الجهوي‎

في سابقة أولى تؤكد متابعته الدقيقة لقطاع الصحة بولاية تيارت

والي الولاية يشرف شخصيا على تنصيب مدير مستشفى "يوسف دمرجي" 

في خطوة تؤكد متابعته الدقيقة لقطاع الصحة، حضر والي ولاية تيارت “خليل سعيد” نهاية الأسبوع شخصيا مراسم تنصيب المدير الجديد لمستشفى “يوسف دمرجي”. ويأتي هذا الإجراء بعد سلسلة من التغييرات التي عرفها المستشفى مؤخرًا، في ظل مساع حثيثة لتحسين ظروف التكفل بالمرضى ورفع مستوى الخدمات الصحية.

وقد شدّد الوالي بالمناسبة على ضرورة مضاعفة الجهود من طرف الطاقم الإداري والطبي، و شبه الطبي مع إعطاء أولوية قصوى للنظافة والتسيير المحكم، مبرزا أن السلطات الولائية سترافق إدارة المستشفى في تذليل الصعوبات وتحقيق قفزة نوعية في الأداء.

وأكد، أن العمل الصحي لا يقتصر على التشخيص والعلاج فقط، بل يتطلب قبل كل شيء إحساسا عميقا بمعاناة المرضى وآلامهم. ودعا الوالي الطاقم الطبي وشبه الطبي إلى ضرورة معاملة المرضى بإنسانية واحترام، والعمل على التخفيف من معاناتهم عبر حسن الاستقبال والإنصات لمشاكلهم، معتبرا أن ذلك لا يقل أهمية عن توفير الدواء والتجهيزات

وذكر بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في مجال الصحة، مشيرا إلى أن الإنفاق العمومي على هذا القطاع تجاوز 5 آلاف مليار. وأكد أنّ هذه الأرقام تعكس إرادة السلطات العليا في ضمان خدمة صحية لائقة للمواطنين، غير أنّ ذلك يظل مرهونًا بحسن التسيير، والحرص على الاستغلال الأمثل للإمكانات البشرية والمادية الموضوعة تحت تصرّف المؤسسات الصحية. وأبدى الوالي استياءه من بعض مظاهر سوء السلوك في التعامل، مشيرًا إلى أنّ ما شاهده من طريقة المعاملة مع المسؤولين يدعو للتساؤل: “فكيف تكون المعاملة مع المواطن البسيط؟”.

وأكد الوالي أنّ تحسين الخدمات الصحية لا يقتصر فقط على الإمكانيات المادية، بل يتطلب قبل كل شيء التحلي بالأخلاق المهنية وحسن الاستقبال والتواصل مع المرضى وذويهم، مضيفا أنّ أي تقصير في هذا الجانب لن يكون مقبولًا مستقبلًا، وأكد الوالي أنّ تصريحاته وانتقاداته لم تكن موجهة لتوبيخ المدير السابق، بل جاءت في إطار الحرص على تحسين الخدمة العمومية. وأضاف الوالي: “نحن نشكر المدير السابق على ما قدمه من مجهودات، ونعلم حجم الصعوبات التي واجهها، لكننا نطمح لمضاعفة العمل من أجل بلوغ مستوى أفضل في التكفل بالمرضى”.

وحرص ذات المسؤول على تقديم السيرة الذاتية للمسؤول الجديد أمام الطاقم الطبي والإداري. واستعرض الوالي أهم المحطات التي مرّ بها المدير الجديد، من خبرة ميدانية في التسيير الصحي إلى المناصب التي شغلها سابقًا، مؤكّدًا أنّ اختياره جاء بناءً على كفاءته وتجربته في التسيير، وقدرته على مواجهة التحديات التي يعرفها القطاع الصحي بالولاية.

للإشارة، أن مستشفى “يوسف دمرج”ي من أكثر المؤسسات الصحية التي عرفت عدم استقرار إداري في ولاية تيارت، حيث مرّ عليه أكثر من 5 مدراء خلال أقل من 10 سنوات. هذا التغيّر المتكرر في المسؤولين يعكس حجم التحديات والصعوبات التي تواجه هذه المؤسسة الصحية، من مشاكل في التسيير ونقائص في التجهيزات، إلى شكاوى متكررة حول ظروف الاستقبال والتكفل بالمرضى.

ويرى متابعون أنّ هذا الوضع أثّر بشكل مباشر على مستوى الخدمات، ما يجعل تنصيب المدير الجديد خطوة مفصلية يُعوَّل عليها لإعادة الاستقرار ودفع عجلة الإصلاح داخل المستشفى.

ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى