
لا أحد يجادل في الأهمية الجيوستراتيجية التي تتبوؤها ولاية وهران مقارنة مع الولايات الأخر في الجزائر، ولعل موقعها الجغرافي وتضاريسها الطبيعية كمدينة متوسطية وحاضرة مغربية وإرثها التاريخي الحضاري العريق ومميزاتها المتفردة، جعلها من المدن الساحلية السياحية والثقافية والاقتصادية والتجارية والسياسية بامتياز، ولا زالت المخطوطات التاريخية التي دونها المؤرخون من عرب وعجم شاهدة على ذلك، وتؤكد على الدور الفعال والمؤثر التي ظلت تقوم به المدينة خلال العصور المتعاقبة وكيف رغب فيها المستدمرون وجعلوها ضمن أولويات مخططاتهم الاستدمارية وقلعة حصينة لهم وبوابة للتوسع عبر أصقاع ليس الجزائر فحسب، بل في الجزء الغربي للمغرب العربي ككل.
كما أن المؤهلات البشرية والموارد الطبيعية التي تتميز بها ولاية وهران، ترشحها للقيام بدورها التاريخي والحضاري الطلائعي كمدينة متوسطية بل ومنافسة للمدن المتوسطية العريقة الأخرى، بحيث لا يقل رصيدها التاريخي عن هذه المدن بل ويتعداه أكثر بكثير في العديد من مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والتجارية.
وعليه، فإن ولاية وهران بدأت تعرف نقلة نوعية حراكا حقيقيا وجادا في كل القطاعات ولا زالت تعرف حراكا تنمويا متسارعا بحيث تحولت الولاية إلى ورشات كبيرة مفتوحة على مصراعيها استكمالا لتجسيد برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد “عبد العزيز بوتفليقة”.
ومهما قلنا في وهران لا يمكننا أبدا إنصافها ووصفها وإعطائها مكانتها اللائقة بها، لأننا وبكل بساطة لا يمكننا أن نجافي الحقيقة المتمثلة في تقصيرنا للنهوض بها أكثر من حيث الأداء كمسؤولين ومواطنين على حد سواء، لأن وهران تستحق أكثر من ذلك بكثير، وعليه لا بد من تفعيل هذه الأداءات على أكثر من صعيد، وتحسيس الجميع بأن المسؤولية في ترقية المدينة وتطورها تظل على عاتق الجميع الذي يجب كل واحد منا أن يساهم بها حسب منصبه في المسؤولية ومستواه الاجتماعي والثقافي ودروه في الحركة الجمعوية والمجتمع المدني، من أجل إعادة الاعتبار للعديد من القيم التي فقدتها المدينة وإعادة أيضا ترسيخ المفاهيم النبيلة التي توارثتها الأجيال وظلت في تلافيف ذاكرة السكان عبر العهود المتلاحقة.
هشام رمزي