الثـقــافــة

في عددها الجديد من منتدى الكتاب بتلمسان

مكتبة "محمد ديب" تستضيف الدكتور "علام حسين"

  • عرض كتاب “شعرية محمد ديب”

 

في إطار تفعيل التظاهرة الثقافية الوطنية منتدى الكتاب، وتجسيدا لتعليمة وزير الثقافة والفنون الرامية إلى ترقية المطالعة والمقروئية، تنظم المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “محمد ديب” بتلمسان، العدد الجديد من منتدى الكتاب الذي تستضيف اليوم هذه المرة الدكتور “حسين علام”، في عرض كتاب “شعرية محمد ديب”.

يعد هذا المؤلف الجديد حسب كاتبه علام بمثابة قراءة في أعمال “محمد ديب” من سنة 1962 إلى سنة 1994 خاض فيها مجددا في مفهوم العجائبي، وأعاد طرح الأسئلة حوله مطورا فيها مفهوم الجسد العجائبي وعلاقتهما بشعرية الكتابة الروائية، مع محاولة لفهم علاقة الكتابة في شموليتها معهما، حيث هناك اقتراب من نصين محوريين جريان على الشاطئ الموحش ومن يتذكر البحر ثم قراءة في تشظيات الهوية والمنفى في نصوص الشمال.

ويؤكد الدكتور “علام” أن الكتابة الروائية الجزائرية أثناء الثورة التحريرية، لم تكن وبعدها واقعية دائما، بل هناك تجارب خرجت عن المألوف، تريد أن تستقصي عوالم أخرى منها عوالم الكتابة “العجائبية” عند “محمد ديب”، رواية “جريان على الشاطئ الموحش” 1964، وفي رواية “من يتذكر البحر 1962″، يسعى إلى كتابة فضائع الحرب وأثرها على الإنسان الجزائري بطريقة أخرى تتجاوز التسجيلي الى الفنتاستيكي، وهي الدراسة التي تبين الجوانب التركيبية في هذه الممارسة من خلال هذين النصيين وتهدف إلى استجلاء العجائبي، كمفهوم جديد للكتابة غايتها تصوير هموم الإنسان وكوابيسه، بتوظيف أساسيات هذا النوع الأدبي.

وقد لمح الكاتب إلى ذلك في اللواحق التي أضافها إلى نصوصه، مبينا كيف أن الكاتب لم يعد شاهدا على التاريخ، ومسجلا له بل أصبحت الاحتلام تتولد منه إنه صانع، وعليه أن يغوص في ذاته.

وهنا في هذين النصين، يتخذ الاغتراب والغوص في الذات شكل من أشكال الجنون أو المفارق للواقع، ولم يكن العجائبي سوى ذريعة نصية لتبيان لذلك، وما قام به الباحث هنا هو ليس إلا السير وراء كوابيس البطل لتحديد المعالم الوظيفية والتركيبية والدلالية لهذا التوظيف. وتنتهي هذه الدراسة بملحق مهم يحتوي على ترجمات لبعض النصوص الشعرية وحوارات مع الكاتب وشهادات وسيرة في المنفى، ويعتبر منتدى الكتاب موعد فكري ثقافي، أصبح يستقطب عشرات الباحثين والكتاب والطلبة.

وأكد السيد المدير، “طرشاوي محمد”، حرص المكتبة على الانفتاح على مختلف التجارب الروائية والإبداعية سواء في عاصمة الزيانيين أو على المستوى الوطني، مبينا مكانة الكتاب والرواية في قراءة واقع المجتمعات، وهو ما يعزز من فرص الحوار والتبادل. وذكر المتحدث أن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية تنفتح على مختلف فئات المجتمع سواء بدعوة الجميع لحضور ما تنظمه من جلسات أدبية مفيدة ومثرية تناقش مختلف القضايا الراهنة.

جرفاوي. ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى