجرائم، ويجب أن نعمل جميعًا على مواجهتها وفضحها وإفشالها.
وأكد عباس، أهمية العمل الدبلوماسي والسياسي والإعلامي في مواجهة الرواية الإسرائيلية التي تتناقض مع الرواية الفلسطينية.
وبخصوص المصالحة، أشار عباس إلى عزمه المضي للأمام على أساس اعتراف كل الفصائل بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والقبول بالشرعية الدولية لأننا نريد حماية مصالح شعبنا.