تكنولوجيا

قراءة في كتاب “Implement”

خطوة لتفادي الفشل في التحول الرقمي 

يشهد كتاب “Implement” إقبالا كبيرا من طرف الأشخاص الذين يبحثون عن السبل التي تسهل عليهم الاعتماد على التحول الرقمي في ممارسة نشاطاتهم المختلفة.  

حيث يكشف المؤلف “روبن سبيكولاند”، الخبير العالمي في الاستراتيجية والتنفيذ الرقمي، في كتابه أن فشل التحول الرقمي لا يعود دائما إلى نقص التكنولوجيا أو الأدوات المتاحة، بل إلى التحديات الكامنة في عملية تحويل الشركة ذاتها. ويقدم لقرائه خطواتٍ واضحة ومحددة لقيادة فريق العمل نحو تحقيق الأهداف الرقمية، بدءا من وضع استراتيجية واضحة وموجزة وصولا إلى بناء ثقافة رقمية قوية داخل المؤسسة. التحدي يكمن في التنفيذ وليس التكنولوجيا في عالم يشهد تطورا تكنولوجيا متسارعا، بات التحول الرقمي ضرورة ملحة للشركات كافة، التي تسعى للبقاء في سوق العمل. 

فالفشل حسب مؤلفه يكمن في التحول الرقمي، الذي غالبا ما يعود إلى تحديات داخلية تواجه الشركة، وليس إلى التكنولوجيا بحد ذاتها، من خلال امتلاك الخطة المثالية لا يكفي، بل يجب ترجمتها إلى واقع ملموس على أرض الواقع. كما تناول الكتاب معظم الدراسات التي تناولت تنفيذ الاستراتيجية التي ركز فيها على فهم أسباب الفشل، ليوفر إجابات حول “كيف” يمكن للشركات تحقيق النجاح، فهو يعتبر نافذة لتقديم الحلول من خلال براز خطوات عملية ومفصلة تساعد القادة في تنفيذ استراتيجياتهم بفاعلية، حتى يمكنهم تحقيق عوائد مالية كبيرة للشركات.

يُشير المؤلف روبن سبيكولاند في كتابه على أن التنفيذ الناجح يتطلب أكثر من مجرد خطة جيدة، بل يتطلب تغييرًا جذريًا في تفكير القادة ومقاربتهم للعمل. فبدلًا من التركيز على صياغة الاستراتيجية، ينبغي للقادة أن ينصب تركيزهم على كيفية تنفيذ هذه الاستراتيجية بفاعلية.

 يقدم الكتاب أدوات ونماذج عملية تساعد القادة في فهم التحديات التي تواجههم وتجاوزها، كما يوفر إطار عمل شامل يوجههم خلال عملية التنفيذ. ويقدم الكتاب عرضا للأخطاء والعراقيل الممكن مواجهتها واقتراح حلول تساعد القادة في بناء الأسس اللازمة للنجاح، من خلال طرحه لقصص واقعية لشركات نجحت أو فشلت في تنفيذ استراتيجياتها، ما يساعد القراء في فهم التحديات التي يواجهونها وكيفية تجنبها. 

 ومن خلال عرض المؤلف لبعض الدراسات  طرح فضل 4 من كل 5 قادة اختيار تنفيذ استراتيجية جيدة على نحو سيء. برروا اختيارهم بأن وجود استراتيجية جيدة يشكل الأساس المتين للنجاح، وأن أي أخطاء في التنفيذ يمكن تصحيحها لاحقًا، مضيفا أنه عندما يكون التنفيذ جيدا، توضع الأنظمة والهياكل اللازمة لقياس الأداء وتتبع التقدم، وهذا يعني أن القادة يكونون قادرين على تحديد المشكلات مبكرًا، واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة. وبالتالي، فإنهم يكونون أكثر قدرة على التأكد أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح، وعندما يكون التنفيذ جيدًا، يمكن للقادة جمع البيانات والتحليل لتقييم فاعلية استراتيجيتهم وإجراء التعديلات اللازمة، فهم يعتقدون أنهم ابتكروا استراتيجية جيدة، ولكن لا يمكن التأكد من ذلك إلا من خلال التنفيذ. الكتاب يعرض أيضا رؤية الخبراء لمشاكل فشل الاستراتيجيات التي تكمن في عدم وضوحها وتحديدها الاستراتيجيات يكمن في عدم وضوحها وتحديدها على نحو كافٍ. 

فبدلا من أن تكون مجموعة واضحة من الخيارات التي تحدد ما ستفعله الشركة وما لن تفعله، غالبا ما تكون الاستراتيجيات مجرد أهداف طموح أو عبارات منمقة، كما يميل المديرون التنفيذيون حسبهم إلى الخلط بين الاستراتيجية والتطلعات، حيث يعلنون عن أهداف، مثل: “أن تصبح قائدًا تكنولوجيًّا” أو “توحيد الصناعة” دون تحديد الخطوات العملية لتحقيق هذه الأهداف. ومن جهته، يرى “مايكل بورتر” الخبير الاستراتيجي، والأستاذ في كلية هارفارد للأعمال، أن أهمية التميّز الاستراتيجي في نجاح أي شركة، ينبغي أن تبحث عن موقع فريد يميزها عن غيرها في السوق من محاكاة المنافسين أو اتباع الاستراتيجيات نفسها، كما أنه من الضروري حسبه أن تركز على تحديد القيمة الفريدة التي تقدمها الشركة للعملاء، وكيف يمكنها الحفاظ على هذه القيمة على المدى الطويل. 

وفيما يتعلق التحديات التي تواجه تنفيذ الاستراتيجيات، يطرح الكتاب تحديات كثيرة، من بينها: الخلط بين الاستراتيجية والعمل: يعتقد بعض المديرين أن الاندماج أو الاستعانة بمصادر خارجية هو بحد ذاته استراتيجية، وهو اعتقاد خاطئ. التركيز على التخطيط بدلًا من التنفيذ: يهتم الكثير من المديرين بتطوير خطط استراتيجية مفصلة، ولكنهم يهملون الجانب العملي لتنفيذ هذه الخطط. غياب الانضباط والالتزام: غالبًا ما تواجه الشركات صعوبة في تطبيق الانضباط اللازم لاتخاذ الإجراءات الصحيحة وتنفيذ الاستراتيجية على المدى الطويل. ويضيف أنه لكي تنجح الشركات في تنفيذ استراتيجياتها، ينبغي لها بناء ثقافة تنظيمية قوية تدعم التنفيذ، عبر بناء ثقافة تنفيذ قوية بالتركيز على النتائج، التواصل الفعال، القيادة القوية، المرونة والتكيف. 

ويُعرّف المؤلف روبن سبيكولاند في كتابه “Implement” محفزات العمل بأنها مجموعة من الإجراءات والشروط التي توضع لضمان تنفيذ الموظفين لمهامهم بفاعلية وكفاءة، وهي آلية تلقائية تربط بين تحقيق أهداف محددة ومكافآت أو حوافز معينة، عبر خُطوات لتبني نظام فعّال لمحفزات العمل من خلال تحديد الأهداف الاستراتيجية بوضوح، تحديد الإجراءات والشروط، بناء آليات التفعيل، الاختبار والتنقيح، الرصد المستمر والتعديل. 

يشار إلى أن كتاب “Implement” يستحق القراءة والدراسة، من طرف كل شخص يرغب في أن يكون قائدا ناجحا في مؤسسته، لضمان الاستمرارية والنجاح نحو مستقبل رقمي حقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى