
يُعد قسم العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة “جيلالي ليابس” بسيدي بلعباس من الأقسام العريقة التي بصمت مسار الجامعة منذ تأسيسه، حيث تميز منذ انطلاقته بدوره الفعّال في تكوين الطلبة وتأهيلهم علميًا وفكريًا لخوض غمار الحياة المهنية، والمساهمة في خدمة الدولة والمجتمع.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس القسم الأستاذ “غريب نوح” أن قسم العلوم السياسية يُعتبر من بين الأقسام المعروفة على مستوى الجامعة، إذ يسهر على إعداد طلبة متمكنين من أدوات التحليل السياسي والإداري عبر مسار تكويني متكامل يجمع بين الجانب النظري والتطبيقي. ويضيف أن التكوين في القسم يرتكز على جدع مشترك خلال السنتين الأولى والثانية ليسانس، يتضمن مداخل إلى مختلف العلوم الاقتصادية والفكرية والتاريخية والسياسية، قبل أن يتفرع الطلبة في السنة الثالثة إلى تخصصين رئيسيين هما التنظيمات السياسية والإدارية والعلاقات الدولية. كما يقدم القسم في مرحلة الماستر تكوينًا معمقًا في تخصص الدراسات السياسية المقارنة، مع السعي لفتح تخصصات جديدة مستقبلاً في مجالات الأمن والمناجمنت والسياسات العامة.
من جهته، أشار الأستاذ “لبوخ محمد”، أحد الأساتذة المحاضرين بالقسم، إلى أن قسم العلوم السياسية بجامعة “جيلالي ليابس” يُعد من أقدم وأبرز الأقسام في غرب الجزائر، وقد تخرج منه العديد من الطلبة الذين يشغلون اليوم مناصب مهمة على مختلف المستويات في مؤسسات الدولة. وأكد أن القسم حقق نتائج معتبرة في مجال التكوين الجامعي والبحث العلمي، بفضل برامجه الأكاديمية المدروسة التي تواكب تطورات العلوم السياسية والتنظيم الإداري، وتمنح الطلبة قاعدة معرفية صلبة في سنوات التكوين الأولى، قبل الانتقال إلى تخصصات أكثر دقة في التنظيمات والعلاقات الدولية.
أما الأستاذ “إدريس علي”، فقد أوضح أن القسم يضطلع بمهمة تكوين باحثين وإطارات قادرة على تسيير الشأن العام المحلي والوطني، فضلًا عن إعداد كفاءات تمتلك رؤية تحليلية للعلاقات الدولية. كما أكد أن البرنامج الدراسي المتنوع يمنح الطالب زخما معرفيا واسعا، يجمع بين القانون والاقتصاد وعلم الاجتماع، ما يتيح له فهما شاملا للبنية السياسية والإدارية. وأضاف أن آفاق القسم المستقبلية تتمثل في تطوير مشاريع بحثية جديدة وتوسيع التعاون الأكاديمي مع الأقسام والمؤسسات الجامعية الأخرى.
وتحدث الأستاذ “ضبع عامر” من كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة “جيلالي ليابس”، عن قسم العلوم السياسية مشيدا بالدور الذي يضطلع به في تكوين الطلبة وإعدادهم أكاديميا وفكريا. وأوضح أن القسم يستقبل عددا معتبرا من الطلبة في مختلف الأطوار، حيث بلغ عددهم أكثر من 200 طالب في الطورين، ما يعكس الإقبال المتزايد على هذا التخصص الحيوي.
وأشار أيضا الأستاذ “ضبع” إلى أن قسم العلوم السياسية يعتمد على مجموعة من المقاييس الأساسية والمنهجية والاستكشافية التي تشكل الإطار العلمي لتكوين الطالب، من أبرزها: تاريخ الفكر السياسي، مدخل إلى علم السياسة، مدخل إلى علم الإدارة، ومدخل إلى العلاقات الدولية، وهي مقاييس تُعدّ جوهرية في فهم طبيعة العمل السياسي والإداري بمختلف مستوياته.
وأكد في ختام حديثه أن تدريس العلوم السياسية في الجامعة يُعد تخصصا نخبويا بامتياز، نظرا لما يتطلبه من قدرة على التحليل والتفكير النقدي واستشراف المستقبل، مبرزا أن هذا التخصص يكون نخبا أكاديمية ومهنية قادرة على المساهمة في صناعة القرار وبناء الدولة الحديثة.
فتحي مبسوط



