الحدث

في ظل زخم الأحزاب الداعمة للمترشحين الثلاثة خلال الحملة الانتخابية

الطبقة السياسية تبحث عن التّموقع

رامـي الـحـاج

 

أبانت الحملة الانتخابية منذ انطلاقها والتي التي يخوضها المترشحون الثلاثة المترشح عن حركة مجتمع السلم، السيد (حساني شريف)، والمترشح الحر، السيد (عبد المجيد تبون)، والمترشح عن جبهة القوى الاشتراكية، السيد (يوسف أوشيش)، عن الوجه الآخر للأحزاب السياسية في الجزائر، التي ظهرت بقوة من خلال مساندتها للمترشح الحر، “عبد المجيد تبون”، وبالتالي تحاول أن تتموقع مستقبلا بجانب حزبي المترشحين (حمس) و(الأفافاس) اللذين تحولا إلى قوتين سياسيتين أكثر من ذي قبل، ولو أنّ تاريخهما السياسي ليس بحاجة إلى شرح مستفيض.

يمكن الجزم بأنّ الأحزاب الداعمة للمترشح الحر، “عبد المجيد تبون”، قد وجدت ضالتها في التنفس والظهور بشكل مراطوني، وما كان لها لأن تسجل حضورها بهذه القوة والكثافة لولا السيد “عبد المجيد تبون”، بحيث منح لهم تأشيرة عفوية ليس فقط للمرافعة عن برنامجه الانتخابي بل فرصة للتموقع ضمن المشهد السياسي التي سيتشكل ما بعد رئاسيات السابع سبتمبر المقبل، ويبقى السؤال الأهم في حال ما فاز السيد “عبد المجيد تبون” بعهدة رئاسية ثانية، هل ستتوحد هذه الأحزاب الداعمة له في مظلة أحزاب الموالاة للرئيس أم سيذهب كل حزب إلى شأه ويغرّد خارج السرب؟.

 

ما مصير الأحزاب الداعمة؟ 

التجارب الانتخابية السابقة أثبتت فرضية تحول الأحزاب الداعمة للمترشح الذي أصبح رئيسا إلى أحزاب الموالاة، وهذا ليس غريبا على الحزب العتيد (جبهة التحرير الوطني) وغريمه (التجمع الوطني الديمقراطي) وأيضا (حركة مجتمع السلم) ولو أنّ هذه الأخيرة فضلت القاعدة الاستثنائية بالمشاركة بمرشحها، فيما كل التخمينات تراهن على (حركة البناء الوطني)، على رأسها السيد “عبد القادر بن قرينة” لحل مكان (حمس) ضمن أحزاب الموالاة أو بالأحرى أحزاب التحالف. لكن في حال ما إذا فاز السيد “عبد المجيد تبون” بالرئاسيات المقبلة، فهل سيكون بحاجة فعلا إلى هذه الأحزاب؟. 

الكل يتذكر تجربة أحزاب التحالف في العقدين السابقين التي كانت حلقة مغلقة ما بين (الأفلان، الأرندي وحمس) ولم يسمح لأي حزب رابع التموقع بينهم، بل أصبحت هذه الأحزاب تتداول الرئاسة سنويا وتصدر البيانات والتوصيات أمام زخم إعلامي لا نظير له ولكنها في الواقع كانت مجرد أحزاب تستقوي بظل الرئيس. 

ربما أنّ هذه الأحزاب ومن جاء بعدها لا زالت تفكر بنفس المنطق، وهي تنتظر وتأمل وتترجى بل وتطمع أكثر. إنّ غدا لناظره قريب.

 

أحزاب أعادت حساباتها

أما ما تعلق بالأحزاب التي وقفت الند للند مع المترشح الحر السيد “عبد المجيد تبون” في رئاسيات 2019، ونقصد هنا: جبهة المستقبل التي قدمت مرشحها (عبد العزيز بلعيد) وحركة البناء الوطني بمرشحها (عبد القادر بن قرينة) وحزب طلائع الحريات بمرشحها (علي بن فليس) والتجمع الوطني الديمقراطي بمرشحه (عز الدين ميهوبي)، كلها آثرت في رئاسيات 2024 أن تكون ضمن الأحزاب الداعمة للمترشح الحر السيد “عبد المجيد تبون”، ولو بقيادات جديدة على غرار (جبهة المستقبل وحزب طلائع الحريات والتجمع الوطني الديمقراطي). أما الأحزاب التي آثرت الترقب وانتظار نتائج انتخابات الرئاسة 2019 ، ولم تبد أي ساكن على غرار (تجمع أمل الجزائر، لحزب الكرامة، لحزب اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية، لجبهة الحكم الراشد) وغيرها، خلال هذه الحملة الانتخابية، فكرت فقدرت ثم قررت أن تدخلها ولو باحتشام في بعض الأحيان، المهم مساندة المترشح الحر، السيد “عبد المجيد تبون”، والأهم حتى لا تسبح ضد التيار وتؤكد أنها لا زالت في الساحة السياسية، لأنه بكل صراحة لم يعد يُسمعُ لها ركزا منذ سنوات طويلة. 

فيما فضلت (حركة النهضة) ولعمري الحزب الوحيد الذي دعم صراحة وعلانية مرشح (حمس) ونظم تجمعات شعبية ولو أنها تُعد على رؤوس الأصابع. أما الغريم التقليدي (للأفافاس) ونقصد به (التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية)، لم يُسمع له ركزا وكأنه انطفأ بريقه منذ سنوات ليبقى السؤال الجوهري، لماذا تندثر بعض الأحزاب باعتزال مؤسسيها الساحة السياسية؟ تماما مثل (حزب العمال) الذي عاد إلى الواجهة ورشحت زعيمته نفسها للرئاسيات المقبلة لكن سرعان ما انسحبت، حين أعلن السيد “عبد المجيد تبون” ترشحه كمترشح حر لعهدة ثانية وأدركت أنه ليس كل من يتمناه المرء يُدركه ولن يُوافق شنٌّ طبقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى